طلب قاضي التحقيق العسكري الاميركي الكولونيل باتريك رينرت أمس إحالة جندي اميركي امام المحكمة العسكرية بتهمة قتل ضابطين اميركيين في حزيران يونيو الماضي في قاعدة اميركية في العراق، موصياً بإنزال أقصى عقوبة بحق المتهم وهي الاعدام. واتخذ القاضي هذا القرار غداة استماعه لشهود في معسكر عريفجان الاميركي جنوب العاصمة الكويتية. والسرجنت البرتو مارتينيز، من فوج المشاة الثاني والاربعين، متهم بقتل ضابطين اميركيين هما الكابتن فيليب اسبوسيتو واللفتنانت لويس الن اللذان قتلا في هجوم بقنبلة يدوية في السابع من حزيران، حيث كان الثلاثة يتمركزون في تكريت شمال بغداد، في أول جريمة من نوعها منذ غزو العراق عام 2003. ويواجه مارتينيز، المحتجز حاليا في الكويت، امكان الحكم عليه بالاعدام اذا ما ثبتت ادانته، وهو متهم بقتل احد الرجلين مع سبق الاصرار والتصميم. وقال رينرت في توصياته غير الملزمة بأنه وجد"عناصر خطر اضافية"قد تسمح بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم السارجنت البرتو مارتينيز. وأضاف:"أوصي بأن تكون المحاكمة عسكرية عامة". وأضاف:"لم يثبت أن المتهم لم يكن في كامل قواه العقلية وقت وقوع الجريمتين. هناك من الاسباب المعقولة التي تدعو للاعتقاد بأنه المتهم ارتكب تلك الجرائم المنسوبة اليه. وهناك سبب معقول يدعو للاعتقاد بأن لديه الدافع والفرصة لارتكاب هذه الجرائم". وخلال التحقيق قال الادعاء ان المحاكمة لا بد أن تكون عسكرية بما أن الجريمة ارتكبت وقت الحرب، لكن الدفاع خالفه الرأي قائلا ان الولاياتالمتحدة ليست منخرطة في أعمال قتالية في العراق. وذكر رينرت، الذي استمع الى شهادة تسعة جنود قدمهم الادعاء خلال التحقيق، أنه استند في توصيته الى عدة عوامل بما في ذلك استخدام لغم في منطقة محدودة، وأن الجريمة ارتكبت وقت الحرب وأن مارتينيز اتهم بارتكاب جريمتي القتل. كما أوصى رينرت باتهام مارتينيز بأربع تهم اضافية بما في ذلك استخدام سلاح من أسلحة الدمار الشامل ضد مواطن أميركي في الخارج والسرقة. وكان خبير في المعدات العسكرية قد تفقد موقع الانفجار وأبلغ التحقيق بأنه رصد بقايا لغم"كلايمور"في غرفة اسبوسيتو الى جانب آثار ثلاث قنابل يدوية. وتسمح رتبة اسبوسيتو له بالحصول على هذه الاسلحة. وأوضح الميجر ماثيو روزيكا، وهو خبير قانوني عسكري، أن الشهادات أظهرت أن اسبوسيتو كان قد أعفى مارتينيز من مهامه كسارجنت مسؤول عن الامدادات، وان العلاقة بينهما كانت متوترة. وسيوجه طلب قاضي التحقيق العسكري الى قائد القوة المتعددة الجنسية في العراق التي تقودها الولاياتالمتحدة، وهو الجنرال جون فينس الذي سيتخذ قراراً نهائياً بشأن احالته خلال شهر واحد. وسمح للصحافيين بمتابعة الوقائع التي جرت في الكويت بدلاً من العراق لاعتبارات أمنية من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة. وقاعدة عريفجان هي كبرى القواعد الاميركية الثماني في الكويت، ويتمركز فيها حاليا 12 ألف جندي اميركي. ودين سارجنت اميركي آخر اسمه حسن أكبر في نيسان ابريل بقتل ضابطين بإلقاء قنابل في خيمتهما واطلاق النار حين كانا في الكويت عشية غزو العراق عام 2003. وحكم على اكبر بالاعدام، وهو أول جندي أميركي يدان بقتل زميل له في الحرب منذ حرب فيتنام.