أربك هجوم مفاجئ نفذته قوات المعارضة السودانية على مدينة كسلا السودانية المتاخمة لاريتريا، مشروعاً للمصالحة السودانية تقوده اسمرا وكان حقق تقدماً مهماً في الايام الماضية. وشهدت شوارع المدينة التي يقطنها نحو 300 ألف شخص قتالاً ضارياً فجر امس سقط فيه 16 قتيلاً و140 جريحاً من المدنيين وعدد غير محدد من قوات الجانبين. واكدت الحكومة ان الجيش اجلى المهاجمين من المدينة وانه يطاردهم في الجبال القريبة، فيما شدد متحدثون باسم المعارضة حتى مساء أمس على ان قواتهم لا تزال تسيطر على المدينة التي تبعد نحو 20 كيلومترا من اريتريا و400 كيلومترا من الخرطوم. وفتح الهجوم المباغت الباب واسعاً امام تجدد المواجهات التي بقيت محدودة اثناء فترة تفاوض واتصالات ترعاها اريتريا لتحقيق مصالحة سودانية يتردد ان من بنودها تعيين قائد قوات المعارضة زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" جون قرنق رئيساً للوزراء. ورأى معنيون ان الهجوم سيبطئ الجهود السلمية القائمة حالياً. ولم يتضح ما اذا كان الهجوم جزءاً من اعمال الضغط التفاوضي، او رداً على انتصارات حققها الجيش السوداني أخيراً، او بداية لمرحلة جديدة من القتال السوداني والتوتر بين الخرطوم واسمرا. راجع ص 5 وافاد شهود امكن الاتصال بهم هاتفياً في المدينة ان اصوات اطلاق الرصاص والقصف ظلت تسمع حتى ظهر امس، لكنهم اوضحوا ان الهدوء عاد الى المدينة. وسادت حال من الفزع بين السكان الذين فوجئوا بالهجوم، لكن وقوعه فجراً حدّ من اعداد الضحايا بين المواطنين. وتقول الرواية الحكومية ان 13 شخصاً قتلوا في الاشتباكات التي وقعت عقب اخراج المتمردين من مقر القيادة العسكرية في المدينة وانتقالهم الى الاحياء السكنية. وشدد الناطق باسم قرنق ياسر عرمان امس على أن قوات المعارضة "تسيطر بالكامل على المدينة"، وأن "المواطنين رحبوا بها وقدموا الغذاء والماء لجنودنا". وقال رئيس التجمع الوطني الديموقراطي في غرب اوروبا عادل سيد أحمد عبدالهادي مساء أمس إن "قوات التجمع موجودة الآن في داخل المدينة وتمكنت أثناء النهار من السيطرة على مطار المدينة وردت هجومين من القوات الحكومية". وشدد وزير الاعلام السوداني الدكتور غازي صلاح الدين على أن القوات الحكومية اجلت المهاجمين موضحاً ان القوة المهاجمة تألفت من ثلاثة كتائب من قوات قرنق. ولم ينف صلاح الدين او يؤكد تورط اريتريا التي تستضيف المعارضة السودانية في الهجوم. وقال "سنتحقق من ذلك ونستوثق من الحقائق قبل تبني اي موقف". واكد صلاح الدين ان الاوضاع في كسلا "عادت الى طبيعتها والمدينة هادئة" والجيش يقوم حالياً بملاحقة القوات المهاجمة، بعدما حوصرت وقطعت خطوط امدادها، ولم تعد تمثّل تهديداً". لكنه قال ان حكومته لن توقف حوارها مع الحركة "وسيستمر التفاوض" معها.