فيما أعادت الانتخابات في كردستان العراق أمس إلى الأذهان مشاهد"العرس"الانتخابي الكردي السابق في كانون الثاني يناير الماضي، أكد"الاتحاد الاسلامي الكردستاني"المرشح على لائحة مستقلة عن الحزبين الكرديين الرئيسيين، وقوع تجاوزات استهدف أحدها زعيمه صلاح الدين بهاء الدين، ما أدى الى جرح شخص. وشهدت المناطق الكردية إقبالاً كثيفاً جداً على مراكز الاقتراع، اعتبرته أوساط سياسية في الاقليم أكثر زخماً من الانتخابات السابقة، وهو ما كان غاب عن الاستفتاء على الدستور في 15 تشرين الأول اكتوبر الماضي. ويمكن القول إن المدن الكردستانية شهدت يوماً انتخابياً ساخناً. واكتظت الشوارع الخالية من السيارات بسبب حظر على سيرها، بالناخبين الذين توجهوا الى مراكز الاقتراع مجموعات وأفراداً تفنن بعضهم في تجميل وتزيين أبنائه بالأزياء الكردية التقليدية، ووشم العلم الكردستاني على وجوهم، فيما اكتفى آخرون برفع الأعلام الكردستانية. وسارت الانتخابات في هدوء، فيما فرضت الأجهزة الأمنية إجراءات متشددة. وشكا ناخبون من مسح أسمائهم عن قوائم الناخبين، ما اعتبروه خرقاً للعملية الانتخابية. وقال مدير مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في أربيل عبد المسيح سلمان يلدا في تصريح خاص الى"الحياة"إن"عدد الناخبين في مدينة أربيل التي يزيد عدد سكانها عن المليون شخص، بلغ 870 ألف ناخب اقترعوا في 343 مركزاً". وكان 45850 ناخباً صوتوا في يوم الاقتراع الخاص بالعسكريين والمسجونين والمرضى في 12 الشهر الجاري. وأضاف سلمان أن"هناك 16 قائمة وتحالفاً تنافست على 13 مقعداً وهي حصة أربيل في البرلمان"، لافتاً الى أن"عدد المحطات الموجودة في كل مركز انتخابي تعتمد على عدد الناخبين في ذلك المركز، لكنها في كل الأحوال لا يجوز لها أن تتجاوز ال3000 ناخب في المركز الواحد وبمعدل 350-500 ناخب لكل محطة". وقال إن"المعدل الاجمالي لعدد المحطات في كل مركز يترواح بين ثلاث وست محطات". وأوضح أن"عدد العاملين في المراكز الانتخابية في أربيل بلغ 12500 موظف توزعت مهماتهم بين مدير للمحطة ومسؤولي التعريفات وأوراق الاقتراع والصندوق والحبر والطابور". ووفقاً لقانون الانتخابات الجديد الذي اعتمد نظام التصويت النسبي لكل محافظة، اعتبرت كل محافظة وحدة انتخابية واحدة، بعكس ما جرى في انتخابات العام الماضي، التي اعتبر فيها العراق دائرة انتخابية واحدة. وبذلك تكون حصة الأكراد من المقاعد البرلمانية 35 مقعداً، 13 منها لأربيل و15 للسليمانية وسبعة مقاعد لدهوك، إضافة الى مقاعد سيحصل عليها"التحالف الكردستاني"من أصوات الناخبين خارج العراق وقوائم أخرى للأكراد في محافظاتبغداد والموصل وديالى. وتوقع نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة كردستان باربيل بعد إدلائه بصوته أن تكون نسبة المقاعد التي سيحصل عليها الأكراد في الجمعية الوطنية الجديدة، أقل مما حصلوا عليه في الانتخابات الماضية التي فازوا فيها ب70 مقعداً من مجموع المقاعد البالغة 275، موضحاً أن ذلك سببه دخول الطرف السني. وأعرب عن اعتقاده"بأننا سنحصل على عدد من المقاعد يتراوح بين 50 و55 مقعداً". الى ذلك، أعلن قيادي بارز في حزب"الاتحاد الإسلامي في كردستان"أن"الخروقات التي حصلت في العملية الانتخابية كثيرة جداً ولا حصر لها". وقال عضو المكتب السياسي مولود باوة مراد في تصريح خاص الى"الحياة"إن"هناك من صوت للمرة الثانية وخصوصاً العسكريين الذين أدلوا بأصواتهم قبل ثلاثة أيام من الانتخابات"مضيفاً أن"الحبر رديء يمكن للناخب إزالته لينتخب مرة ثانية"، لافتاً الى أن"مديري المحطات والمراكز يقترعون بدلاً من الناخبين الأميين الذين لا يجيدون القراءة والكتابة". وانتقد أداء المفوضية العليا للانتخابات، قائلاً:"اتصلت بمكتب المفوضية في أربيل لكن مسؤولها قال لي إنه ليس في مقدوري عمل شيء ضد هذه الخروقات".