أكد نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش في بيروت امس ان زيارته العاصمة اللبنانية"تأتي بعد اللقاء الناجح الذي عقد في نيويورك لما نسميه"فريق الدعم للبنان"في أيلول سبتمبر، واستمعنا من الحكومة اللبنانية الجديدة الى برنامجها الإصلاحي السياسي والاقتصادي". وأضاف ولش بعد زيارته رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في السراي الحكومية أن"الإصلاحات الشاملة ستؤدي إلى مزيد من الثقة لدى اللبنانيين واهتمام أوسع من المشاركين الدوليين في دعم الاقتصاد اللبناني، ولكل من يبحث عن الشفافية والقدرة للحكومة". ونفى علمه بمضمون تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية ديتليف ميليس وقال:"لننتظر ميليس نفسه ماذا سيقدم في تقريره، والولاياتالمتحدة مع لبنان بقوة وهي تسعى الى رؤية العدالة تتحقق ومعرفة الحقيقة في شأن اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري". وسئل عن انتحار وزير الداخلية السوري غازي كنعان، فأجاب:"لا أملك أي تفاصيل عن الموضوع سوى ما ورد في الصحافة، لكن كنعان كان شخصية أساسية في احتلال الحكومة السورية للبنان وكان هنا لسنوات، ودوره كما أدوار عدد من المسؤولين الآخرين في القيادة السورية كان تحت المجهر بقوة، وفي شكل متزايد أخيراً". واستدرك"نستمر في دعوة الحكومة السورية الى التعاون بالكامل مع لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري حتى نتمكن من رؤية الحقيقة، ويقفل هذا الفصل الحزين من تاريخ لبنان". وعن شروط المساعدات الآتية من المؤتمر الدولي قال ولش:"كلمة شروط كبيرة وأحياناً هناك من يقولون ذلك لأن في ذهنهم أجندة سياسية. أجندتنا بسيطة وواضحة: ندعم الحكومة اللبنانية في طموحها الى إحداث تغيير، ونعتقد بأنها فكرة جيدة نريد أن نراها تتحقق، والولاياتالمتحدة ستكون ضمن المجتمع الدولي لترى هذه الأهداف تتحقق". وعن سبب عدم لقائه رئيس الجمهورية اميل لحود، قال المسؤول الأميركي:"أتيت لمتابعة اجتماعات المجموعة الدولية لدعم لبنان التي عقدت في نيويورك وهذا يتضمن التعاطي مع الجهة التنفيذية في هذا البلد، وهي رئيس الحكومة وفريقه". وكان ولش عبر خلال لقائه وزير الخارجية فوزي صلوخ في حضور السفير الأميركي لدى لبنان جيفري فيلتمان، عن دعم بلاده"القوي لهذا البلد في ظل الزعماء الجدد والحكومة الجديدة"، لافتاً الى أن"الشعبين اللبناني والأميركي تربطهما علاقات صداقة عميقة وثابتة". وزاد:"واجهنا معاً ظروفاً صعبة، وتاريخنا الحديث كان له نصيبه من الألم والحزن لكلينا، إلا أننا نتطلع الى المستقبل بثقة وقوة". فرصة هائلة واعتبر أن"هناك فرصة هائلة أمام لبنان لاستعادة كرامته، ونأمل من شعبه حماية سيادته ومستقبله واطلاق برنامج جديد لاصلاح سياسي واقتصادي، ما سيجعل منه مجدداً أحد أقوى البلدان في منطقة الشرق الأوسط ومنارة للأمل للشعوب في كل أنحاء المنطقة". وأضاف:"اعمل على عدد من الأمور بما فيها الموضوع العربي ? الإسرائيلي، وتطرقنا أيضاً الى متابعة موضوع اجتماع الفريق الدولي الذي عقد في نيويورك، والجهود المبذولة من الأسرة الدولية بقيادة الولاياتالمتحدة لدعم لبنان". ووصف صلوخ العلاقات مع الولاياتالمتحدة بأنها"طويلة الأمد منذ استقلال لبنان في الأربعينات من القرن الماضي"، آملاً"في هذه المرحلة الحساسة والواعدة من تاريخ لبنان"بأن تكون تلك العلاقات"عنصراً مساعداً في سبيل ترسيخ استقرار لبنان وسيادته وازدهاره". كما عرض ولش مع وزير المال جهاد ازعور الأوضاع المالية والاقتصادية في لبنان والخطوات والإجراءات التي تزمع وزارة المال والحكومة القيام بها، تحضيراً للمؤتمر الدولي الذي سيعقد أواخر تشرين الثاني نوفمبر المقبل في بيروت دعماً للبنان. كما التقى ولش وزير العدل شارل رزق الذي قال:"على رغم التباينات في المواقف المتعلقة ببعض القضايا، فإن النقاش أُجري في مناخ من التفاهم بين بلدين يتشاطران القيم الديموقراطية".