توقع تاجرا ذهب في المنطقة الشرقية انتعاش مبيعات المعدن الأصفر بعد أيام مع حلول العام الميلادي الجديد، مستغربين من النمط الشرائي لمرتادي محال الذهب في السعودية، إذ إنهم يرفضون الشراء على رغم هبوط أسعار الذهب بنسبة 35 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، في انتظار موضات وتشكيلات الذهب الجديدة، المتوقع ظهورها مع مطلع العام الميلادي الجديد، بحسب التاجرين. وأوضح تاجر الذهب عبداللطيف الناصر في حديثه إلى «الحياة» أن «الذهب موضة في السعودية ودول الخليج بخلاف الدول الأخرى، فالنظرة الأولى لدى المشتري السعودي تكون إلى التشكيلة ثم الأسعار، ما يؤدي إلى نوع من الخمول على رغم الانخفاض الملحوظ في أسعار الذهب». ولفت إلى أن «الانخفاض غير متوقع ونسبة الزبائن لا تتجاوز 10 في المئة مقارنة ببداية العام الميلادي التي تشهد عادة قوة شرائية غير عادية للبحث عن التشكيلات العصرية الحديثة». وأضاف الناصر: «القوة الشرائية في السوق ضعيفة منذ نحو شهرين»، لافتاً إلى أن «انخفاض أسعار الذهب وصل إلى 35 في المئة مقارنة بسعره في مثل هذا الوقت من العام الماضي، فيما استعادت السوق 5 في المئة من عافيتها وقوتها قبل ثلاثة أسابيع». وتابع: «كانت نسب شراء الذهب خيالية على المستوى العالمي في الأسابيع الأخيرة، وأعلنت بعض الدول تحقيق أرقام كبيرة في المبيعات، إلا منطقة الخليج العربي، فغالباً ما تضعف المبيعات قبيل حلول نهاية العام الميلادي، وتشتد في بدايته». وتوقع أن ترتفع أسعار الذهب بعد شهر بسبب عوامل عدة، مضيفاً أن «الذهب والمصوغات مثل السبائك والأونصات والجنيهات تشهد طلباً يومياً ممن يستهويهم الذهب لتخزينه والاستثمار فيه فقط. أما قطع الزينة وشغل الماكينة والشغل اليدوي فلا طلب عليها إطلاقاً، ويعتبرها الزبون أنها جرد لنهاية العام فلا تجد إقبالاً». وأكد الناصر أن الانخفاض ملحوظ عندما نقرأ عن سعر كيلو الذهب «إذ كان قبل عام 248 ألف ريال، فيما انخفض الآن إلى 165 ألف ريال». وأضاف: «هناك توقعات بأن يصل سعر الأونصة إلى 950 دولاراً بعد أن كان في الأعوام الماضية 940 دولاراً، وعادت وارتفعت إلى 1240 دولاراً، فيما يتوقع أن تهبط إلى 950 دولاراً». وعن أسعار الألماس، ذكر أنها «تشهد ارتفاعاً في أسعارها بنسبة 25 في المئة بسبب ارتفاع سعر شغل اليد في قطع الألماس». بدوره، أوضح المستثمر في الذهب العبدالفتاح سليمان في حديثه إلى «الحياة» أن «انخفاض أسعار الذهب أدى إلى وجود قوة شرائية على السبائك والجنيهات، أما قطع الزينة والمشغولة فلا إقبال عليها، والسبب أن الذهب في الخليج يعامل معاملة الملابس والماكياج والعطور أي بحسب خطوط الموضة»، لافتاً إلى أن هذا الأمر «قد يكون مستغرباً عند البعض، إلا أن هذه الحقيقة التي لمسناها طوال الأعوام الماضية». وقال سليمان إن «الشركات العالمية الكبرى التي تنتج الماركات المعروفة عالمياً تطلق خطوط الموضة في تصاميم الذهب، فقد تكون موضة الذهب الملون على سبيل المثال. ونحن ننتظر الآن المجموعات الجديدة من الموضة التي تبتكرها الشركات العالمية ونبدأ بالاستيراد أو اعتماد التصاميم محلياً، والعمل عليها». وعما إذا كان ذلك يعتبر تقليداً قال: «هذا لا يعتبر تقليداً، وإنما مواكبة للموضة العصرية، فلا يمكن أن تتزين امرأة بموضة قديمة أو تصاميم مضى عليها أعوام، والكل يبحث عن الجديد حتى لو انخفض سعر الموضة القديمة ولو كانت ذهباً».