سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
2400 محل في 57 بلداً وموازنة الاستثمارات 850 مليون يورو . العلامة التجارية "زارا" وشركة "انديتكس" الاسبانيتان تواصلان توسعهما السريع في البلدان الآسيوية
يمكننا القول ان الشركة التي تقوم بتجديد استراتيجي، هي تلك التي تبدأ باللعب بقواعد مختلفة في شكل كامل عن تلك التي كانت متبعة. واكبر مثال على ذلك هي شركة"زارا"ZARA الإسبانية للملبوسات، التي جاء إنشاؤها ونموها على أساس تغيير القواعد المتبعة في قطاع الموضة وصناعة الملابس. حتى سنوات مضت، كانت تسيطر على هذا القطاع شركات معروفة تسوّق ماركات، بعضها مشهور، وبعضها الآخر عادي. لكن وجوه التشابه بينهما كثيرة. وكان تصميم الأزياء والملابس ونوعية القماش يسيران يداً بيد. كان المستهلك يشتري منتجات غالية حيث ان سبب ارتفاع الأسعار، هو بطبيعة الحال التصميم والموضة. وبعد سنة من الشراء كان يحفظها في خزانته أو يتخلى عنها لأن موضتها أصبحت قديمة. أما بالنسبة الى الملبوسات التي تحمل اسم مشاهير المصممين، فإنها دائماً حكراً على أقلية من المجتمع، لأن غالبية المستهلكين لا يمكنهم شراؤها. في هذه الظروف دخل سوق بيع الملابس تاجر صغير اسمه آمانثيو اورتيغا، كان يعمل في خياطة الثياب، التي بدأها عام 1963 مع زوجته في منزلهما بمقاطعة غاليثيا الشمالية، بعد ان ترك عمله كبائع ملبوسات في أحد المحلات. وراهن عام 1975 على اللعب بقواعد مختلفة، وفتح أول محل أطلق عليه اسم ZARA في وسط عاصمة الاقليم لا كورونيا. وفي الوقت الذي كانت التغييرات التي تطرأ على عالم الموضة، تمثل مشكلة بالنسبة الى أصحاب مصانع الأزياء، فقد كانت بالنسبة الى شركة"زارا"فرصة لتغيير نماذجها، و ليتعرف عليها المستهلكون. لم تؤمن هذه الماركة يوماً بضرورة تقديم تشكيلتين في السنة، في الربيع والخريف، أو أربعة مع فصول السنة، أو بسوق التنزيلات الذي اصبح يشكل"مجموعة جديدة"، من حيث حجم المبيعات. غالبية محلاتها تستلم بضاعة مختلفة مرة أو مرتين في الأسبوع. وقد تمكنت، بسياستها"الاستهلاكية الثورية الجديدة"، من إقناع المستهلكين الذين معظمهم من الشباب وأكثريتهم من الإناث، بأن من الأفضل شراء ما يعجبهم خلال وجودهم في المحل، لأن من المحتمل ألا يجدون ما شاهدوه قبل أسبوع. تمكن اورتيغا من خلق أجواء"فرصة وحيدة"في محلات"زارا"، التي بدأ بفتحها واحدة تلو الأخرى. و قد وصل عدد محلات المجموعة إلى نحو 2409 في 57 بلداً، منها نحو 450 جرى افتتاحها خلال السنة الجارية، كان آخرها اثنان في إندونيسيا منذ أيام قليلة، حيث ارتفع اسم"زارا"على اشهر المراكز التجارية في العاصمة جاكرتا. أما عام 2004 فقد افتتحت المجموعة 322 محلاً. وعلى رغم أنها لم يكن لديها أي محل خارج الأراضي الإسبانية قبل عام 1988 البرتغال، لكنها اتبعت سياسة توسعية سريعة فأصبحت موجودة بقوة في اليابان، وسنغافورة وماليزيا وهونغ غونغ وأوروبا وأميركا اللاتينية والولايات المتحدة وكندا وتركيا والعالم العربي وإسرائيل وغيرها. وقبل الحديث عن مجموعة"انديتكس"التي أسسها اورتيغا عام 1985 لتضم فيما بعد إلى جانب"زارا"ماركات شهيرة مثل"ماسيمو دوتي"وپ"بيرشكا"وپ"اويشو"و"ستراديفاريوس"وپ"كيدز كلاس"وپ"بول اند بير"، تجدر الإشارة إلى ان ما تبيعه محلاتها تنتج اكثر من 60 في المئة منه في معاملها الخاصة. أما الأقمشة فمعظمها من إسبانيا أو الشرق الأقصى والهند و المغرب. كما ان تشكيلاتها المتعددة الصنف والتصميم تُباع بأسعار من الصعب منافستها، خصوصاً أن نوعيتها متوسطة، ولا يقوم بتصميمها مصممو السوق المعروفون، بل شباب يعملون وفق فن خاص بهم، وبعد الاطلاع على آراء ونصائح البائعين في محلات"زارا"في جميع دول العالم، إذ ان هؤلاء هم الذين يعرفون فعلاً ما يطلبه المستهلك. وفي حين ان بطاقات الأسعار والنوعية التي توضع على الملابس هي نفسها في كل العالم، وتشير إلى القياسات المتبعة دولياً، ان تختلف التشكيلات بين منطقة وأخرى. بدأت ماركة"زارا"تأخذ طريقها إلى الشهرة في العالم العربي عندما فتحت عام 1998 أولى محلاتها في لبنان و الكويت والإمارات، ثم بعد ذلك في السعودية والبحرين وقطر والأردن فالمغرب. وهي تتبع اليوم سياسة نمو وتوسع تصاعديتين وفق خطة تطبق على مرحلتين، ما بين عامي 2005 وپ2009. وتنوي افتتاح نحو 100 محل قبل عام 2009 في دول آسيا باسيفيك، وتأمل ان يبلغ عدد محلاتها الجديدة هذه السنة 30 محلاً في تلك المنطقة، 14 منها في اليابان. وتجدر الإشارة إلى ان مبيعات المحلات الموجودة خارج إسبانيا بلغت 55.7 في المئة من مجمل المبيعات. في حين تعتبر ماركة"زارا"الأكبر في مجموعة انديتكس، لكنها ليست الوحيدة من حيث الأهمية والأرباح. ولذلك فإن إدارة"انديتكس"ارتأت ضرورة إدخال مواد من قطاع التجميل كوزمتيك وملحقات الملبوسات والأحذية إليها، إضافة إلى مبيعات الملبوسات الداخلية وغيرها في المحلات التي تحمل أسماء ماركات أخرى. وبلغت موازنة الاستثمارات للعام الحالي نحو 850 مليون يورو صُرف منها 335 مليوناً خلال النصف الاول من السنة الجارية. فيما بلغت مبيعات مجموعة"انديتكس"2819 مليون يورو خلال النصف الاول من السنة الحالية، أي بزيادة 20 في المئة عما كانت عليه خلال الفترة المماثلة من العام الماضي. ويعمل لديها اكثر من 50 ألف موظف. وبما ان الاستثمار في قطاع الطاقة اصبح"موضة"في الآونة الأخيرة، على رغم الأزمات التي يعانيها بسبب ارتفاع أسعار النفط، حاولت مجموعة انديتكس المتخصصة حتى الآن في الملبوسات، شراء شركة الطاقة والكهرباء"اونيون فينوسا"الإسبانية الشهر الماضي. والطريف في الأمر، ان زوجة"آمانثيو اورتيغا"السابقة، التي شاركته في تأسيس"زارا"ومجموعة"انديتكس"وهي تدير أعمالها منفردة اليوم، قامت بمنافسته على هذه الصفقة التي كانت من نصيب مجموعة ACS للبناء، التي يملكها رئيس نادي الريال مدريد الرياضي، فلورينتينو بيريث.