أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعليماته الى الاجهزة الامنية لاتخاذ قرارات فورية ضد مرتكبي الاعتداءات على مكاتب لجنة الانتخابات المركزية، وتوفير الحماية اللازمة لها، في وقت قررت اللجنة اغلاق جميع مكاتبها في الضفة الغربية وقطاع غزة في اليوم الأخير من الموعد المحدد لاغلاق باب الترشيح المقرر اليوم الاربعاء. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة للصحافيين أمس في اعقاب هذه الاعتداءات ان"الرئيس عباس اصدر تعليمات مشددة الى قادة الاجهزة الامنية لاتخاذ اجراءات فورية وعاجلة ضد مرتكبي هذه الاعتداءات، والعمل على توفير الحماية اللازمة لكل مكاتب اللجنة في كل اماكن وجودها". واضاف ابو ردينة ان"الرئيس عباس دعا اللجنة المشرفة على الانتخابات الى استئناف عملها حفاظاً على سير العملية الانتخابية، وانجاح العملية الديموقراطية". وجاءت قرارات الرئيس عباس بعد ما اعلن مدير لجنة الانتخابات المركزية عمار دويك اغلاق جميع مكاتب اللجنة احتجاجا على"اقتحام مسلحين لبعض مكاتبنا في قطاع غزة وتحطيم محتوياتها". وقالت اللجنة ان عددا من المسلحين الملثمين اقتحموا المقر الاقليمي في مدينة غزة ومكاتبها في شمال القطاع وجنوبه. واضافت اللجنة ان المسلحين حطموا وخربوا محتويات هذه المكاتب كما اطلقوا النار اثناء عملية الاقتحام، مشيرة الى ان المسلحين عرفوا انفسهم بانهم من كتائب شهداء الاقصى الذراع العسكرية لحركة"فتح"وهي حزب السلطة الحاكم وعمودها الفقري، ويسيطر قادتها على الاجهزة الامنية وهيئات السلطة ومؤسساتها المختلفة. وكان عشرات المسلحين المقنعين وغير المقنعين اقتحموا مقار اللجنة في مدن رفح وخان يونس وغزة وشمال غزة جباليا في القطاع ونابلس شمال الضفة الغربية. وبرر المسلحون هجومهم على هذه المقار بأنه احتجاج على سياسة تعيين مرشحي حركة"فتح"للانتخابات التشريعية التي ستنظم في الخامس والعشرين من الشهر المقبل من قبل اللجنة الانتخابية التي يرأسها الرئيس عباس. وفيما داهم المهاجمون مكاتب اللجان الانتخابية بهدوء ومن دون اطلاق نار في رفح، دارت اشتباكات مسلحة مع قوات من الشرطة الفلسطينية في خان يونس. كما دار اشتباك مسلح بين احد رجلي شرطة مكلفين حراسة المقر الاقليمي للجنة في مدينة غزة والمهاجمين، الذين اعتقلوا احدهم واخذوه الى جهة غير معلومة واطلقوا النار على الثاني بعد ان تمكنوا من السيطرة عليه حسب ما قال شهود ل"الحياة". واضاف الشهود ان المسلحين اطلقوا النار داخل المقر وفي اتجاه الموظفين، ما دب الرعب في قلوبهم. ولم يستجب المسلحون لطلب منسق المكتب الاقليمي مجدي أبو زيد عدم اطلاق النار فيما كان يهم وموظفوه بإغلاق المقر، وواصلوا اطلاق النار. وحال اقتحام المقر الاقليمي للجنة من جانب عناصر شهداء الاقصى دون تمكن حركة"حماس"من تسجيل قائمتها للانتخابات، وعقد مؤتمر صحافي في اعقاب ذلك امام المقر. وقال الناطق باسم الحركة سامي ابو زهري ل"الحياة"ان الحركة ستقوم لاحقاً بتسجيل قائمة ترشيحها وستعقد مؤتمراً صحافياً في اعقاب ذلك. وكان مسلحون من كتائب شهداء الاقصى اقتحموا مقر اللجنة في وسط القطاع اول من امس وطردوا الموظفين منه ومنعوهم من فتحه، وما زال مغلقاً حتى الآن. واثارت هذه الاعتداءات غضب الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية والمواطنين الذين رأوا فيها محاولة لتخريب الانتخابات ومنع اجرائها بسبب الخلافات الشديدة، التي تعصف بحركة"فتح". وقال مواطنون من ان اوساطاً في"فتح"لم ترشحها الحركة على القائمة أو في الدوائر واخرى لا ترغب في تنظيم الانتخابات هي التي تقف وراء الاعتداءات على هذه المقار. وفي اطار هذه الخلافات ما تردد واكدته اوساط في الحركة ان رئيس الحكومة احمد قريع سيرأس قائمة"فتح"بدلاً من النائب الاسير مروان البرغوثي الذي حل ثانياً، وهو ما اثار اوساطا كثيرة في الحركة كانت ترغب ان يرأس القائمة البرغوثي الذي يحظى بشعبية كبيرة في الحركة. وطالبت كتائب شهداء الاقصى في بيان لها امس بأن يتولى البرغوثي رئاسة قائمة"فتح"، معتبرة ان"أي قائمة لا يقودها الأخ المناضل مروان البرغوثي لا تمثل الحركة ولن نقبل بها". كما دعت الى ارجاء تنظيم الانتخابات التشريعية الى ما بعد عقد المؤتمر العام السادس للحركة الذي ارجأت عقده الى اجل غير مسمى اللجنة المركزية للحركة وهي أعلى هيئة قيادية فيها بعد المؤتمر العام. وهاجمت كتائب الاقصى اللجنة المركزية للحركة بشدة. وقالت:"ان اللجنة المركزية لفتح لم تكتف بما ارتكبته من جرائم اوصلت الحركة وابناءها الى ما نحن فيه الآن". وأضافت:"وعلى رغم عدم قناعتنا باجراء الانتخابات التشريعية قبل الانتخابات الداخلية في الحركة لكننا التزمنا القرار التنظيمي، معتقدين ان هذه اللجنة ستقبل الاحتكام الى منطق الاختيار الديموقراطي، لكنها عملت بكل جهد على فرض مرشحي الحركة الذين لم يعد لهم قبول على مستوى الحركة او الشارع الفلسطيني، وفوجئنا بقائمة تتضمن أسماء اللجنة المركزية والمجلس الثوري الذين رفضتهم قواعد الحركة". ودعت الى"تأجيل الانتخابات التشريعية حتى اجراء الانتخابات في الحركة وعقد المؤتمر العام السادس، وانتخاب هياكل الحركة على كل المستويات، ومنح الحركة الوقت الكافي لاجراء الانتخابات الداخلية وفرز مرشحيها". وكان ناطق باسم"كتائب الاقصى"قال في مؤتمر صحافي امام المقر الاقليمي للجنة الانتخابات المركزية في مدينة غزة في اعقاب اقتحامه ان"هذه الخطوة هي احدى الخطوات لتوصيل رسالتنا الى الاخ"ابو مازن"والاخوة في اللجنة المركزية بأننا في القاعدة الفتحاوية وعناصر كتائب الاقصى لم ولن نقبل بأن ينزل علينا تعيينات بالبراشوت كما سبق في الماضي". وانتقد الناطق عدم استجابة الرئيس عباس واللجنة المركزية للحركة لمطالبهم. وتوعد باتخاذ خطوات أكثر قوة في حال استمر عدم الاستجابة لمطالبهم، فيما من المقرر أن يغلق باب الترشيح اليوم الاربعاء بعد 11 يوماً على فتحه في الثالث عشر من الشهر الجاري.