أخفقت محاولات الساعة الأخيرة لتوحيد حركة"فتح"في كتلة واحدة لخوض الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وانقسمت الحركة الى كتلتين: واحدة برئاسة مروان البرغوثي اقتصرت على القادة الشباب"المقيمين"، والثانية للحرس القديم طغى عليها عنصر العائدين. وظهرت أمس ملامح"حرب انتخابية"بين الكتلتين عندما أصدرت اللجنة المركزية للحركة بيانا قالت فيه انها تسعى الى الحفاظ على استقلالية الحركة، ملمحة الى وجود تأثيرات خارجية على كتلة البرغوثي التي تضم شخصيات اشكالية لكنها قوية مثل محمد دحلان وجبريل رجوب. وكان مدير الحملة الانتخابية لكتلة"فتح"الرسمية الدكتور جمال محيسن أكثر صراحة في اتهامه عندما أعلن وجود"أيد خارجية وراء تشكيل قائمة البرغوثي تهدف الى شق الحركة". لكن محيسن تجنب اتهام البرغوثي، معتبرا انه يتعرض لما أسماه"الخداع من اصحاب النيات والأهداف السيئة"، معربا عن أمله في ان يعود البرغوثي"الى البيت". وبدا قادة كتلة البرغوثي التي أطلق عليها اسم"المستقبل"مصممون على المضي قدما في الانفصال عن كتلة الحركة. وقال قدورة فارس عقب زيارة لمروان في سجنه مساء أمس:"نحن ماضون في خوض الانتخابات حتى النهاية"، موضحا انهم اضطروا الى تشكيل كتلتهم التي وصفها ب"كتلة شباب"وخوض الانتخابات بعد انقلاب قيادة"فتح"على الانتخابات الداخلية وعلى الديموقراطية. واضاف:"لقد اتفقنا على اعتماد الانتخابات وسيلة لاختيار مرشحينا، وعندما أجرينا الانتخابات الغوا قادة الحركة النتائج وعينوا رجالاتهم في الكتلة". وتابع:"ما زالت اللجنة المركزية تتعامل معنا بأسلوب السادة والعبيد، وهو ما لم يعد أحد يقبله او يحتمله". وقال:"هذه التجربة ستقود في النهاية الى تعزيز الديموقراطية في الحركة. ويرى ابناء الجيل الشاب في"فتح"في كتلة البرغوثي بداية ثورة على"الحرس القديم"الذي يتحكم في مقاليد الحركة من دون تفويض انتخابي منذ 17 عاماً، أي منذ المؤتمر الأخير للحركة عام 1989. غير ان"الحرس الجديد"أبقى الباب مفتوحا امام العودة الى الحركة بعد الانتخابات، وقال فارس:"نحن أبناء فتح، ولن نتخلى عنها، وسنفوز على خصمنا الرئيس في هذه الانتخابات، حركة حماس".