افاد مشروع قرار للمجلس الوزاري لمنظمة المؤتمر الاسلامي التي تعقد قمة غداً في ماليزيا ان المنظمة ستطلب من مجلس الامن "جدولاً زمنياً محدداً وواضحاً" لانسحاب القوات الاميركية من العراق. وأكد مشروع القرار أيضاً ضرورة ان تلعب الامم لمتحدة دوراً أساسياً في العراق. وصيغ هذا النص خلال الاجتماع التحضيري للقمة التي تحضرها الدول ال57 الاعضاء. ورحب مندوبو الدول الاعضاء بحذر بمشروع القرار الجديد حول العراق الذي عرضته الولاياتالمتحدة، وقال وزير الخارجية الماليزي سيد حامد البار: "اعتقد بأن المهم هو تحديد موعد وهذا أفضل من الابقاء على الوضع غامضاً". وكان يشير الى موعد 15 كانون الاول ديسمبر المقبل الذي يقترحه المشروع لتقديم جدول زمني لصوغ دستور وتنظيم انتخابات. واضاف ان "المهم في نظري هو انه من الضروري اسناد دور محوري الى الاممالمتحدة وإلا فسيواجه العراق مشاكل جمة". وقال عضو في الوفد الاردني للصحافيين: "اذا كانت هذه الخطوة جدية وفي حال تم تطبيقها بحسن نية واذا ما ادت الظروف الى بسط السيادة العراقية سيكون ذلك جيدا للشعب العراقي والمنطقة والعالم العربي". وأكد البار ان "الاممالمتحدة يجب ان تكون هناك للاشراف وتولي مسؤولية العملية برمتها". ويصف النص الاسلامي المقترح تشكيل مجلس الحكم الانتقالي بأنه "خطوة انتقالية مهمة في الاتجاه الصحيح" لكنه يؤكد ضرورة ان تلعب الأممالمتحدة دوراً أساسياً "في كل جوانب العملية الانتقالية السياسية والاقتصادية والامنية". وكان الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان ألغى مشاركته في قمة ماليزيا بسبب ما قال مساعدوه انه جدول أعماله المثقل بسبب احتمال طرح مشروع القرار الاميركي حول العراق على مجلس الامن في موعد قريب جداً. ويطالب النص ايضاً بأن تتأكد الاممالمتحدة من وضع "دستور من قبل الشعب العراقي وتشكيل حكومة تتمتع بصفة تمثيلية ينتخبها الشعب العراقي"، ويدين مشروع القرار "الاعتداءات الاجرامية" التي "استهدفت أبرياء وأعضاء في مجلس الحكم الانتقالي في العراق". وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان مجلس الحكم الانتقالي الموقت مستعد لتولي مسؤولية "السلطة الانتقالية" لكن يتعين تحسين الوضع الامني قبل اي خطوات سياسية. وأبلغ الصحافيين "طالما ابدينا استعدادنا ورغبتنا في اننا كمجلس الحكم العراقي يمكننا الوفاء بهذه المواعيد النهائية". وشرح زيباري لماذا عارض مجلس الحكم مساعي وزراء المنظمة لوضع مسودة قرار يضع جدولاً زمنياً محدداً لانسحاب القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة من العراق. وقال: "نريد نقلاً للسلطة بأسرع وقت ممكن. ونحن كعراقيين حريصون على استعادة سيادتنا واستقلالنا باسرع وقت ممكن واكثر الاشكال عملية". واضاف ان "الكثير يعتمد على الوضع الامني والمناخ الامني، وما لم يتحسن ذلك سيكون من الصعب اتخاذ أي خطوات سياسية اخرى". وقال زيباري "الجميع متفق على ضرورة توسعة نطاق دور الاممالمتحدة لتشارك بدرجة اكبر". مواضيع القمة وقمة ماليزيا، هي أول قمة اسلامية عادية تعقد بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول سبتمبر 2001 وفي قلب برنامجها المثقل الزلزال المزدوج في الأراضي الفلسطينية المحتلةوالعراق. وتأتي القمة التي تنعقد كل ثلاث سنوات في وقت تعاني فيه الدول الاسلامية السبع والخمسون من تمزقات داخلية وتواجه اتهامات متزايدة بالارهاب وتخضع لأكثر من احتلال في اوضاع متأزمة لا سابق لها. ولخص الامين العام للمنظمة المغربي عبدالواحد بلقزيز الوضع بالقول ان "احساساً بالعجز والقهر ينتاب المسلمين وهم يرون بعض بلدانهم تحت الاحتلال وبعضها يواجه عقوبات واخرى تواجه تهديدات ورابعة تتهم برعاية الارهاب". ومن المقرر ان تتطرق القمة التي تعقد في ظل اجراءات أمنية مشددة يتولاها قرابة ثمانية آلاف عنصر من الشرطة والجيش الماليزي، الى معالجة الانطباع السائد في الغرب منذ سنتين والذي يقرن الاسلام بالارهاب والى مخاطر الخلاف مع هذا الغرب.