أوضح محللون في وزارة الطاقة للمستهلك الأميركي أن المستويات القياسية التي تسجلها أسعار النفط الخام منذ ما يزيد على شهرين ويتوقع أن تستمر في المدى المنظور نهاية 2006 ،تعود في شكل أساس الى قوة نمو اقتصادات البلدان المستهلكة الرئيسة، مشيرين الى أن استهلاك السوق الأميركية من المنتجات النفطية جاء أقل بنحو 65 ألف برميل يومياً مما كان متوقعاً في النصف الأول من 2005، لكنه سيرتفع بمعدل 370 ألف برميل يومياً في النصف الثاني. وأدخلت ادارة معلومات الطاقة، في تقرير شهري موجه الى المستهلك الأميركي، تعديلات ملموسة على توقعاتها في شأن أسعار المنتجات النفطية بحيث باتت الآن تتوقع أن أسعار البنزين والديزل سترتفع بمقدار 35 و55 سنتاً للغالون على التوالي في موسم السفر الحالي الذي بدأ في نيسان أبريل وينتهي في أيلول سبتمبر المقبل، بالمقارنة مع موسم العام الماضي. ولفتت الى أن عام 2005 سيكون العام الثالث الذي تسجل فيه أسعار المنتجات النفطية زيادة كبيرة. وطبقاً لمعطيات تقرير"آفاق الطاقة في المدى القصير"الذي نشرته ادارة المعلومات الأسبوع الماضي، وبينما أسعار صفقات الخام الأميركي الخفيف الآجلة تلامس 67 دولاراً للبرميل، وهو مستوى قياسي جديد بالأسعار الاسمية، يتوقع أن يصل متوسط أسعار البنزين الى 2.17 دولار للغالون في 2005 مسجلاً على التوالي زيادة نسبتها 17.2 في المئة مقارنة بالعام الماضي الذي شهد هو الآخر زيادة مماثلة نسبتها 18.8 في المئة مقارنة بأسعار 2003. وأشارت ادارة المعلومات التي تتبع وزارة الطاقة الى أثر أسعار النفط في كلفة المشتقات، اذ توقعت أن يقفز متوسط أسعار الخام الخفيف الى 54.98 دولار للبرميل في 2005 مرتفعاً من 41.44 دولار 32 في المئة في 2004 و31.12 دولار 33 في المئة في 2003. ولاحظت أن الجزء الأعظم من الزيادة المتوقعة للعام الجاري ستتحقق في الربع الثالث، حين سيناهز هذا المتوسط 59 دولاراً للبرميل أي أكثر بنحو 15 دولاراً من الفترة نفسها من العام الماضي. وعزت مبررات توقعاتها الى جملة من العوامل أهمها توافر الظروف المناسبة لاستمرار نمو اقتصادات الدول المستهلكة الرئيسة، خصوصاً أميركا والصين، بقوة، مشددة على أن وتيرة نمو الطلب العالمي على النفط ستتباطأ من 3.2 في المئة في 2004 الى 2.1 في المئة سنوياً 1.8 مليون برميل يومياً في الفترة من 2004 الى 2006، لكنها ستبقى"صلبة"مقارنة بالمتوسط التاريخي. وأشارت الى أن أميركا والصين فقط ستساهمان في شكل أساس في الزيادة المتوقعة في الطلب العالمي في العامين الحالي والمقبل. ولفتت الى عوامل أخرى داعمة للأسعار مثل قصور طاقات الانتاج المتوقعة خارج منطقة الدول المصدرة للنفط أوبك عن تغطية زيادات الطلب العالمي، وبقاء طاقات الانتاج الاحتياطي عند أقل مستوى لها منذ السبعينات، اضافة الى استمرار أزمة اختناقات في صناعتي التكرير والشحن البحري، وسيطرة الغموض على أسواق النفط كنتيجة لاستمرار المخاطر الجيوسياسية، لا سيما الوضع الأمني في العراق واحتمال تفجر أزمات في نيجيريا وفنزويلا. بيد أن معدي التقرير من المحللين المتخصصين في شؤون الطاقة حذروا المستهلك الأميركي من أن أسعار المنتجات النفطية وخصوصاً البنزين، يمكن أن تتأثر"بحدة"بواحد أو أكثر من العوامل المحلية التي قد تفرض نفسها بقوة في الشهور القليلة المقبلة وأولها أن موسم 2005 للأعاصير سيكون، بحسب توقعات ادارة الأرصاد الجوية، الأعنف في تاريخ المحيط الأطلسي وستكون منشآت النفط الأميركية المنتشرة على السواحل الجنوبية وفي مياه خليج المكسيك أولى ضحاياه