أعلن القيادي البارز في"الحركة الشعبية لتحرير السودان"السيد ياسر عرمان رفضه كل المناصب الوزارية والسياسية والتفرغ للدراسة، في مفاجأة للوسط السياسي السوداني. وقطع هذا السياسي السوداني الشكوك والتكهنات في شأن مستقبله السياسي. وأكد الناطق باسم"الحركة الشعبية"السيد عرمان، المرشح لوزارة الاعلام، رفضه تولي أي منصب تنفيذي أو قيادة سياسية. وقال عرمان ل"الحياة":"أنا لا أريد أي مناصب ومواقفي واضحة". وكان عرمان المتحدر من قبيلة الجعليين الشمالية التي ينتمي اليها الرئيس عمر البشير، التحق بحركة العقيد جون قرنق التي قاتلت في جنوب السودان عام 1986 ووصلت رتبته الى قائد وهي رتبة رفيعة في جيش قرنق"الجيش الشعبي لتحرير السودان". كذلك تولى منصب ممثل الحركة في اريتريا، ثم الناطق باسمها، كما كان ضمن فريق مفاوضات السلام. وكان من القريبين من الزعيم الراحل قرنق. وشاعت معلومات في الخرطوم عن ابتعاده بسبب رحيل قرنق بتحطم طائرته نهاية الشهر الماضي، إلا ان قريبين منه أكدوا ان قرار اعتزال العمل السياسي كان قديماً إذ اتخذه قبل حوالي عامين وان قرنق فشل في اقناعه بالتخلي عن مواقفه. إلا ان عرمان المتخرج من مدرسة اليسار"الغيفاري"نسبة الى تشي غيفارا والمعروف بالعناد والصلابة، أصر على موقفه من أجل التفرغ للدراسة الاكاديمية والبحث العلمي والعمل الاعلامي المستقل. وهو لا يخفي اعجابه بخصومه في قوات"الدفاع الشعبي"مليشيات تسلحها الحكومة ممن قاتلوا في الجنوب"لصدقيتهم ومبدأيتهم". وهو ايضاً معجب ب"حزب الله"في لبنان وقائده حسن نصر الله، على رغم الاختلاف الفكري والسياسي.