طغت على قمة رؤساء دول الأميركيتين في منتجع مارديل بلاتا الارجنتيني، خلافات حادة حول إقامة منطقة للتبادل الحر. راجع ص7 ويتوقع ان يركز الزعماء في اجتماعاتهم على كيفية استفادة 200 مليون فقير في أميركا اللاتينية من الطفرة الاقتصادية وتعزيز الديموقراطية من خلال تأمين المزيد من فرص العمل. وكانت القمة افتتحت على وقع التظاهرات وأعمال الشغب، احتجاجاً على مشاركة الرئيس الأميركي جورج بوش. واستُهدفت مصارف فرنسية واسبانية وبنك بوسطن، فضلاً عن مطاعم أميركية للوجبات السريعة مثل"ماكدونالدز"و"بيرغر كينغ". وتعرضت المتاجر التي تحمل أسماء أجنبية مثل مخبز"اديلفايس"لهجمات من متظاهرين ملثمين، فيما رشق آخرون بالحجارة رجال شرطة شكلوا جداراً بشرياً أمام الفندق الذي افتتحت فيه القمة، اضافة الى العوائق التي"عزلته"عن الحشود. وأفيد عن سقوط أكثر من 20 جريحاً في صدامات مع الشرطة التي اعتقلت 87 شخصاً، وأطلقت قنابل مسيلة للدموع وأعيرة مطاطية لتفرق المتظاهرين، بينما أضرب العاملون في المؤسسات العامة في أنحاء الأرجنتين احتجاجاً على محاولات واشنطن المستمرة اقامة منطقة التجارة الحرة بين الأميركيتين. واندلعت أعمال العنف عقب تجمع سلمي نظم في استاد رياضي في مار ديل بلاتا، حيث أكد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، ألدّ أعداء بوش، في كلمة ألقاها"ان الخطة المدعومة من الولاياتالمتحدة لإقامة منطقة التجارة الحرة قضت نحبها". أما ميغل إنسولزا الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية فأكد أن هناك شروطاً مسبقة من الواجب توافرها لبدء أي حملة فاعلة ضد الفقر، تتمثل في تحقيق نمو اقتصادي واعتماد موازنات تخضع للضوابط وتطبيق نظام اقتصاد السوق الحرة. لكن قادة الدول المشاركة في القمة اختلفوا على كيفية تحقيق هذه الأهداف. ففيما تدفع الولاياتالمتحدة والمكسيك في اتجاه اقامة منطقة تجارة حرة تمتد من كندا شمالاً حتى الارجنتين جنوباً، وتنفذها واشنطن تدريجاً من خلال اتفاقات اقليمية مع بلدان في أميركا الوسطى وغيرها، تتخذ بلدان ذات ثقل كبير مثل البرازيلوالارجنتين وفنزويلا موقفاً معارضاً لهذا التوجه.