وصل الرئيس الاميركي جورج بوش الذي يواجه فضيحة سياسية في بلاده، الى الارجنتين الخميس للمشاركة في قمة الدول الاميركية على امل تحسين صورة الولاياتالمتحدة المشوهة في اميركا اللاتينية وتعزيز التجارة الحرة. ويتوقع ان تلقي التوترات الاميركية - الفنزويلية والاحتجاجات على بوش أمس الجمعة بظلالها على جدول اعمال القمة التي تتركز على التجارة ومحاربة الفقر. ونشر نحو ثمانية الاف عنصر من قوات الامن في منتجع مار ديل بلاتا حيث تقام القمة، فيما يتوقع ان يحتشد الآلاف في تظاهرة معادية لبوش يقودها نجم كرة القدم الارجنتيني السابق دييغو مارادونا. ويلقي الرئيس الفنزويلي هوغو شافير، المنتقد لسياسات الولاياتالمتحدة، كلمة في قمة مضادة اطلق عليها اسم «قمة الشعب» ينظمها المحتجون. ومن غير المتوقع ان يجري بوش وشافيز محادثات وجها لوجه في القمة. وقال نيلسون كاننغهام، مستشار الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون لشؤون اميركا اللاتينية، انه يخشى من ان تكون القمة محدودة «بمواجهات بين بوش وشافيز، وهو الامر المرجح ان يحظى باهتمام وسائل الاعلام، حيث ان للولايات المتحدة عددا قليلا من الحلفاء في تلك المواجهة». وفيما اكد مستشار الامن القومي ستيفن هادلي ان القمة «لا تتمحور حول هوغو شافيز» قلل مسؤولون اميركيون اخرون من حدة الخلافات بين البلدين. وقال توم شانون الدبلوماسي الاميركي البارز «ان حكومة كل من الولاياتالمتحدة وفنزويلا لديهما رؤية مختلفة جدا بالنسبة لهذا الجزء من العالم.. وعليه فمن الصعب تخيل حوار مثمر عندما تكرر حكومة فنزويلا نواياها السلبية بشأن القمة وعداءها الشخصي تجاه الرئيس». واشار شانون الى ان بوش سيعمل خلال القمة على «برنامج ايجابي» لخلق الوظائف «ومساعدة الفقراء وعلى اشراك الجماعات التي عادة ما تكون مهمشة في الحياة الاقتصادية في بلادهم». واضاف «نرى انه من اجل ان تحصل المنطقة على النمو الذي تحتاجه والبدء في معالجة بعض المشاكل الاجتماعية.. فانها بحاجة الى قاعدة تجارية اقوى». ويرغب المسؤولون الارجنتينيون من الزعماء المشاركين في القمة التي تجري يومي الجمعة والسبت، التركيز على سبل القضاء على الفقر وخلق الوظائف، الا ان التجارة الحرة ستحتل مكانا بارزا كذلك على جدول اعمال القمة. وتأمل الولاياتالمتحدة في انعاش محادثات منطقة التجارة الحرة في الدول الاميركية التي اقترحت في اول قمة عام 1994. الا ان دول اميركا اللاتينية منقسمة على نفسها بشأن تلك المسألة. وقال مصدر مقرب من المفاوضين الارجنتينيين ان «كل بلد او مجموعة من البلدان تتشبث بمواقفها ولا احد مستعد للتزحزح عن موقفه». وترغب المجموعة التي تقودها الولاياتالمتحدة والمؤلفة من كندا والمكسيك وتشيلي وكولومبيا ودول الكاريبي في ان يتضمن البيان الختامي للقمة موعدا لجولة جديدة من محادثات منطقة التجارة الحرة في عام 2006. الا ان المجموعة المقابلة المؤلفة من البرازيل والارجنتين والاورغواي وبراغواي ترفض تحديد موعد وتقترح بدلا عن ذلك اصدار بيان عام عن التكامل الاقتصادي. ومن جانبه تعهد شافيز، الحليف المقرب من الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، ب «دفن» مشروع منطقة التجارة الحرة. ولن يحضر كاسترو القمة. وسيعلن المشاركون في القمة عن سلسلة من الالتزامات لمكافحة الفقر والبطالة. وتستمر زيارة بوش الذي ترافقه زوجته لورا، للارجنتين حتى الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر ثم ينتقل الى البرازيل في السادس منه حيث يلتقي الرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا ومنها الى بنما في السابع منه حيث يلتقي الرئيس مارتن توريخوس. وتأتي زيارته وسط فضيحة سياسية في بلاده بعد استقالة لويس ليبي رئيس مكتب نائب الرئيس ديك تشيني عقب اتهامه بالكشف عن هوية عميلة سرية في السي. اي. ايه.