خرجت ثلاثة اسماء كبيرة من اللائحة النهائية للمرشحين لنيل جائزة مان بوكر هذه السنة وبقي كبير واحد. الثلاثة هم: البريطانيان إيان ماكيوان وسلمان رشدي والجنوب افريقي ج. م. كويتزي. رُشحوا في اللائحة الاولية التي ضمت سبعة عشر مرشحاً. في"يوم السبت"يروي ماكيوان احداث يوم واحد في حياة جراح وسط تظاهرة شباط فبراير 2002 التي عارضت الحرب على العراق. في"شاليمار المهرج"يتناول رشدي الحب والخيانة والتطرف الديني بين كشمير والهند وأميركا. وفي"رجل بطيء"يصور كويتزي حياة رجل ستيني وحيد بعد قطع رجله إثر تعرضه لحادث. سبق لماكيوان نيل بوكر مرة ولرشدي مرتين ولكويتزي مرتين ايضاً اضافة الى نيله جائزة نوبل الآداب 2003. مكاتب المراهنات ترجح فوزجوليان بارنز، احد ألمع الاسماء المتبقية في اللائحة النهائية المكونة من ستة اسماء وست روايات. لم يفز بالجائزة بعد وان كان حصل، هو عاشق الثقافة الفرنسية، على جوائز عدة من جارة بريطانيا اللدودة. 1- بارنز:" آرثر وجورج" في"آرثر وجورج"يروي بارنز قصة حقيقية عن التمييز العنصري المؤسسي والشعبي كان ضحيتها محام هادئ خجول من اصل أجنبي. يناصر آرثر كونان دويل مؤلف روايات شارلوك هولمز المحامي لكنه لا يستطيه تبرئة اسمه اذ تكتفي السلطة بالعفو عنه لحفظ ماء وجهها. 2- ايشيغورو:" لا تدعيني ارحل" الاسم الكبير المتبقي الآخر هو كازو ايشيغورو الذي سبق ان نال الجائزة وهو في الرابعة والثلاثين عن"بقايا النهار". تجمع روايته"لا تدعيني ارحل"الواقعية والخيال العلمي وتروي قصة تلامذة في مدرسة نخبوية يصعقون عندما يكتشفون انهم استنسخوا لوهب اعضائهم لمن يحتاجها وان نهايتهم حتمية بعد حياة قصيرة. الراوية ترعى الاطفال وتحضرهم لمواجهة مصيرهم واذ يحين دورها تجد نفسها في حال الانكشاف الاقصى. في الراوية القاتمة خوف هائل من ازدياد الضعف البشري وسط انفلات التطورات العلمية التي تهدف ظاهراً الى تحسين وضع البشر في الوقت الذي تتحكم بهم وتقرر أحقية موتهم او بقائهم. 3- بانفيل:"البحر" "البحر"لجون بانفيل عن مؤرخ يفقد زوجته المصابة بالسرطان ويعود الى البلدة البحرية التي تعرض فيها لصدمة كبيرة وهو طفل. كان بانفيل انتقد"يوم السبت"لماكيوان قائلاً ان الرواية التي حظيت بمديح النقاد في بريطانيا"سيئة الى درجة تثير الذعر". وها هو اليوم يرشح للجائزة في الوقت الذي يخرج ماكيوان من اللائحة. يرى البعض في بانفيل الارلندي شبهاً بنابوكوف، ويسترجع القول ان الانكليز منحوا الارلنديين اللغة ليعلمهم هؤلاء طريقة استخدامها. هل يضيف بانفيل حقاً الى تراث اوسكار وايلد وبرنارد شو وجويس وبيكيت؟ 4- آلي سميث:"الصدفي" تصل امرأة فجأة الى مركز سياحي في نورفولك، انكلترا، لتبعثر عطلة أسرة وتحولها فصلاً من الجحيم في"الصدفي"لاكي سميث. الكاتبة الاسكوتلندية رشحت سابقاً وتكتب بلغة شاعرية لكنها راوية دقيقة لا تفقد تحكمها بالخيوط القصصية. 5- باري:"بعيداً جداً جداً" سيباستيان باري يروي في"بعيداً جداً جداً"قصة فتى ارلندي يغادر دبلن ليقاتل في الحرب العالمية الاولى مع بريطانيا في الوقت الذي تثور مدينته وغيرها ضد الحكم البريطاني. لغة باري موسيقية وحساسة، و"الاندبندنت"رأت روايته"تحفة صغيرة". 6- زيدي سميث:"عن الجمال" زيدي سميث الانكليزية الأب الجامايكية الأم اصغر المرشحين 30 عاماً عن روايتها الثالثة"عن الجمال"التي تعيد فيها كتابة"هواردز اند"للكاتب الالنكليزي ج. م. فورستر. تتناول فيها الحب والصداقة والتنافس الاكاديمي بين أسرتين: احداها مختلطة العرق والثانية جامايكية."عن الجمال"أقل مستوى من"أسنان بيضاء"باكورة سميث التي كتبتها وهي طالبة ادب انكليزي في كمبريدج ونشرتها وهي في الرابعة والعشرين."أسنان بيضاء"جعلتها نجمة في بلادها وناطقة باسم بريطانيا المتعددة الحضارات في وقت لم تكن مستعدة لغزو الشهرة حياتها الخاصة. جودة وشهرة المرشحين الاستثنائية في اللائحة الأولية جعلتاها تستبعد ترشيحها فأدلت بتصريح لمجلة"فوغ"صدر في الوقت الذي أعلنت اللائحة النهائية للمرشحين لفوز مان بوكر. قالت ان انكلترا"بذيئة ومثيرة للقرف"وان شهرتها وتحديق الناس فيها يمنعانها من ركوب القطار مثلاً."انها الطريقة التي يدلق الناس أحدهم بالآخر في القطار: غباء عام، جنون، بذاءة، برامج تلفزيونية حمقاء، أغبياء طموحون ومال في كل مكان". لم توفر أميركا التي ترتاح فيها الى عدم تعرف الناس اليها لكنها ترى ان قلة من غريبي الاطوار هي وحدها التي تطالع فيها. وطاول هجومها الكتاب ايضاً."كتابة الرواية عمل غبي جداً. الروائيون ليسوا مثقفين، انهم يتمتعون بالحدس فقط اذا كان خطهم طيباً". سميث انتقدت التركيز على شكلها الحسن في بلادها لكنها عرضت الملابس في مجلة"فوغ"فازدوجت معاييرها بين بريطانيا وأميركا. {"مان بوكر"هي أهم الجوائز الانكليزية الروائية. تُعطى"لأفضل رواية صادرة في العام بقلم مواطن من دول الكومونولث أو من جمهورية ارلندا". تأسست قبل 37 سنة وقيمتها المادية 50 ألف جنيه استرليني. الفائز هذه السنة يعلن اسمه بحسب موقع الجائزة الالكتروني في 10 تشرين الاول أوكتوبر 2005.