كشفت الخرطوم، أمس، ان الصندوق الأسود للمروحية الأوغندية التي أدى تحطمها الى مقتل النائب الأول للرئيس الدكتور جون قرنق قبل أسبوعين، موجود في حراسة ضباط من قوات"الحركة الشعبية لتحرير السودان"التي كان الراحل يتزعمها. وجددت مطالبتها كمبالا بتوضيح أسباب عبور الرئيس يويري موسفيني الأراضي السودانية براً في قافلة تتألف من 40 مدرعة عسكرية الى ياي في جنوب السودان الأسبوع الماضي لالقاء النظرة الأخيرة على قرنق قبل دفن جثمانه. وأعلنت موافقتها على تعيين الادارة الأميركية روجر ونتر مبعوثاً الى السودان. وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل للصحافيين عقب لقائه مع لجنة التحقيق في تحطم طائة قرنق، أمس، ان الصندوق الاسود للطائرة موجود في منطقة نيوسايد في جنوب البلاد تحت حراسة ضباط من"الحركة الشعبية"وسيسلم الى اللجنة، موضحاً ان الأممالمتحدة والولايات المتحدة ودولاً أخرى أبدت استعدادها لمساعدة اللجنة. وكانت معلومات ذكرت في وقت سابق ان الصندوق الأسود نقل الى أوغندا. واستبعد اسماعيل ان يؤدي طلب حكومته من كمبالا توضيح أسباب عبور الرئيس موسفيني الاراضي السودانية ودخوله الى منطقة ياي لالقاء النظرة الأخيرة على قرنق من دون علم الخرطوم، الى توتر في العلاقات بين البلدين، موضحاً ان حكومته كانت ستكون مسؤولة لو حدث للرئيس الأوغندي أي شيء على أراضيها. وتابع:"ما زلنا في انتظار رد كمبالا". وكان مسؤولون أوغنديون اكدوا انهم استأذنوا من قيادة"الحركة الشعبية"في العبور الى جنوب السودان من أجل تقديم العزاء بقرنق. وتحدثت تقارير عن ان موكب موسفيني الذي عبر الحدود كان يتألف من 40 مدرعة عسكرية ونحو 500 جندي. واعلن اسماعيل ان وزارته أوصت قادة الحكم بالموافقة على تعيين واشنطن مساعد المدير العام لهيئة المعونة الأميركية روجر ونتر مبعوثاً الى السودان. ورأى ان ونتر سيكون مبعوثاً من مساعد وزيرة الخارجية الأميركية روبرت زوليك المكلف من الادارة ملف السودان. واضاف ان وفداً من الكونغرس الاميركي يضم أعضاء في اللجنة الفرعية للشؤون الافريقية سيزور الخرطوم بعد غد الاربعاء لاجراء محادثات مع المسؤولين في شأن تطورات أزمة دارفور ومستقبل العلاقات بين البلدين. واعتبر الزيارة فرصة للبحث معهم في المواقف العدائية التي ظل يتخذها الكونغرس ضد بلاده، مشيراً الى انه سيجري الحديث معهم بدرجة من الصراحة للمطالبة بأن يغير الكونغرس منهجه في التعامل مع السودان. وجدد اسماعيل رفض حكومته تأجيل المفاوضات مع متمردي دارفور التي كانت مقررة في 24 اب اغسطس الجاري. الى ذلك اجتاحت سيول وامطار الفاشر، كبرى مدن دارفور، وحولت مخيم ابو شوك للنازحين الى اطلال ودمرت آلاف المنازل وهدمت عشرات المؤسسات الحكومية والمدارس وبات الآلاف من الأسر في العراء. وفقدت 2284 أسرة تقيم في مخيم ابو شوك المأوى نتيجة السيول والأمطار الغزيرة التي هطلت على الفاشر قبل يومين، عقب امطار مماثلة ادت الى وفاة ثمانية مواطنين الاسبوع الماضي. وقدر مسؤولون عدد المتأثرين بالسيول بحوالي 13704 نسمة، وقالوا هؤلاء فقدوا المأوى بعدما جرفت السيول مخيماتهم الموقتة واصبحوا في العراء تماماً وهم في حاجة ماسة الى المأوى والغذاء.