أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عن اعتقاده بأن لا بد من عمل ديبلوماسي عربي وبسرعة للاحاطة بالموقف الخطير بين لبنان وسورية، نافياً ان تكون هناك مبادرة من قبله حول أي محكمة، ومؤكداً وجود افكار محددة لتقريب وجهات النظر بين بيروتودمشق. وقال موسى في مؤتمر صحافي عقده امس اثر محادثات في بيروت مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة تناولت الاوضاع المحلية والاقليمية:"تحدثنا عن الظروف التي يمر بها لبنان وتمر بها العلاقات الاقليمية كما عبرت عن اهتمامنا البالغ بالتطورات وحزننا للتطورات المأسوية التي حصلت". وأضاف:"أعتقد انه لا بد من عمل ديبلوماسي عربي وبسرعة للاحاطة بالموقف الخطير وسنتابع مشاوراتنا في لبنان وفي سورية هذا الاسبوع وربما تكون لنا فرصة ثانية للقاء". ونفى موسى وجود مبادرة شخصية منه حول أي شكل من اشكال المحكمة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقال:"هذا أمر يتعلق بمجلس الأمن وأعلم ان هناك مشاورات تتعلق بهذا الموضوع، انما لا توجد مبادرة خاصة اطلقتها في هذا الشأن". وأشار الى انه يقوم بمسعى،"لكي لا اسميه مبادرة بل قيام بواجب وتحمل مسؤولية، المسؤولية التي يجب ان يحملها كل مسؤول عربي في مثل هذه الظروف". وأكد وجود"أفكار محددة"، وقال:"نحن لا نتعامل بالافكار العامة ولكن هذا الامر متروك للاتصالات الديبلوماسية". وعما اذا كانت الجامعة العربية تملك معلومات عن الاغتيالات في لبنان وافكارا معينة لوقفها، قال:"على الأقل يتوافر لدينا الأمل والرغبة والاصرار على العمل على وقف هذا المسلسل انما الجامعة العربية ليست جهة توقيف او ادعاء او بوليس. نحن نقوم بما نستطيع ان نفعله من منطلق المسؤولية العربية والسياسية وبالوسائل السياسية". ولم يستبعد موسى عودته الى بيروت التي سيغادرها اليوم الخميس متوجهاً الى دمشق". وعن محادثاته مع السنيورة قال:"استمعت الى الرئيس السنيورة بكل اهتمام وكانت لدي بعض الاسئلة وبعض التعليقات فكان نقاش وحوار بناء أوضح الكثير من الامور". وأضاف:"أنا كأمين عام للجامعة العربية لا استطيع ان أرى هذه التطورات من دون ان أتدخل بكل ما استطيع للاحاطة بالمشاكل القائمة بما في قدرتي. حتى الأممالمتحدة لديها قدرة في اطار معين ونحن نفعل ما نستطيع ولا نريد ان يظل هذا الموضوع قائماً ولا نريد ان يبقى لبنان في هذا الاضطراب. ولا نريد الا ان نرى علاقة صحية بين البلدين". وعن فشل أي مبادرة قبل ظهور الحقيقة في اغتيال الحريري، قال الأمين العام للجامعة العربية:"التحقيق في الاغتيال مستمر وفيه قرار من مجلس الأمن ولجنة تقوم بالتحقيق وفترة التحقيق ستمدد، هذه عملية تسير في طريقها، ومن ناحية ثانية نحن لا نستطيع ان نتوقف لنترك الامور فتنفجر وليس هناك تعارض بين استمرار التحقيق والاجراءات التي يقررها مجلس الأمن والتي تتطلب تعاون الجميع، وما بين العملية السياسية". وتابع موسى:"كلنا يشهد ما يجري في لبنان وما تشهده العلاقات اللبنانية - السورية من تدهور، نحن نستطيع ان نعمل كثيراً في هذا الاطار كلنا ينشد الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وأكد أهمية استمرار قيام لجنة التحقيق الدولية بعملها،"أما بالنسبة الى توسيع مهمتها فإن هذه المسألة متروكة لقرار مجلس الأمن واذا صدر بها قرار فيجب ان نحترمه". وقال ان المبادرة السودانية ما زالت قائمة، مشيراً الى انه"قبل ان يتكلم الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل مع الحكومة السورية والحكومة اللبنانية تفاهمنا معه على خطورة الموضوع. فهذه القضية لا يصح ان تترك من دون مساع عربية مستمرة. نحن يهمنا لبنان واستقراره وايضاً علاقة صحية بين لبنان وسورية كدولتين شقيقتين بينهما مصالح مشتركة لا يمكن إنكارها ومن الضرر البالغ اهمالها او اسقاطها".