يفتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الحادية عشرة من صباح اليوم، أعمال القمة الإسلامية الاستثنائية في مكةالمكرمة، وسط حضور كبير لملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية ال57. ويخاطب الملك عبدالله القمة بحديث وصف بأنه صريح وأخوي، يتناول رؤيته التي دفعته إلى دعوتهم لمواجهة التحديات الجسام التي تحيط بالأمة الإسلامية وما تعيشه من تفكك وتشرذم، إضافة إلى حملات التشويه المتلاحقة لحقيقة الإسلام، وإلصاق تهمة الإرهاب بثقافته ومجتمعاته. وشهد مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة طوال يوم امس وصول مجموعة من الزعماء المسلمين، في مقدمهم الرئيس الإيراني احمدي نجاد والعراقي جلال طالباني والإماراتي الشيخ خليفة بن زايد وزعماء آخرون. وترك الرئيس العراقي مسألة انعقاد"قمة الجوار"إلى الزعماء المسلمين"المعنيين"المشاركين في القمة التي تبدأ أعمالها ظهر اليوم، وقال في تصريح خاص إلى"الحياة":"سنتقدم إلى القمة بمجموعة مطالب تمثل طموحات الشعب العراقي، في مقدمها الامتناع عن وصف الإرهابيين بالمقاومة، ونبذ الإرهاب وإدانة التكفيريين". واكد ان ما يتردد عن"نشر جيش إسلامي"في العراق ليس مطروحاً على القمة. واجرى وزراء خارجية الدول الإسلامية امس جولات من النقاش السياسي استغرقت أكثر من 12 ساعة ليخرجوا بمجموعة مواقف تدل الى تحولات جدية في العمل الإسلامي. وقرر الملك عبدالله أن يسبق القمة ملتقى للعلماء والمفكرين المسلمين من مختلف الجنسيات والمذاهب الإسلامية الراسخة، ليشتركوا كممثلين لمجتمعاتهم في صوغ جدول أعمال قمة الزعماء، وهي سابقة رائدة في العمل الإسلامي المشترك. وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، الذي ترأس الاجتماع الوزاري التحضيري، انه استشعاراً للمناخ الخطر الذي تتعرض فيه الأمة الإسلامية إلى تحديات جسام ومخاطر كبيرة"تستهدف مرتكزاتها الحضارية، وتنال من معتقداتها الدينية ومقوماتها الثقافية، وتعمل على بث الفرقة والشقاق، رأى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبالتشاور مع رئاسة القمة الإسلامية دعوة اخوانه قادة الدول الإسلامية لعقد مؤتمر قمة استثنائي في مهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين ... لوضع خطة عمل شاملة لمعالجة المعوقات التي تحول دون تحقيق طموحات أمتنا، وترسيخ مفاهيم ومبادئ التسامح، وتعميق ثقافة الحوار بين الأمم والحضارات". وحدد الأمير سعود في بداية جلسات المجلس الوزاري، التي انقسمت بعد الجلسة المغلقة الأولى إلى فريقين، الأول تبحث فيه 30 دولة إسلامية مهمة صوغ التعديلات النهائية والمحكمة على"وثيقة مكة لإصلاح العمل الإسلامي خلال عشر سنوات"، والفريق الثاني 27 دولة كلف صوغ البيان الختامي للقمة التي تختتم أعمالها مساء بعد غد الخميس. وسعت بعض الدول المشاركة الى ترتيب"حصة سياسية"لها من هذه القمة، مثل تركيا التي ارادت إدخال فقرات في البيان الختامي تؤيد الاعتراف بجمهورية شمال قبرص التركية، واذربيجان التي تريد اعلان التأييد الإسلامي لها في نزاعها مع أرمينيا، فيما اعرب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن أمله بأن تتبنى القمة موقفاً مسانداً للعراق ودعم مبادرة الحوار الوطني التي ترعاها جامعة الدول العربية.