سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الحكومة دافع عن "حزب الله" مطالباً بالضغط على اسرائيل لتحقيق المطالب اللبنانية : السنيورة : لبنان كان وسيظل جاراً جيداً لسورية سولانا : كل دعمنا للاستقرار والاستقلال والاصلاح
أكد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، أن زيارته لبنان"لتأكيد التزام الاتحاد الأوروبي وتعاونه مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ودعمه"، معلناً"أننا نريد أن نبرهن للبنان عن دعمنا وتمنياتنا بحصول علاقات قوية، سواء من الناحية السياسية أو من الناحية الاقتصادية بين لبنان والاتحاد الأوروبي". وأضاف سولانا بعد وصوله إلى مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري في زيارة إلى بيروت استمرت ثلاث ساعات ونصف الساعة واقتصرت على زيارة السرايا الحكومية، في إطار جولة يقوم بها في المنطقة، أن"موقف الاتحاد الأوروبي معروف وهو دعم كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، والقرار 1636 واضح في هذا المجال وهو طلب التعاون من قبل سورية مع رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الحريري القاضي ديتلف ميليس". وعقد سولانا اجتماعاً موسعاً مع السنيورة، حضره السفير البريطاني جيمس واط ووزير الخارجية فوزي صلوخ، وتلاه مؤتمر صحافي مشترك. وأوضح السنيورة أن سولانا"يأتينا للتعبير عن دعم المجموعة الأوروبية والاتحاد الأوروبي للبنان ولاستقلاله ولسيادته ولدعم البرامج الإصلاحية التي يقوم بها لبنان في هذه الآونة، وأيضاً للتعبير عن التزام الاتحاد الأوروبي بالسير بمؤتمر أصدقاء لبنان الذي سيعقد في مطلع العام المقبل". وأكد سولانا"أن لبنان لديه كل الدعم من الاتحاد الأوروبي، من أجل استقراره واستقلاله وللعملية السياسية فيه وبرنامجه الاقتصادي الإصلاحي". وقال:"في المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي سيعقد في بيروت أوائل السنة المقبلة، بالإضافة إلى مؤتمر برشلونة الذي سيعقد أواخر تشرين الثاني نوفمبر الجاري، سنواصل المشاورات والمحادثات بطريقة صريحة وبناءة حتى يصل لبنان إلى ما تريده الأكثرية، دولة حرة مستقرة ومزدهرة تتمتع بالحوار الوطني وبالازدهار الذي يستحق"، مطالباً"بقوة أن تطبق كل القرارات الدولية". وعن حديث الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن عقوبات ستفرض على سورية ما لم تتعاون مع اللجنة الدولية، رد سولانا:"قال شيراك ما يشعر به في صميم قلبه فهو صديق مقرب جداً من بلدكم وبرهن عن ذلك في مناسبات عدة"، وأضاف:"لا أستطيع أن أفهم كيف أن بلداً جاراً للبنان كسورية يقول إن الحكومة اللبنانية تعمل ضد سورية وهذا أمر غير صحيح". ورداً على سؤال، أكد السنيورة أن"انسحاب بعض الوزراء من جلسة المجلس أول من أمس هو عملية إجرائية، وهذا حق لأي وزير". وأضاف:"لبنان كان دائماً وسيظل جاراً جيداً لسورية ولن يكون على الإطلاق ضدها استناداً إلى ما تعهد به اثنان من رؤساء الوزراء اللبنانيين الأول رياض الصلح رحمه الله عندما قال لبنان لن يكون للاستعمار ممراً ولا مقرا، والرئيس الحريري عندما قال لبنان لا يحكم ضد سورية ولا يحكم من سورية"، موضحاً أن"موقف حزب الله وحركة أمل كان بناء على رغبة بأن يتاح لهما مزيد من التفكير لدراسة هذا الخطاب، ولكن طبيعي كان يفترض أن يكون الكل اطلع عليه ولكن هذا الموقف كان للتعبير عن وجهة النظر هذه ولم يكن انسحاباً من الحكومة على الإطلاق". وأكد السنيورة أن هجوم الرئيس السوري بشار الأسد ضده"لن يجعلنا أكثر تمسكاً بالعروبة ولا أقل"، مضيفاً:"هذا الكلام نمر عليه ولا ننظر إلى الوراء ودائماً أعيننا مسلطة على أمر واحد كيف نعزز العلاقات بيننا وبين سورية لكي تكون علاقات صحية وصحيحة ومبنية على الاحترام المتبادل والندية بالتعامل بين البلدين، بلدين مستقلين جارين ينتميان إلى الأمة العربية نفسها". وعن وجود حسابات لبعض الوزراء خارجة عن السياق الحكومي والوطني، قال السنيورة:"نحن دائماً في عملنا ننظر إلى الأمام وليس إلى الخلف. وهنا أستعين بقول شعري: بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام". وقبيل مغادرته السرايا التقى سولانا وفداً من عائلات الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية: سمير القنطار ويحيى سكاف ونسيم نسر، وسلمته مذكرة دعت الاتحاد الأوروبي الى ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لاستمرار احتجاز لبنانيين والتكتم عن مفقودين لأغراض المساومة والمقايضة. ونقل بسام القنطار شقيق سمير عن سولانا"تأكيده أن الاتحاد الأوروبي يسعى بكل الوسائل من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط، وأكد التفهم لمشاعر العائلات ومعاناتهما، وانه ينظر إلى هذه القضية"من بعدها الإنساني". وعلمت"الحياة"ان السنيورة اثار مع سولانا جملة مطالب في سياق الحديث عن القرار 1559، منها استمرار اسرائيل في احتجاز الاسرى اللبنانيين في سجونها مطالباً بالإفراج عنهم وسائلاً عن مبرر ابقائهم في السجن؟ كما اثار امتناع اسرائيل عن تسليم الجانب اللبناني ما تبقى من خرائط حقول الألغام في الجنوب ومسألة بقائها في مزارع شبعا مطالباً المجتمع الدولي ببذل جهد كي تنسحب منها، معتبراً ان الحجة القائلة انها سورية لا تبرر استمرار احتلالها. وليترك الامر بعد الانسحاب للبلدين كي يتوافقا عليها. وأوضح السنيورة لسولانا ان قضية سلاح"حزب الله"ليست قضية بضعة آلاف من المسلحين، فالحزب يمثل شريحة كبيرة ومهمة في المجتمع اللبناني"ونحن مع الالتزام بقرارات الشرعية الدولية لكن الامر يحتاج الى حوار داخلي يأخذ في الاعتبار اوضاع لبنان الداخلية". وأكد له ان الامين العام لپ"حزب الله"السيد حسن نصرالله يطرح نقاطاً عدة منها الثلاثة المذكورة اعلاه اضافة الى الضمانات في شأن حماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية". فلماذا لا تبدأون بمعالجة هذه المطالب. ولماذا تتواصل الخروقات الاسرائيلية للأجواء والحدود اللبنانية وكيف نطمئن الناس الى أمنهم بمن فيهم الفلسطينيون في ظل استمرار هذه الخروقات؟". وعلمت"الحياة"ان البحث تناول ايضاً العلاقة بين لبنان وسورية فأكد السنيورة للمسؤول الاوروبي ان"علاقتنا بسورية ستبقى خاضعة لمنطق العلاقة الخاصة والمصالح المشتركة فهم جيراننا ولدينا معاً تاريخ مشترك وهذه القواعد لن تتغير مهما كانت المواقف التي نسمعها"، مشيراً الى خطاب الرئيس الاسد. وشدد السنيورة مع سولانا على ضرورة عدم الاكتفاء بسياسة الحزم في معالجة مشكلة الارهاب في المنطقة، داعياً الى جهد جدي اكثر للوصول الى حل عادل للقضية الفلسطينية لأنه يساهم في تراجع موجة الارهاب في المنطقة. السنيورة والسفراء العرب وكان السنيورة أكد خلال استقباله عدداً من السفراء العرب في السرايا الحكومية أمس، أن"موقف لبنان كان وسيظل متمسكاً بثوابته العربية وعلاقته مع سورية"، وأوضح أن"الجميع متضامن مع لبنان"، مبلغاً السفراء الموقف اللبناني الذي اتخذه مجلس الوزراء في جلسته مساء أول من أمس،"هذا الموقف الرافض لمضمون خطاب الرئيس السوري بشار الأسد وما ورد فيه من تهجم على الدولة ومجلس النواب والحكومة". والتقى السنيورة سفراء: المملكة العربية السعودية عبد العزيز الخوجة والكويت علي سليمان السعيد ومصر حسين ضرار والأردن حسني أبو غيدا ودولة الإمارات العربية محمد سلطان السويدي والجزائر ابراهيم الحاسي بن عودة.