قد تكون انظار العالم منصبة على ملحق تصفيات القارة الاوروبية، في حين يأمل العالم العربي بتكملة البحرين مفاجأتها، لتصبح المنتخب العربي الثالث الذي يتأهل الى نهائيات كأس العالم في المانيا الصيف المقبل، لكن عقول وقلوب الكثيرين ستكون مع المنتخب الاسترالي، الذي فشل عند الحاجز الأخير ثلاث مرات في السابق، ويأمل بأن يتفادى القدر ذاته امام الاوروغواي، على رغم الخسارة في مباراة الذهاب صفر-1. ويأمل الاستراليون ان يعيد التاريخ نفسه، لكن بشكل معكوس، فقبل اربع سنوات وضمن ملحق تصفيات كأس العالم 2002، فاز المنتخب الاسترالي على الاوروغواي في مباراة الذهاب في سيدني 1- صفر، ولكنه خسر مباراة الاياب في مونتيفيديو صفر- 3. المنتخب الاسترالي لا يجد صعوبة في اعتلاء عرش قارته، فهو ما زال الحوت الكبير فيها، وغريمه التقليدي وربما الوحيد نيوزيلندا، انحرف في الآونة الاخيرة عن مسار التقدم، وترك الساحة كلياً لعدوه التقليدي"السوكروز". وكثيراً ما تشهد القارة اكبر النتائج في تصفيات كأس العالم بين كل القارات، لانعدام المنافسة الحقيقية، وربما لاعتبار الركبي اللعبة الاولى بين دول القارة، فخلال رحلة التصفيات لنهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان، سجل المنتخب الاسترالي 66 هدفاً في اول اربع مباريات، من دون ان يدخل مرماه أي هدف، كانت ضد فيجي وتونغا وساماو وساماو الاميركية، لكن الاخفاق ظل ملازماً عند الحاجز الاخير وعند لقاء منتخب من قارة أخرى. المرة الاخيرة التي نجح فيها الاستراليون في التأهل الى النهائيات كانت عام 1974، وللصدفة فإنها اقيمت ايضاً في المانيا، وهو امر يتفاءل به الاستراليون، على رغم انهم فشلوا في الفوز في أي مباراة حينها، او في تسجيل أي هدف، لكنهم حصلوا على تعادل سلبي مشرف مع تشيلي، وبعدها خاضت استراليا ثلاثة ملاحق مؤهلة للنهائيات فشلت فيها كلها، المرة الاولى كانت امام الارجنتين في ملحق نهائيات 1994، والثانية كانت امام ايران في ملحق نهائيات 1998، والمرة الاخيرة كانت امام الاوروغواي قبل اربع سنوات. واكثر هذه الخسارات ألماً كانت امام ايران، فنجم هجوم المنتخب مارك فيدوكا، ما زال يتألم ويتحسر على الفشل امام المنتخب الفارسي في ملحق تصفيات مونديال 1998، ويتذكر بقوله:"كنا نتقدم في اللقاء 2- صفر قبل النهاية بربع ساعة، وكان يكفينا حتى الفوز 2-1، وفجأة ظهر في الملعب معتوه بدأ يركض ويلحقه رجال الامن، ما شتت تفكيرنا، وتوقفت المباراة لبعض الوقت، بعدها فقدنا وتيرتنا، ونجح الايرانيون في تسجيل هدفين ومعادلة المباراة والتفوق بالتسجيل خارج ارضهم هدفاً اكثر. كنت يومها في مطلع العشرينات، لكنني لم اشعر بمثل ذلك الالم والاستياء في حياتي". الآن، الوضع تغير بعض الشيء، فجاء منقذ المنتخبات المكافحة المدرب الهولندي هيدينك، صاحب الخبرة الكبيرة مع اعرق الفرق والمنتخبات، ابرزها ريال مدريد وايندهوفن ومنتخب هولندا، وايضاً صاحب المفاجآت مع الفرق والمنتخبات المكافحة، كالتي فجرها مع منتخب كوريا الجنوبية في المونديال السابق، وكان التأثير الاول اعادة الثقة الى لاعبيه وجمهوره، ومسح الذكريات الأليمة، وهذه الثقة امتدت الى مهاجم نادي ليفربول هاري كيول الذي قال:"انتظرنا طويلاً ليتحقق حلمنا للتأهل، وأعتقد انه حان الوقت لفعل ذلك، لاننا نملك اقوى مجموعة لاعبين في تاريخ الكرة الاسترالية، ونحن كلنا متحمسون للقاء الاياب، وتحقيق الحلم، وسنفعل كل ما في وسعنا، خصوصاً ان لدينا الآن، مدرباً قديراً وصاحب خبرة عريقة، ونأمل بأن يعيد تكرار انجازاته مع منتخبات مثل هولنداوكوريا الجنوبية". وما زال المدرب هيدينك متفائلاً بعد الخسارة في مونتيفيديو، وقال:"أعتقد اننا قدمنا عرضاً جيداً، خصوصاً في الشوط الاول، ولكن لم نسجل الهدف المطلوب، وهذا ما سيتغير في لقاء الاياب، وأعتقد انه اذا استمر اداؤنا بقوة لقاء الذهاب نفسها، فسيكون صعباً على الاوروغواي المحافظة على تقدمها، وانا متفائل بتحقيق نتيجة ايجابية".