أدت تحفظات مصرية عن كيفية صرف المساعدات لمنظمات المجتمع المدني الى عدم صدور بيان ختامي امس باسم"إعلان البحرين"عن"منتدى المستقبل لتنمية الديموقراطية في العالم العربي"الذي انعقد على مدى يومين في المنامة بمشاركة 36 دولة، الامر الذي عكس استياء اميركيا من موقف القاهرة. راجع ص 5 وكانت الادارة الأميركية أملت بالحصول على دعم اقتراح بتخصيص 50 مليون دولار لتعزيز نشاطات سياسية في العالم العربي، على أن توفر هذا المبلغ مصادر أميركية وأوروبية وعربية، علاوة على مئة مليون دولار تقدم غالبيتها الولاياتالمتحدة لتشجيع الشركات على الاستثمار. ونقلت صحيفة"نيويورك تايمز"عن ديبلوماسيين في المؤتمر أن مصر أرادت أن ينص البيان الختامي على مساعدة المجموعات المرخص لها فقط، في حين أعرب الأميركيون عن استيائهم من بذل مصر جهوداً لإفشال ما أملوا بأن يكون حجر أساس لجهودهم في ترويج الديموقراطية في الشرق الأوسط. وقال مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الأميركية:"من الواضح أننا غير راضين"، في حين تساءل آخر:"لا أدري لماذا يريدون إثارة مشكلة من هذه المسألة". لكن هذين المسؤولين رفضا كشف هويتهما لعدم رغبتهما في انتقاد مصر في شكل مباشر. وكان مسؤولون مصريون اعترضوا على هذه المسألة لأن التمويل الخارجي للمجموعات قد ينتهي في أيدي المتشددين أو حتى الارهابيين، الأمر الذي رفضه مسؤولون أميركيون واصفين هذه الحجة بأنها"سخيفة"، لأن جزءاً من المساعدات الأميركية الى مصر 430 مليون دولار يذهب الى جماعات لا تحظى بموافقة السلطات. لكن المساعدة الأميركية لجماعات مستقلة أزعجت زعماء عرباً لمّحوا الى دعم أميركي لجماعات قادت الانتفاضات في جورجيا وأوكرانيا، مذكرين بأن روسيا وأوزبكستان سعتا الى منع هذا الدعم في بلديهما. ورأت بعض البعثات الى الاجتماع في اعتراضات مصر انعكاساً للسخط المتنامي في العالم العربي مما يعتبره البعض"لهجة المحاضرة"في الدعوات الأميركية الى الديموقراطية. كما يلعب تورط الولاياتالمتحدة في العراق دوراً في ذلك، فالعالم العربي غير مقتنع بالترويج الأميركي للعراق على أنه"منارة للديموقراطية"، بل يعتبر أنه يمثل مخاطر فرض الديموقراطية من الخارج. فالعنف والفوضى الحاليان يعتبران في شكل واسع على أنهما رواية تحذيرية ينقصها الإلهام، كما يقر مسؤولون أميركيون. ووفقا لمسودة الاعلان النهائي رويترز كانت الوفود ستتعهد"بتوسيع نطاق الممارسات الديموقراطية وزيادة المشاركة في الحياة السياسية والعامة وتعزيز دور المجتمع المدني بما في ذلك المنظمات غير الحكومية". وكانت مصر تريد أن تنص مسودة الوثيقة على انه يتعين فقط دعم المنظمات غير الحكومية المسجلة بشكل قانوني لدى الدولة وتتبع قوانين الدولة. وقال المسؤول الاميركي"كان من شأن ذلك أن يجعلها المنظمات غير الحكومية عرضة للتأثير والضغط الحكومي". وتحدث وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في ختام المؤتمر، عن"آراء متباينة"في شأن البيان الختامي، اقتضت"التريث في إعلانه الى حين بت التفاصيل". من جهة ثانية، وقعت الولاياتالمتحدة ومصر والمغرب والدنمارك بوصفها الدول المساهمة في"صندوق المستقبل"البالغة موازنته مئة مليون دولار، مذكرة تفاهم لانشاء هذا الصندوق، كما تم الاتفاق على العمل لانشاء مؤسسة في الاطار نفسه تحمل اسم"مؤسسة المستقبل". وتقرر عقد الدورة القادمة من المنتدى العام المقبل في الاردن. وكانت الدورة الاولى التي عقدت في الرباط واعقبت مبادرة الرئيس الاميركي جورج بوش لنشر الديموقراطية والاصلاح في المنطقة التي تبنتها قمة مجموعة الثماني في سي آيلند في حزيران يونيو 2004، شهدت تحفظات عربية مماثلة.