تشتد أنظار الساحة الحزبية في اسرائيل الى الكنيست البرلمان الذي ينعقد غدا للتصويت على مشروع قانون للنائب زفولون اورليف من حزب"المتدينين الوطنيين"مفدال لحل البرلمان الحالي والذهاب الى انتخابات عامة مبكرة. وفيما أعلنت أحزاب المعارضة كلها أمس دعمها مشروع القانون وأن"هذه الحكومة بلغت نهاية طريقها"، بقي موقف حزب"العمل"الشريك في الائتلاف الحكومي غامضاً قد يتضح اليوم أثناء الاجتماع الذي تعقده كتلة الحزب البرلمانية، أو في حال بكّر رئيس الحكومة ارييل شارون موعد لقائه مع زعيم"العمل"الجديد عمير بيرتس الى اليوم أو صباح غد كما يطالب الأخير، لغرض الاتفاق على موعد للانتخابات العامة. وتواصلت أمس لعبة شد الحبل بين"ليكود"ومعسكر بيرتس. وفيما واصل"ليكود"التهجم الكلامي على بيرتس والتهكم عليه، بدا الأخير مصراً على التقاء شارون قبل انعقاد جلسة الكنيست مهددا بأن عدم استجابة رئيس الحكومة ستعني تقصير عمر حكومته وانهيارها هذا الأسبوع. وبدا أمس أن كلاً من الجانبين يرفض النزول عن الشجرة التي تسلقها إذ يتذرع شارون بجدول أعمال مكثف يحول دون التقائه بيرتس قبل الخميس فيما يرى القريبون من زعيم العمل أن شارون يريد من خلال هذه الذريعة ليّ ذراع بيرتس وتحقيره في نظر الاسرائيليين وفي أوساط حزبه، مكررين أن سلوك رئيس الحكومة ورفضه التحادث هاتفياً مع بيرتس ينم عن عنجهية واستعلاء. وقالت عضو البرلمان يولي تمير، القريبة من بيرتس ان على رئيس الحكومة أن يدرك أن لحزب"العمل"رئيساً جديداً ونهجاً مغايراً وأنه"لم يعد لعبة في يد رئيس الحكومة". وأضافت أن نواب"العمل"سيصوتون غداً الى جانب اقتراح حل الكنيست في حال بقي شارون على موقفه الرافض تقديم موعد اللقاء مع بيرتس من يوم الخميس المقبل. وقال وزير الداخلية العمالي اوفير بينيس إنه سيقدم استقالته للحكومة في حال قرر الحزب دعم اقتراح بحل الكنيست لتفادي قيام شارون بإقالته وسائر وزراء"العمل"كما لمحت أوساط رئيس الحكومة. لكن يبدو أن معركة حامية بانتظار بيرتس داخل بيته حيث ما زال"القدماء"يتخبطون في كيفية"ابتلاع"الشرقي بيرتس زعيما، ما دفع الأخير الى مواصلة اجتماعاته مع عدد منهم لحشد دعمهم لقيادته علماً أن أياً منهم لم يؤيده في المعركة على زعامة الحزب. وجاءت الاجتماعات بعد العناوين الصارخة التي تصدرت الصحف العبرية أمس ونسبت الى"أركان في الحزب"انتقادات شديدة اللهجة لزعيم الحزب الجديد أسبغوا عليه فيها نعوتاً مسيئة مثل"ديكتاتنور، بلطجي، كاريكاتير، وقح، مراوغ"وغيرها، في اشارة الى ما وصفوه ب"تسرع بيرتس في الخروج من الحكومة من دون العودة الى مركز الحزب أو استشارة الوزراء". ونقلت"يديعوت أحرونوت"عن أحد الوزراء قوله إن أحدا لا يفهم"نهج بيرتس الذي يشبه نهج الهواة ... يريد اخراجنا من الحكومة بمجرد تخرصات". وانتقد وزير آخر تصريح بيرتس الذي أعلن فيه تأييده اتفاقات اوسلو ورغبته في ضم وزير عربي الى حكومته في حال نجح في تشكيلها بعد الانتخابات، معتبراً هذه السياسة"يسارية متطرفة يرفضها غالبية الاسرائيليين". وعلى الجانب الآخر، في"ليكود"ثمة نغمة جديدة تتحدث عن وجوب رأب الصدع وتوحيد الصفوف في مواجهة بيرتس الذي يهدد باستقطاب ناخبين من أصول شرقية طالما صوتوا لليكود. وأطلق عدد من نواب الحزب مبادرة للوساطة بين شارون ومنافسه على زعامة الحزب بنيامين نتانياهو توفر على الحزب منافسة شرسة بينهما وتضع حداً للتكهنات حول امكان مغادرة شارون الحزب وتشكيل اطار جديد يخوض الانتخابات تتوقع له الاستطلاعات أن يخرج منتصراً على ليكود و"العمل". وتقوم الوساطة على أن يخوض ليكود الانتخابات الوشيكة بقيادة شارون يليه نتانياهو في المكان الثاني. وتحدث آخرون عن اقتراح بأن يتناوب شارون ونتانياهو على رئاسة الحكومة مناصفة. وخفف المتمردون على شارون لهجتهم ضد رئيس الحكومة وقال احدهم، ميخا راتسون، انه يجدر التوصل الى صيغة توفيقية تحمي الحزب من الانشقاق، مؤيداً بقاء شارون على رأس الهرم شرط تعهده التقيد ببرنامج الحزب وايديولوجيته، بينما يقترح آخرون أن يتم إخضاع القضايا الساسية الى استفتاء عام. وقال النائب جدعون ساعر ان"ليكود موحد فقط يستطيع كبح جماح اليسار المتطرف الذي يقوده بيرتس". ولم يصدر أي تعليق من شارون أو نتانياهو أو من اوساطهما.