رفعت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها الشهري عن سوق النفط الصادر امس، تقديرها لنمو الطلب الدولي على النفط سنة 2004 بمقدار 60 الف برميل يومياً الى 1.68 مليون برميل يومياً في سوق النفط الدولية التي يبلغ حجمها 80.3 مليون برميل يومياً. وتلك هي الزيادة الشهرية الخامسة على التوالي في توقعات الوكالة للطلب الدولي على النفط. وقالت الوكالة التي تقدم النصح ل26 دولة صناعية ان الطلب الصيني على النفط يواصل ارتفاعه بمعدل اكبر من المتوقع. وعدّلت الوكالة بالزيادة تقديرها للطلب الصيني في الربع الاول من السنة الجارية بمقدار 180 الف برميل يومياً الى 6.14 مليون برميل يومياً، ما يمثل زيادة بنسبة 18 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وأصبحت الصين الآن ثاني أكبر مستهلك للنفط بعد الولاياتالمتحدة. وقالت الوكالة ان واردات النفط الى الصين في شباط فبراير بلغت مستوى قياسياً عند 3.162 مليون برميل يومياً بارتفاع 283 الف برميل يومياً عن كانون الثاني يناير. وبلغ متوسط واردات الصين من النفط الخام ومنتجاته العام الماضي 2.106 مليون برميل يومياَ مقارنة مع متوسط الواردات في الشهرين الاولين فقط من السنة الجارية الذي بلغ 3.02 مليون برميل يومياً. أما على صعيد العرض، فقالت وكالة الطاقة الدولية ان أعضاء "اوبك" المرتبطين بحصص انتاجية لم يبدوا أي بادرة على تشديد الالتزام بالحصص في اذار مارس، وتوقعت ان يتجاوزوا الحصص الجديدة بقدر كبير في نيسان ابريل. وذكر تقرير الوكالة ان انتاج الدول العشر استقر من دون تغيير على 25.8 مليون برميل يومياً على رغم تعهدها بالحد من تجاوزات الانتاج عن السقف المسموح به. وبحساب الانتاج العراقي ارتفع اجمالي انتاج "اوبك" بمقدار 490 الف برميل يومياً الى 28.2 مليون برميل يومياً. وزاد انتاج الدول العشر بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً عن سقف الانتاج المتفق عليه لآذار. وقالت الوكالة انه لا توجد مؤشرات تذكر على خفض كبير في الانتاج في الشهر الجاري. وأضاف تقرير الوكالة: "في الواقع، يُرجح أن تكون التخفيضات الفعلية في امدادات نيسان متواضعة وربما تقتصر على السعودية والامارات ويُحتمل أن تنضم اليهما ايران، والا تزيد على 500 ألف برميل يومياً". واشار التقرير الى ان انباء ترددت عن ان هذه الدول الثلاث عرضت بيع كميات اضافية عن المخصصات المتعاقد عليها. وذكر التقرير ان فنزويلا واندونيسيا تنتجان أقل من حصتيهما بنحو 770 الف برميل يومياً، وانه لا توجد حوافز تدفع الجزائر وليبيا الى خفض انتاجهما في الوقت الذي تسعى فيه كل منهما لزيادة حصتها. وقالت نيجيريا، وهي واحدة من أكبر متجاوزي حصص الانتاج داخل "اوبك"، انها لا يمكنها من الناحية العملية تطبيق الخفض قبل ايار. وتوقعت الوكالة ان تنمو الامدادات من الدول غير الاعضاء في "اوبك" بمعدل أقل من المتوقع السنة الجارية ما يؤدي الى زيادة الطلب على النفط الخام من "أوبك". وتراجع نمو العرض السنة الجارية من خارج أوبك بمقدار 185 الف برميل يومياً الى 1.3 مليون برميل يومياً فقط بسبب تعديل بالزيادة لامدادات عام 2003 وتراجع التوقعات من الأميركتين وبحر الشمال. ويتوقع أن تبلغ الامدادات من خارج "اوبك" 50.2 مليون برميل يومياً. ودفع ارتفاع الطلب الصيني على النفط، وتراجع العرض الى تعديل آخر بالزيادة لتقديرات السنة الجارية للطلب على نفط "اوبك" الخام بمقدار 100 ألف برميل يومياً الى 25.9 مليون برميل يومياً، من المستوى المتوقع البالغ 25 مليون برميل يومياً في تقرير الوكالة لشهر آب اغسطس. من جهة اخرى، أنهت أسواق النفط اسبوع التعامل مع عطلة عيد الفصح بارتفاع اسعار الخام والمشتقات بسبب تراجع المخزون الاميركي وتصاعد التوتر في العراق وتقرير وكالة الطاقة الدولية الشهري الذي زاد تقديرات الوكالة للطلب الدولي المتوقع على النفط. وذكرت وكالة "أوبكنا" ان سعر "سلة أوبك" ارتفع اول من أمس الخميس الى 32.37 دولار للبرميل من 31.32 دولار الاربعاء. واغلق سعر الخام الاميركي الخفيف في بورصة "نايمكس" مرتفعاً 99 سنتاً عند سعر 37.14 دولار للبرميل، وهو اعلى سعر منذ بلغ 37.78 دولار للبرميل في 24 آذار الماضي. كما زاد سعر البنزين في عقود ايار مايو في "نايمكس" بنحو 3.83 سنت، اي بنسبة 3.4 في المئة، الى 1.1508 دولار للغالون وهو اعلى سعر منذ سجل سعر البنزين في التعاملات الفورية أعلى مستوياته على الاطلاق في التعاملات الالكترونية عند 1.1775 دولار في 31 اذار الماضي. وقال تجار ان صعود اسعار البنزين عززته انباء انفجار وحريق في مصفاة "سينيزا" التابعة لشركة "جايانت اندستريز" في غالوب بنيومكسيكو.