قال الناطق باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني حسين انتظامي بأن ايران جادة في استئناف الأبحاث النووية. وقال إن موضوع المحادثات بين ايران واوروبا يقتصر على التخصيب وان موضع الأبحاث النووية مستقل عن هذه المحادثات. وقال انتظامي في مقابلة مع وكالة الأنباء الايرانية ان موضوع الأبحاث النووية موضوع مستقل عن التخصيب وان الجمهورية الاسلامية الايرانية اطلعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاوروبيين على الأبحاث النووية قبل استئنافها يوم الثلاثاء الماضي. وحول الضجيج الاعلامي لبعض الدول حول استئناف الأبحاث النووية قال ان امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني قد اعلن نية ايران في استئناف ابحاثها النووية قبل رسالة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وحتى قبل بدء المحادثات بين طهران والترويكا الاوروبية في كانون الاول - ديسمبر من العام الماضي. وعد الناطق باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني بأن المشروع الروسي والمحادثات مع الاوروبيين والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ثلاثة مواضيع مختلفة ومن الممكن ان تكون بينها نقطة مشتركة ولكنها غير مرتبطة بعضها ببعض. واضاف أن علاقاتنا وتعاوننا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية مستقل عن المحادثات مع روسيا حول مشروعها بشان تخصيب اليورانيوم الايراني على الاراضي الروسية. واشار انتظامي إلى الاجتماع المقرر عقده في اذار - مارس القادم لمجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية واحتمال طرح ملف ايران في هذا الاجتماع وقال : يجب ان نفكر في الفترة المتبقية باتخاذ تدابير للمشاركة الجادة في هذا الاجتماع. إلى ذلك استاثرت قضية استئناف الأبحاث النووية الايرانية التي اثارت معارضة كبيرة بين المسؤولين في الولاياتالمتحدة واوروبا باهتمام الاوساط العلمية والسياسية والصحفية الايرانية وكان هناك اجماع في هذه الاوساط والمحافل بأن الأبحاث النووية حق مشروع لايران ولا يمكن لأحد منع ايران من ممارسة حقها المشروع. ويقول المحلل السياسي الايراني صادق زيبا كلام بأن استئناف الأبحاث النووية الايرانية قضية وطنية وان كافة الأوساط السياسية والعلمية والأحزاب والمجموعات السياسية متفقة على استمرار هذه الأبحاث وعدم الخضوع لمطالب الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي في وقف هذه الابحاث. ويضيف الدكتور صادق زيبا كلام الاستاذ في جامعة طهران بأن المحافظين والاصلاحيين والاصوليين وجميع فئات الشعب الايراني يدعمون استئناف الأبحاث النووية ولا ارى احدا يعارض هذه الأبحاث حتى الاشخاص الذين يعارضون النظام الاسلامي في ايران. ويقول الصحفي الايراني بهروز امير اكرمي ان العلماء الايرانيين لا يمكنهم الوقوف جانبا وانتظار الاوامر من البيت الابيض والاتحاد الاوروبي لان الأبحاث النووية حق للايرانيين ولا يمكن التنازل عن هذا الحق المشروع. ورأى هذا الصحفي بأن الصخب الاعلامي ضد ايران يستهدف ثني المسؤولين الايرانيين عن مواصلة الأبحاث النووية التي هي ركن اساسي في اي عمل علمي ينفع البلاد ولا يمكن وقفها مطلقا. ورأى هذا الصحفي ان ايران تقوم بالابحاث النووية على مرأى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وليس لدينا اي عمل ونشاط نخفيه عن اعين المفتشين الدوليين. ويقول عضو البرلمان الايراني الدكتور مهدي كوجك زادة لايحق لاحد التحدث إلى ايران بلغة القوة والتهديد وان يحرم الشعب الايراني من حقوقه النووية .مضيفا ان الاوروبيين فشلوا خلال السنوات العديدة الماضية من فرض ارادتهم على الشعب الايراني وها هم يقومون باطلاق التهديدات ضد الشعب الايراني . ويقول النائب في البرلمان الايراني جواد اريان منش ان على الايرانيين ان لا يصغوا لاحتجاج الاوروبيين على استئناف الأبحاث النووية بل عليهم ان يواصلوا ابحاثهم بكل قوة مضيفا بأن ايران سوف تكون في حل عن التزاماتها الدولية اذا ما احيل ملفها النووي إلى مجلس الأمن الدولي. وقال الاستاذ الجامعي الدكتور حسين آفريدة إن الأبحاث النووية الايرانية تستهدف استخدام الطاقة في المجالات الصناعية والزراعية ولا تهدف استخدامها لاغراض عسكرية. واضاف الاستاذ في مركز الأبحاث الزراعية والطبية النووية ان ايران بدأت بابحاث تخدم القطاع الزراعي ولا سيما تحسين زراعة القمح والرز والشعير والقطن والتمور. واعلن عن بناء مركز اشعاع نووي للاغراض الزراعية في محافظة خراسان شمال شرقي البلاد مؤكدا بأن هذا المركز بامكانه ان يطيل عمر المحاصيل الزراعية ويمنع تلفها كما اشار إلى ان الأبحاث النووية في مجال الكهرباء ستخدم البلاد وتقدم طاقة رخيصة للمواطنين وتخلص البلاد من ازمة طاقة محتملة مستقبلا. من جانبها دعت الخارجية الروسية طهران على لسان الناطق الرسمي باسمها ميخائيل كامينين إلى التريث وإعادة النظر في قرار استئناف أبحاثها النووية مركزا على ضرورة العودة إلى مائدة المباحثات والتعاون الكامل والواضح مع الوكالة لدولية للطاقة الذرية. وأوضح كامينين أن موسكو تتابع دراسة المقترحات الداعية إلى تحويل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي وعقد جلسة طارئة لدراسة آخر المستجدات والإجراءات الواجب اتخاذها. وعبر رئيس مجلس الشيوخ الروسي سيرغي ميرونوف عن موقف مماثل مرجحا تحويل هذا الملف إلى مجلس الأمن معتبرا أن خطوة كهذه باتت طبيعية حاليا رغم أن موسكو كانت تعارض هذا الاتجاه سابقاً إلا أن الأمر تغير بعد أن فكت طهران أختام الوكالة عن مؤسسات الأبحاث النووية مما يستدعي الأسف. وذكرت مصادر إعلامية أن موسكو بدأت تعد الخطط اللازمة لترحيل رعاياها من إيران (حوالي ثلاثة آلاف فني وخبير) وذلك لتكون الأمور معدة في حال وصلت الأمور إلى اللجوء إلى حل عسكري. وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف قد عبر عن مخاوفه وقلقه لما آلت إليه الأوضاع بشأن الملف النووي الإيراني معبرا عن أمله في أن لا تصل الأوضاع في نهاية لمطاف إلى الحلول العسكرية، ونفى ايفانوف الأنباء التي أشارت إلى أن موسكو تعبيرا عن امتعاضها من لواقف الإيرانية أوقفت مباحثاتها مع طهران لعقد صفقات لتوريد صواريخ مضادة للصواريخ من نوع أس 300 مشددا على أن مثل هذه الباحثات غير موجودة أساسا ولا صحة لوجود وفد روسي في طهران لهذا الغرض. واعتبر وزير الخارجية الروسية سيري لافروف تصريحات محمود أحمدي نجاد بشأن شارون وتمنياته له بالموت بأنها غير مقبولة وغير لائقة منوهاً بأن مثل هذه المواقف ليست جديدة على طهران. وترى معظم التعليقات الروسية أن مثل هذه التصريحات تعمق من مخاوف المجتمع الدولي حول النوايا الحقيقية لإيران في مساعيها لمتابعة برامجها النووية. من جهة ثانية أوضح رئيس الوكالة الذرية الروسية الجديد سيري كيرينكو أن باب الحوار لم يقطع بعد وأن الحل السياسي للأزمة ما زال واردا مؤكدا أن المقترح الروسي بإنشاء مؤسسة مشتركة مع إيران لتخصيب اليورانيوم مازال قائما أيضاً وسعي موسكو في هذا لاتجاه هو مساهمة لتكريس الحل السياسي. ٭ في برلين استبعد الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا في مقابلة مع صحيفة المانية تنشر اليوم «الاحد» بشكل قاطع الحل العسكري للخلاف مع ايران حول المسالة النووية. وقال سولانا للصحيفة الشعبية الصادرة اليوم الاحد «بيلد ام سونتاغ» ان «التحرك العكسري ضد ايران غير وارد». واوضح سولانا ان قرار الاوروبيين اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لا يعني «اطلاقا وقف المفاوضات» مع ايران، داعيا طهران إلى اقناع الاسرة الدولية بالطبيعة السلمية لبرنامجها النووي اثر استئنافها الثلاثاء نشاطات الأبحاث حول تخصيب اليورانيوم. واعتبر ممثلون عن الترويكا الاوروبية (المانيا وفرنسا وبريطانيا) الخميس ان الوقت حان «لاشراك مجلس الأمن لتعزيز سلطة قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وقد ايد الرئيس جورج بوش هذا الموقف يوم الجمعة. وقال سولانا «اننا نبذل الجهود حاليا للتوصل إلى حل دبلوماسي» مشيرا إلى انه «ينبغي ان لا نطلق التكهنات حول عقوبات محتملة لا تشكل جزءا من النقاش في الوقت الحاضر». ومن المتوقع ان يتشاور الاوروبيون والاميركيون (الاثنين) في لندن مع الروس والصينيين حول دعوة مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية للانعقاد بشكل طارئ وشروط احالة الملف الايراني على مجلس الأمن الدولي. وهددت ايران (الجمعة) بوقف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال احيل ملفها النووي على مجلس الأمن الدولي، مؤكدة انها لن تتنازل قيد انملة عن موقفها في هذا الموضوع.