توجه الناخبون في إقليم كردستان العراق الى صناديق الاقتراع للاشتراك في انتخاب 111 نائباً في البرلمان من بين أكثر من خمسمئة مرشح، وانتخاب رئيس للإقليم من بين خمسة مرشحين في اقتراع سري مباشر يُعد الأوسع من نوعه في الإقليم. وفتحت محطات مراكز الاقتراع أبوابها منذ الثامنة صباحاً، فيما سجل مراقبون تأخيراً في فتح بعض المراكز بنحو ثلاثين دقيقة، واستمرت عملية الاقتراع لغاية السادسة مساء. وشهدت الساعتان الأوليان من عملية الاقتراع إقبالاً ضعيفاً على صناديق الاقتراع، لكنه بدأ ينشط منذ الحادية عشر صباحاً، وبينما كانت طوابير الناخبين في بعض المراكز طويلة نسبياً، لم تشهد مراكز أخرى تدفقاً انتخابياً. ويبلغ عدد الناخبين في إقليم كردستان العراق مليونين و524 ألفاً و889 ناخباً، اختاروا ممثليهم في برلمان كردستان العراق من بين 24 قائمة سياسية مرشحة في 1282 مركزاً انتخابياً حوت 5373 محطة في جميع مناطق الإقليم وفي محافظاته الثلاث اربيل، دهوك والسليمانية. وكان رئيس الجمهورية والأمين العام ل «الاتحاد الوطني الكردستاني» جلال طالباني وعقيلته هيرو إبراهيم احمد من أوائل الذين توجهوا الى صناديق الاقتراع في السليمانية، فيما نقلت وسائل الإعلام صوراً لرئيس الوزراء نيجيرفان بارزاني وعقيلته وهما يدليان بصوتيهما في مركز للاقتراع بأربيل. وقال بارزاني في كلمة ألقاها عقب تصويته، «هذه الانتخابات تثبيت للإرادة الديموقراطية لشعب كردستان». كما اقترع الرئيس الحالي للإقليم والمرشح الأوفر حظاً بالفوز بدورة انتخابية ثانية مسعود بارزاني، في مصيف صلاح الدين في محافظة اربيل. وقال بارزاني في تصريحات بعدها: «نحن أخوة في العراق وشركاء في الوطن، لدينا الاستعداد الكامل للدفاع عن البصرة أو الرمادي مثلما ندافع عن إقليم كردستان». وأكد أن «إقليم كردستان يبقى جزءاً من العراق والمشاكل العالقة بين بغداد والإقليم لا بد من حلها بالاحتكام الى الدستور الذي صوت الشعب لجعله مرجعاً رئيساً». الى ذلك، أفادت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن «خمسة وأربعين ألف مراقب دولي ومحلي شاركوا في مراقبة العملية الانتخابية بإقليم كردستان». ميدانياً، أعلن وزير الداخلية في حكومة الإقليم كريم سنجاري رفع الحظر على حركة سير المركبات بعد سريانه 12 ساعة. وأوضح سنجاري، الذي يتولى رئاسة اللجنة الأمنية العليا لانتخابات برلمان ورئاسة إقليم كردستان، أن بإمكان المواطنين استخدام مركباتهم للتنقل والتجول. ورصد عدد من الحالات التي تعد مخالفة لقوانين وأنظمة المفوضية في المراكز الانتخابية، إلا أنها (الحالات) لم تكن بذات تأثير يذكر على سير وصدقية عملية الاقتراع. وكان هنالك أشخاص يرتدون قمصاناً تحمل شعار إحدى القوائم المتنافسة، داخل المراكز الانتخابية، بينما علق آخرون صور بعض المرشحين على صدورهم، ولم يجد ناخبون آخرون أسماءهم في سجلات الاقتراع، في حين واجهت بعض الناخبين ممن استصدروا بطاقة المواد الغذائية حديثاً، مشكلة عدم وجود أسماء الزوجين في المركز نفسه. ولم ينف رئيس مفوضية الانتخابات فرج الحيدري ورود هذه الحالات، خلال مؤتمر صحافي عقده ظهر السبت قال فيه: «لم تحدث أي خروقات خطيرة،(...) صحيح هنالك بعض الحالات البسيطة جداً، لكن لم يحدث ما يمكن تسميته بالخرق الانتخابي الفعلي». وأبدت قوائم مرشحة رضاها في شكل عام على المنوال الذي تسير عليه العملية الانتخابية، وقال اريس سوران المستشار الإعلامي في «الاتحاد الوطني الكردستاني» أحد قطبي «القائمة الكردستانية»، ل «الحياة»، «عملية الاقتراع تسير في شكل هادئ وشفاف وهناك إقبال مكثف على صناديق الاقتراع، اليوم أشبه بأن يكون كرنفالاً جماهيرياً ونحن نقدر عالياً هذه الروح الوطنية». وأوضح المتحدث باسم قائمة «التغيير» شاهو سعيد ل «الحياة»، «في شكل العام الأمور سارت على ما يرام، الملاحظات المتوافرة لدينا نسجلها وسنقدمها في ما بعد الى المفوضية وفق ما تقتضي القوانين والأنظمة». لكن القيادي في «الجماعة الإسلامية»، إحدى مكونات قائمة «الخدمات والإصلاح»، زانا روستايي قال ل «الحياة»، «حتى الساعة الثالثة عصراً كان كل شيء يسير على ما يرام، لكن القائمة الكردستانية يبدو أنها لن تتمكن من تجاوز التزوير، فبعد الثالثة وفي شكل منظم ودقيق بدأت عمليات تزوير تحدث من تكرار الاقتراع وتوجه عدد من أفراد قوى الأمن والشرطة الى الاقتراع، هنالك باصات مليئة بالشبان ممن يقومون بإزالة الحبر عن أصابعهم بالمواد الكيماوية ومن ثم ينتخبون مرة أخرى، نحن نشعر بقلق بالغ حيال ذلك». وعكست انتخابات برلمان ورئاسة إقليم كردستان وعياً عالياً لدى المواطن في اختياره لهذه القائمة أو تلك، كما أظهرت تماسكاً أمنياً واضحاً للعيان، من خلال توفير أكبر قدر ممكن من حرية التحرك للمواطن، ونشر قوات الأمن والشرطة حول المراكز الانتخابية. وتم توفير تسهيلات إضافية للناخبين، وكانت هنالك حافلات تجوب الشوارع والطرق الفرعية تنقل الناخبين من والى مراكز الاقتراع، الأمر الذي وفر على المواطن عبئاً ثقيلاً بسبب سريان فرض حظر التجوال في الساعات الأربع الأولى من بدء عملية الاقتراع، وسط طقس صيفي حار.