رأسية هائلة من الإسباني راؤول غونزاليز ومحاولة يائسة من الحارس اليوناني نيكوبوليديس والكرة تهز الشباك هدفاً لريال مدريد الإسباني في مرمى أولمبياكوس اليوناني. وتقدم المضيف 1-صفر قبل أن ينهي اللقاء لمصلحته 2-1 في المرحلة الثانية لدوري المجموعات في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. هدف ليس عادياً على رغم أنه لم يحمل جديداً في فنون اللعبة. الهدف يحمل الرقم 50 في مجموع أهداف راؤول في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وهو يدخله موسوعة غينيس لأكبر عدد من الأهداف يسجلها أيّ لاعب في تاريخ كبرى مسابقات الأندية في العالم، وتخطى راؤول الرصيد القياسي الذي احتفظ به مواطنه وزميله الأكبر في ريال مدريد ألفريدو دي ستيفانو 49 هدفاً منذ عام 1963 أي لمدة 42 عاماً. راؤول الذي أكمل 28 عاماً في 27 حزيران يونيو الماضي وصل إلى رقمه القياسي في سن تصغر دي ستيفانو بثمانية أعوام، وحقق الأخير إنجازه بعد أن تخطى 36 عاماً، ولكن راؤول احتاج إلى عدد أكبر من المباريات ليحرز إنجازه وهو خاض 99 مباراة، ولا يزال راؤول بعيداً من الرقم القياسي لدى ستيفانو الذي فاز باللقب 5 مرات من 1956 إلى 1960 في مقابل 3 ألقاب فقط لراؤول. الفتى الذهبي وكابتن منتخب إسبانيا وريال مدريد الحالي كان من أشبال أتليتكو مدريد، ووالده دون بيدرو عاش حياته متعصباً لأتليتكو ومعادياً لريال حتى انضم ابنه إلى أشبال النادي الملكي، وفي 29 تشرين الأول أكتوبر 1994 لعب راؤول مباراته الأولى مع الفريق الأول لريال مدريد ضد ريال سارغوسا، وفي 18 تشرين الأول من العام التالي أحرز راؤول هدفه الأول في دوري أبطال أوروبا ضد فرنسفاروش الهنغاري، وفاز ريال مدريد 6-1 وأكمل راؤول أهدافه عند الهاتريك واستمرت ماكينة الأهداف تعمل بكفاءة عالية على كل الأصعدة. في دوري أبطال أوروبا وصل إلى الهدف رقم 80 ضدّ جاره الإسباني فالنسيا في نهائي دوري أبطال أوروبا في باريس، وفاز ريال مدريد 3-صفر وأحرز اللقب، ووصل إلى الهدف التسعين في شباك بايرليفركوزن الألماني وكان هدف المباراة الوحيد، ولكنه توقف موقتاً عن العمل منذ 23 تشرين الثاني نوفمبر الماضي بعد هدف التعادل في باير ليفركوزن. وعلى صعيد الدوري المحلي تخطى راؤول حاجز 170 هدفاً وبات ثالث هدافي إسبانيا في الدوري على مرّ العصور بعد دي ستيفانو 216 هدفاً وتشارلي سانتيلانا 186 هدفاً، وهو تخطى المكسيكي هوغو سانشيز 164 والهنغاري بوشكاش 156 وخنتو 126 نجوم ريال مدريد. ويتصدّر راؤول قائمة هدافي المنتخب الإسباني طوال تاريخه متفوقاً على زارا ودي ستيفانو وبوتراغينو وسانتيلانا. ولا يزال لدى راؤول الفرصة لتعزيز أرقامه القياسية في الجوانب الثلاثة. ولكن المنافسة في دوري أبطال أوروبا تبدو صعبة للغاية بعد اقتراب النجمين الكبيرين الأوكراني أندريه شيفتشينكو الذي أحرز لميلان الإيطالي هدفاً في مرمى شالكه الألماني الأسبوع الماضي، ورفع عدد أهدافه إلى 47 هدفاً بفارق 3 أهداف فقط أقل من راؤول، والهولندي رود فان نيستلروي الذي أحرز هدفه رقم 46 لمانشستر يونايتد الإنكليزي في شباك بنفيكا البرتغالي الأسبوع الماضي أيضاً. راؤول حرص على الحصول على كرة مباراة أولمبياكوس ووضع عليها توقيعات زملائه والحكام، وأكد سعادته القياسية برقمه الفريد، وأعاد الفضل فيه إلى زملائه في السنوات العشر الأخيرة. راؤول أحرز بطولة الدوري الإسباني 4 مرات والسوبر المحلية 3 مرات ودوري أبطال أوروبا 3 مرات والسوبر الأوروبية مرة واحدة وكأس أندية العالم مرتين، وتوّج مرتين هدافاً للدوري الإسباني ومرتين هدافاً لدوري أبطال أوروبا، ونال الحذاء البرونزي لثالث هدافي أوروبا مرتين والكرة الفضية لثاني أحسن لاعبي أوروبا عام 2001 وثالث أحسن لاعبي العالم في 2001 أيضاً.