أولى الشباب السوري اهتماماً بكتابة الپ"سي في"أو السيرة الذاتية باعتبارها أداة فاعلة لاقتناص الوظيفة المناسبة التي تلبي طموحاته من سوق العمل، بما توفره من قدرة على الترويج لمهارات الشاب وانجازاته. وخضع بعضهم لدورات متخصصة لكسب الدراية والخبرة اللازمتين في إعداد سيرهم الذاتية وتصميمها. وبينما اعتبر مديرون ان السيرة الذاتية Curriculum Vita واختصاراً cv بمثابة مادة تسويقية لخبرات صاحبها ومهاراته تصاغ في شكل علمي وواقعي وتراعى فيها عناصر التشويق وجذب الانتباه، عرفها لغويون على أنها تقرير شخصي يختصر معلومات صاحبها ومؤهلاته وتحصيله العلمي. يقول سامر 25 عاماً، خريج معهد طب أسنان انه لجأ الى قريب له يعمل في دولة الامارات لدى شركات اجنبية لإخراج سيرته الذاتية، وبذلك حظي برعاية مسؤول التوظيف في مجموعة صناعية اثناء اجراء فحص المقابلة"التي اقتصرت على بعض الاشخاص الذين لفتت سيرتهم الذاتية اهتمام المسؤول". وأضاف:"ضمّنت الcv الخاص بي، اضافة الى الاوراق الثبوتية المطلوبة، مثل آخر شهادة علمية حصلت عليها، وموجزاً عن هواياتي الشخصية وخبراتي في مجال العمل المطلوب والدورات التأهيلية التي اتبعتها سواء لرفع مستوى لغتي الانكليزية ام لتطوير مؤهلاتي في علوم الكومبيوتر... والنتيجة انني حصلت على وظيفة". في المقابل، فشل عبد الحميد 27 عاماً في التعريف بنفسه عبر سيرته الذاتية التي اقتصرت على ذكر معلومات شخصية لم تبرز مهاراته في الوظيفة المطلوبة كمحاسب، والتي سبق له ان مارسها."لم أنتبه الى ان سيرتي ستسبقني الى صاحب العمل ليكوّن فكرة عني وانها وسيلة فاعلة للحصول على وظيفة... عليّ ان أسوق نفسي بطريقة افضل من ذلك في المرة المقبلة. فالشهادة الجامعية ليست كل شيء للخروج من سوق البطالة". ويؤثر معظم أرباب العمل ملء نماذج مطبوعة مسبقاً عن السير الذاتية لطالبي الوظائف"تحسباً لجهل بعضهم بالبيانات المطلوب ذكرها"، بحسب قول أحدهم. إلا أنّ الطريقة الآخذة في الانتشار حالياً هي إعطاء هامش اكبر من الحرية في ملء طلبات التوظيف لذكر المعلومات التي يعتقد صاحبها أنها مفيدة. وپ"لمعت"في ذهن جهاد 27 عاماً، خريج كلية الاقتصاد فكرة"مربحة"تقضي بإقامة دورات لتعليم اصول وقواعد كتابة السيرة الذاتية وفق نماذج وأساليب متعددة ترضي أذواق طالبي التوظيف وتلبي احتياجات المتقدمين اليهم، وذلك عبر الاستعانة باختصاصيين في علم النفس والتربية والاقتصاد."وبالفعل استقطبت الدورة ثلاثين متدرباً هدف معظمهم التقدم الى مسابقات تعلن عنها شركات اجنبية وعربية خليجية في شكل دوري لطلب متعاقدين معها". حوى منهاج الدورة نماذج واختبارات عن السيرة الذاتية والاخطاء الشائعة اثناء اعدادها مع تطبيقات على برامج الكومبيوتر لاجراء التصاميم، وأساليب البحث عن وظيفة بما يتناسب مع دراسة اتجاهات السوق والخصائص الواجب توافرها في طالب العمل وأوجه القصور والقوة في مهاراته المهنية. وتطرقت الى تعريف المقابلة الشخصية ومتطلباتها ومقاييس نجاحها وتطوير مهارات الاتصال. وعدد لؤي، احد المدرسين في الدورة، العناصر الرئيسة الواجب توافرها في أي سيرة ذاتية:"يجب ألا تغفل ذكر المعلومات الشخصية والحال الاجتماعية والعنوان وأرقام الهواتف والبريد الالكتروني ومعلومات عن التحصيل الاكاديمي ومجال الخبرة العملية المكتسبة والمهارات من اعمال سابقة والمكافآت والامتيازات المحققة، ان وجدت، على ان ترتب في شكل منطقي وتخرج بطريقة أنيقة وشيقة وتذيل باسم وتوقيع المرسل". ونصح لؤي الشباب بإيلاء اهمية خاصة لسيرهم الذاتية لأنها مرآة عن صاحبها"ولا بد من ان تصاغ بأسلوب لغوي وفني سليم باستخدام العبارات القصيرة الموحية التي تبين عناصر القوة والاهتمام في جهة العمل ومتطلباتها. ويفضل ان تطبع على كومبيوتر بحجم صفحة واحدة او صفحتين كحد اقصى من الورق الجيد". ويفضل بعض الاختصاصيين إرفاق الپ"سي في"برسالة توضيحية عن الخدمات التي يمكن تقديمها لرب العمل والاهداف المهنية اضافة الى توضيح الاسباب التي دفعته الى التقدم بطلب وظيفة معينة من دون غيرها، في شكل جلي ومباشر. ولجأ بعض الشباب الى مواقع الانترنت التي تستضيف صفحات مجانية لعشاق الشبكة لإنشاء مواقع خاصة بهم وبسيرهم الذاتية من اجل تسويق مؤهلاتهم العلمية وخبراتهم امام المتصفحين"عسى ان تقع عين احدى الشركات على محتويات الموقع وتقتنع بما أملكه من مهارات فتبادر الى الاتصال بي"، وفق قول البلوغر احمد الذي اسس مدونة شخصية له واكتفى بكتابة سيرته الذاتية من دون تجديد الموقع بخواطر وانطباعات ذاتية، كما هي العادة المتبعة للمدونين على الانترنت.