توجه الناخبون في اقليم كردستان إلى صناديق الاقتراع منذ ساعات الصباح الاولى للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، في ظل اجواء أمنية مستقرة، فيما تحسنت الاجواء في الموصل وأتاحت لسكان المدينة بالاقتراع بكثافة. وقال مدير مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في أربيل هندرين محمد في تصريح الى «الحياة» إن «عملية الاقتراع سارت بشكل منظم للغاية وليس هناك أي طارئ». وأضاف: «أعتقد أن هذه الانتخابات هي الأكثر تنظيماً والأصدق من كل الانتخابات التي جرت». وشارك رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ووزير الخارجية هوشيار زيباري في الاقتراع في صلاح الدين وفي أربيل، حيث شهدت مراكز الاقتراع إقبالا كثيفاً، فيما انتشرت قوات الأمن والشرطة في الطرق لطمأنتهم . وأفاد مراقب مستقل، من داخل احد مراكز الاقتراع بأن «الاقبال في ساعات الصباح الاولى كان كثيفاً لكنه بدأ يخف مع حلول ساعات الظهر». وأضاف:»هناك تغطية اعلامية واسعة كما أن مفوضية الانتخابات تبذل جهوداً كبيرة». الى ذلك، أوضح ممثل أحد الكيانات السياسية المسيحية في أربيل في تصريح الى «الحياة» أن «هناك انباء عن محاولات خارج مراكز الاقتراع لحض الناخبين على انتخاب قائمة أو كيان معين دون سواه وهذا يتنافى مع تعليمات المفوضية، لكن على رغم ذلك فعملية الاقتراع تسير على ما يرام داخل مراكز الاقتراع والكل يقظ لمنع اية محاولات للتزوير». في دهوك، شهدت مراكز الاقتراع اقبالاً أيضاً، في حضور عدد من المراقبين المستقلين محليين ودوليين. وأفادت معلومات كيانات سياسية ومصادر المفوضية بأن المشرفين على الاقتراع يبدون حرصاً شديداً على عدم افساح أي مجال للشك بنزاهة الانتخابات. أما في السليمانية، فكان رئيس الجمهورية جلال طالباني من اوائل الذين اقترعوا. ودعا جميع المواطنين الى التوجه بكثافة الى صناديق الاقتراع واختيار من يرونه الأفضل والأنسب «لخدمة الوطن والشعب». وشوهد مواطنون ومواطنات يرتدون الازياء الكردية التقليدية ، فيما اكتظت مراكز الاقتراع بالناخبين الذين عانى بعضهم من تحمل مشقة بعد الطرق والبرد للوصول الى مراكز الاقتراع . وتعد مدينة السليمانية مركز التنافس بين قائمتي «التحالف الكردستاني» المكونة من حزبي طالباني وبارزاني و12 حزباً كردياً آخر من جهة، وقائمة «التغيير» بزعامة المنشق عن طالباني نوشيروان مصطفى، والتي بدأت بالصعود بشكل سريع جداً منذ انتخابات برلمان كردستان في تموز (يوليو) الماضي. ويتوقع ان تنقسم الخريطة السياسية في اقليم كردستان استناداً إلى نتائج الانتخابات الى حصة كبيرة لقائمة «التحالف الكردستاني» تليها «التغيير» التي تنافسها ثم «الاتحاد الاسلامي» و»الجماعة الاسلامية». الموصل قال عضو مجلس محافظة نينوى عن «الحزب الاسلامي العراقي» يحيى عبد محجوب في تصريح الى «الحياة» إن «الوضع الامني استقر بعد توتر ملحوظ خلال الصباح». وأضاف «وصلتنا معلومات عن خروق وتجاوزات من موظفي المفوضية وعناصر من الجيش وقوات البيشمركة، كما وزعت منشورات على مدار الايام القليلة بكثافة تحض المواطنين على عدم المشاركة في الانتخابات. ووزعت منشورات مماثلة أمس في الاحياء السنية بشكل تحض على عدم التوجه الى مراكز الاقتراع وتهدد المخالفين». وكان مسلحون حاولوا اغتيال عضو مجلس محافظة نينوى عن الشبك قصي عباس قرب ناحية برطلة ما ادى الى اصابته في رأسه وصدره إضافة الى إصابة اثنين من مرافقيه». وأعرب محجوب عن استنكاره لمحاولة الاغتيال، وطالب بالإسراع في «اجراء تحقيق لكشف الجناة». وأكد أن «حالة عباس الصحية مستقرة حالياً وهو في العناية بعد أن اجريت جراحة دقيقة». ويأمل الاكراد بتغيير الخريطة السياسية والحصول على قدر أكبر من الاصوات التي حققوها خلال انتخابات مجلس المحافظة اوائل 2009. ويقول مراقبون ان «العراقية» بزعامة اياد علاوي ستحصل على غالبية المقاعد في نينوى (34 مقعداً) تليها القائمة الكردية فيما لايتوقع ان تحقق اي قائمة منافسة نتائج كبيرة.