اتهم زعيم الغالبية النيابية في لبنان سعد الحريري سوريا بشن حرب على لبنان لقلب نظامه الديموقراطي، في مقابلة بثتها قناة العربية مساء امس. وقال الحريري بحسب مقتطفات من المقابلة بثها مكتبه الاعلامي في بيروت «لدينا قناعة ان هناك حربا تشن علينا من قبل نظام ارهابي يريد ان يغير النظام الديموقراطي اللبناني وليس العكس». واضطر سعد الحريري نجل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري الذي اغتيل في 14 شباط - فبراير في بيروت، الى مغادرة بيروت بعد تلقي تحذيرات من وجود مخططات لاغتياله. وهو يتنقل منذ ذلك الوقت بين فرنسا والسعودية، بعد ان تلقى نصائح من قادة البلدين بلزوم الحذر، على ما اوضحت اوساطه. وقال الحريري «لسنا نحن من يسعى وراء النظام السوري بل هم الذين يسعون لتغيير النظام الديموقراطي اللبناني». ورأى ان «النظام السوري يسبح في بحر هائج بمفرده» مضيفا «كان لديه اصدقاء واشخاص مستعدين لمساعدته قبل الرابع عشر من شباط - فبراير وكثيرون نصحوا هذا النظام ولكن المسؤولين فيه لم يردوا على احد لذلك فهم سيحصدون ثمار ما زرعوه». واعرب القاضي الالماني ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري في حديث الى صحيفة الشرق الاوسط السبت عن اقتناعه بان سوريا تقف وراء عملية اغتيال الحريري. وترفض الغالبية النيابية وعائلة الحريري اي مساومة سياسية وتصران على محاكمة المجرمين. على ذات الصعيد اعلن نائب لبناني من كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ان امين عام الجامعة العربية عمرو موسى «غير مرحب به» في لبنان ان كان سيأتي لتبرئة سوريا من اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وقال وائل ابو فاعور في تصريح اوردته الصحف امس «ان كان عمرو موسى يأتي الى لبنان لطمس الادلة في الاغتيال سياسيا بعد ان حاول البعض طمسها ماديا فهو غير مرحب به». واضاف «اذا كان ياتي لتبييض صفحات القتلة في لبنان فهو غير مرحب به على الاطلاق». وقال ابو فاعور الذي ينتمي الى الغالبية النيابية التي تتهم سوريا بالوقوف خلف اغتيال الحريري في 14 شباط - فبراير ان «هناك مطالب لبنانية واضحة اولها كشف الحقيقة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومعاقبة القتلة ايا تكن مراتبهم السياسية والعسكرية وايا كانت انتماءاتهم». وخلص رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري القاضي الالماني ديتليف ميليس في تقريرين مرحليين رفعهما في تشرين الاول - اكتوبر وكانون الاول - ديسمبر الى وجود «ادلة متطابقة» على تورط اجهزة الاستخبارات السورية واللبنانية في عملية الاغتيال. وادى اخر اعتداء في لبنان الى اغتيال النائب والصحافي المناهض لسوريا جبران تويني في 12 كانون الاول - ديسمبر. وبدأ موسى في 14 كانون الاول - ديسمبر مهمة «مساع حميدة» تهدف الى وقف تدهور العلاقات بين بيروت ودمشق التي تتهمها الغالبية النيابية والعديد من المسؤولين اللبنانيين بالوقوف خلف الاغتيالات والتفجيرات المتعاقبة منذ اكثر من سنة في لبنان. وحضر موسى الثلاثاء مأدبة غداء اقامها الرئيس المصري حسني مبارك على شرف الرئيس السوري بشار الاسد وقال مصدر دبلوماسي عربي انه سيستانف قريبا مساعيه بين بيروت ودمشق. واعلن موسى الاربعاء ان الجامعة ستقوم بتحرك لمحاولة احتواء ازمة العلاقات السورية-اللبنانية. وردا على سؤال حول ما اذا كانت الجامعة العربية ستقوم ببذل جهود لتهدئة التوتر في العلاقات السورية-اللبنانية، قال موسى «نعم سيكون هناك تحرك بالضرورة».