افتتحت أمس قمة منظمة التجارة العالمية الوزارية السادسة في هونغ كونغ. واستهلت بكلمة للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، كان أهم ما ورد فيها دعوته الدول المشاركة في القمة الى"احراز تقدم في مفاوضات تحرير التجارة المتعثرة، وآلا أحبطت آمال الملايين الذين يتطلعون إلى انتزاع أنفسهم من براثن الفقر". وأضاف في كلمته، التي ألقاها نيابة عنه رئيس الپ"أونكتاد"سوباتشاي بانيتشباكدي، ان انتهاج سياسة"حافة الهاوية"في السنوات الأربع الماضية فات أوانه، داعياً الدول إلى"التوصل إلى معاهدة تعزز الاقتصادات وتساعد الملايين على الإفلات من براثن الفقر من خلال تعزيز التجارة"، محذراً من ان"عدم تحقيق مكاسب رئيسة في هونغ كونغ سيكون مصدر إحباط حاد للفقراء في شتى أنحاء العالم". وعقّب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية باسكال لامي في كلمته الإفتتاحية على أنان، قائلاً أمام نحو 400 وزير يشاركون في المحادثات التي تستمر ستة أيام:"حان الوقت للتحلي بالشجاعة والعقلية المفتحة والاستعداد للمجازفة". وذكّر الحضور بان منظمة التجارة العالمية هي"نظام متشعب ومعقد"موضوع في خدمة الدول، محملاً إياهم مسؤولية"إجراء تحسينات على هذا النظام"ومشيراً الى ان"المحادثات هي جزء من نشاط ومهام الوفود، ويمكنها ان تسير بشكل أفضل". وأوضح ان عملية اتخاذ القرار في المنظمة"صعبة"لكنها"ديمقراطية"، لافتاً إلى ان منحاها المستقبلي الذي رسم إطاره في دورة الدوحة 2001 يعود إلى جهود الحاضرين، داعياً إياهم إلى القيام بخطوة إضافية نحو الالتزام في تطوير قوانين المنظمة، من خلال العمل على إنجاح المفاوضات الجارية". عثرة المفاوضات الزراعية وفي حوار له مع رويترز، خلال مؤتمر مالي عقد في ماليزيا، قال الأمين العام ل"منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية"دونالد جونستون، انه"متفائل بإمكانية التوصل إلى بعض التقدم في المحادثات التجارية العالمية"مشيراً الى انه"تم تقديم بعض التنازلات من الأطراف المختلفة، لكن الجميع اعتبرها غير كافية"، داعياً إلى"حلحلة أكبر للمفاوضات الزراعية". وفي حين لم يحصل تقدم يذكر في موضوع الدعم الزراعي الأوروبي والأميركي، تم الإجماع أمس على توفير المساعدات التجارية للدول الفقيرة، إذ أعلن الاتحاد الأوروبي على لسان المفوض الأوروبي بيتر ماندلسون انه وافق على رفع الإنفاق على المساعدات المرتبطة بالتجارة الموجهة إلى الدول الفقيرة إلى بليون يورو 1.2 بليون دولار سنوياً، من نحو 400 مليون دولار سابقاً، ستكون مخصصة"لمساعدة الشركات العاملة في الدول الفقيرة على تطبيق الشروط الصحية والإجراءات العملية المطلوبة عالمياً". كما أعلنت اليابان بدورها عن حزمة من المساعدات التجارية، تصل إلى 10 بلايين دولار. وأعتبر الكثير من الخبراء والمسؤولين ان هذه الخطوات"تخفي"وراءها محور المشكلة، وهو الدعم الزراعي المقدم للمزارعين في الدول المتطورة. إذ انتقد نائب رئيس البنك الدولي داني لايبزيغر هذه المساعدات المالية الموجهة إلى الدول الفقيرة، معتبراً ان الاخيرة"في حاجة إلى أسواق جديدة لتصريف منتجاتها، وليس إلى المساعدة التي تقتصر على تأهيل المنتجات من دون إيجاد الأسواق". وفي هذا السياق، أعلن سفير الهندوراس إلى منظمة التجارة العالمية داسيو كاستيو أمس ان"دول أميركا الجنوبية ستعترض على قرار أوروبي جديد بخصوص واردات الموز إليه قرر الاتحاد الأوروبي رفع التعرفة الجمركية على الموز القادم إليه من أميركا اللاتينية إلى 176 يورو للطن بدءاً من أول كانون الثاني يناير 2006، كون رفع التعرفة الجمركية على واردات الموز سيدمر معيشة الآلاف من المزارعين وعائلاتهم في أميركا اللاتينية"، مشيراً الى ان"الهدف من الاجتماعات خلال الأسبوع الجاري هو إقناع أوروبا بضرورة التنسيق مع دول أميركا اللاتينية". وأضاف ان هندوراس هي بلد أكثر فقراً من بعض الدول الأفريقية والكاريبية التي يخصها الاتحاد الأوروبي بمعاملة تفضيلية". ومن ناحية أخرى، هدد الاتحاد الأوروبي أمس من بروكسيل انه سيتقدم بشكوى ضد الصين إلى منظمة التجارة العالمية، بخصوص سياسات تتبعها تؤذي منتجي السيارات الأوروبيين. إذ أعترض المفوض الأوروبي للشؤون الصناعية غونتر فيرهوجن على اشتراط الصين دخول الشركات الأوروبية في شراكات مع الشركات الصينية في صناعة السيارات،"من دون حصولها بالمقابل على ضمانات بأنها تستطيع إدارة هذه الشراكات"، كما اعترض على تشريع صيني جديد يفرض تعرفة ضريبية على قطع السيارات التي تدخل في تجميع الوحدات، توازي تلك المفروضة على السيارات الكاملة.