رأى زعيم"الجبهة الوطنية الفرنسية"اليمين المتطرف جان ماري لوبن ان فوزه في انتخابات الرئاسة سنة 2007، بات أمراً ممكناً، نتيجة التصاعد في شعبية جبهته وارتفاع نسبة مؤيدي طروحاته في الرأي العام الفرنسي. جاء ذلك في حديث أدلى به لوبن الى قناة"ال سي اي"التلفزيونية، عقب الاستطلاع الذي نشرته صحيفة"لوموند"ويظهر ان نسبة متزايدة من الفرنسيين، باتت تقدر بنحو 24 في المئة تؤيد مواقفه. وقال لوبن ان شعبيته في حال نمو واضح باعتبار ان الاحداث التي شهدتها الضواحي الفرنسية الشهر الماضي،"تؤكد توقعاتنا والتحذيرات التي لم نكف عن اطلاقها"، ولذا فإن الجبهة الوطنية"باتت على درب الحكم". وكانت اجواء التردي الأمني التي واكبت انتخابات الرئاسة سنة 2002، واستغلالها من قبل لوبن لتأجيج مشاعر الرفض لدى الفرنسيين حيال المهاجرين، أتاحت له البقاء في السباق الرئاسي في الجولة الثانية التي نافس فيها الرئيس الحالي جاك شيراك. وجاءت أحداث الضواحي الأخيرة وما واكبها من مواقف أطلقها وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي، بحجة انه يقول علناً ما يفكر به الفرنسيون سراً، لتشير الى ان تحامل لوبن على الهجرة والمهاجرين الذي كان يثير شجب الطبقة السياسية وغالبية الرأي العام، بات موضع تقبل في قطاعات واسعة من المجتمع الفرنسي. وأشار لوبن الى أن الحكومة الفرنسية"اصبحت الى حد ما مضطرة للاستعانة بتحاليلنا التي أثبتت صحتها"، مؤكداً ان اعمال العنف في الضواحي، ستتكرر مجدداً"طالما استمرت الهجرة"وطالما ان"الحكومة محجمة عن وقفها". وقال ان ما يتمناه"تطبيق السياسة التي أجسدها على صعيد الحكم لأن هذا ضروري للانقاذ العام ولإنقاذ فرنسا". وكشف الاستطلاع الذي أجراه معهد"تي إن أس - سوفر"ونشر في"لوموند"أن 39 في المئة فقط من الفرنسيين يعتبرون أفكار لوبان"غير مقبولة"، وهي نسبة تقل بخمس نقاط عن نتائج استطلاع اجري العام الماضي وتسعة في المئة عن آخر في عام 1997. ومن بين الافكار التي تزايد قبولها أن سياسة فرنسا تجاه المهاجرين متساهلة إلى حد بعيد. وأوضح الاستطلاع أن 63 في المئة من المستطلعين، يعتبرون أن هناك مهاجرين كثيرين جداً في فرنسا، فيما رفض ذلك أقل من نصف هذا العدد. وأيدت غالبية طفيفة بلغت 49 في المئة، منح الشرطة مزيداً من السلطات، فيما اعترض 48 في المئة على مثل هذه الخطوة. وقال 48 في المئة إنهم أصبحوا لا يشعرون بأنهم في وطنهم. وقال واحد من بين كل ثلاثة جرى الاتصال بهم في الاستطلاع، إنهم يعتقدون بأن لوبان سيدخل الجولة الثانية في انتخابات الرئاسة عام 2007 كما فعل عام 2002 عندما تعرض لهزيمة كاسحة امام شيراك.