أكدت إيران امس، قبولها طلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعادة تفتيش منشأة بارشين العائدة لوزراة الدفاع قرب العاصمة طهران، في حين قللت من اهمية مواقع اخرى سبق ان زارها المفتشون وبينها منشآت اصفهان لتحويل اليورانيوم التي"لم تشهد أي تطور في الاعمال في الفترة السابقة"بحسب المسؤولين الايرانيين. ويعتقد ان فريق التفتيش سيزور اضافة الى هذه المنشآت، عدداً من المواقع العسكرية، على غرار مركز"شايان"، وسيجري لقاءات مع خبراء ومسؤولين عسكريين ومدنيين ذوي علاقة بالبرنامج النووي. وقال الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي:"لم نواجه منذ البداية أي مشكلة مع مفتشي الوكالة"، في وقت يتوقع ان يطرح الاجتماع التالي لمجلس محافظي الوكالة، والمقرر في فيينا في 24 الجاري، مسألة إحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الامن. واكد آصفي ان ايران لن تتنازل عن حقها النووي،"فيما لا ترى أبواباً مقفلة امام المحادثات والتفاوض مع الاطراف كافة، وبينها تلك التي قدمت الى طهران عروضاً بالمشاركة في عمليات التخصيب وآخرها العرض الروسي الذي سندرسه في حال وضع على طاولة البحث".لكن آصفي اشار الى ان العرض الافضل بالنسبة الى ايران"هو ما اقترحه الرئيس احمدي نجاد عبر الدعوة الى انشاء شركة كونسورسيوم مشتركة مع الدول الغربية". ويضمن ذلك تخصيب اليورانيوم واستخدام الوقود النووي على الاراضي الايرانية بخلاف الطرح الروسي القاضي بتخصيب واستخدام الوقود على الاراضي الروسية عبر شراكة ثنائية. وجاء ذلك غداة اقرار الحكومة اول من امس، مشروع دعوة الشركات الاجنبية الخاصة والرسمية، للمشاركة في البرنامج النووي الايراني، في اطار مناقصات ستوضع شروطها لاحقاً. واوصى آصفي وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي الذين يجتمعون اليوم في بروكسيل من اجل اعادة تقويم السياسة التي ينتهجها الاتحاد مع ايران في اعقاب قرار طهران استئناف برنامجها النووي وادلاء الرئيس نجاد بتصريحات مناهضة لاسرائيل، ب"ضرورة الاخذ في الاعتبار الاوضاع الدولية الراهنة واهمية منطقة الشرق الاوسط". وشدد على"اهمية مراعاة متطلبات بناء علاقات بناءة بعيداً عن التدخل في الشؤون الداخلية لايران او التفكير في اي تحرك سلبي تجاهها". ولاحقاً، دعت ايران لاستئناف المحادثات النووية مع الترويكا الاوروبية المؤلفة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وذلك في خطاب وجهته الى بريطانيا. واشار آصفي الى التوجيهات التي قدمها الرئيس نجاد في زيارته الاخيرة الى وزارة الخارجية، على صعيد ضرورة الموازنة بين العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الدول الاجنبية، في وقت زاد الحديث عن امكان خفض العلاقات الاقتصادية معها بناء على مواقفها السياسية. وهو نفى دخول ايران في ازمة دولية، ووصف الموقف الايراني بأنه"غير متأزم". على صعيد آخر، اعلنت طهران أن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان أرجأ زيارته الى البلاد بعد"اتفاق مشترك بين الجانبين يهدف الى عقد المحادثات في جو مناسب ويضمن تحقيق افضل النتائج". وكان الناطق باسم المنظمة الدولية ستيفان دوجاريك اوضح أن الغاء زيارة انان المقررة سابقاً من 11 الى 13 الجاري ضمن جولة تشمل مصر والسعودية وتونس وباكستان، هدفت الى تجنب"الجدل الدائر"في شأن دعوة الرئيس نجاد إلى محو إسرائيل عن الخريطة.