قبل عشر سنوات، كانت شركات الإنتاج الغنائية منتشرة في شكل كبير في العالم العربي. أما اليوم، فالصورة اختلفت، ولا تشهد الساحة الفنية سوى سيطرة"روتانا"التي تضم أكثر من مئة فنان، فيما باتت الشركات الكبرى مهمشة، أو صغر حجمها لتضم على الأكثر 10 فنانين. وسابقاً، كانت شركات مثل"ريلاكس إن"و"ميوزيك ماستر"و"ميغا ستار"و"عالم الفن"و"ميوزيك بوكس"و"الخيول"وغيرها، تنتج ألبومات الكثير من الفنانين، وتضم تحت خيمتها أبرز نجوم الغناء العربي من راغب علامة وجورج وسوف ونوال الزغبي وعمرو دياب ومحمد فؤاد وأنغام وسميرة سعيد وميادة الحناوي وآخرين. لكن مع تأسيس شركة"روتانا"التي انطلقت مع المطربة نجوى كرم عام 1994 في البوم"أنا ما فيّ"، بدأت الشركة تكبر وتسحب البساط من تحت أقدام الشركات الأخرى، حتى باتت تضم اليوم أكثر من 109 مطربين حسب آخر تصريحات المدير العام للشؤون الفنية في الشركة سالم الهندي. وأمام زحف المطربين نحو"روتانا"، فرغت الشركات الإنتاجية الأخرى من الأسماء اللامعة التي كانت تتعاون معها ولم يبق منافساً على الساحة إلا شركة"عالم الفن"لصاحبها المنتج محسن جابر. وانهارت هذه المنافسة عندما أخذت"روتانا"تسحب أهم الفنانين المتعاقدين مع"عالم الفن"، وأهمهم عمرو دياب الذي شكل انسحابه من"عالم الفن"إلى"روتانا"صفعة قوية لمحسن جابر حتى أن الأمور وصلت بين دياب وجابر إلى أروقة المحاكم إلى أن حلّت المشكلة بدفع البند الجزائي المترتب على عمرو دياب"لعالم الفن"، ثم تلاه انسحاب أنغام وإيهاب توفيق ومحمد فؤاد... ووصل الأمر إلى أن امتلكت"روتانا"نسبة60 في المئة من"عالم الفن"... ومع انعدام المنافسة بين الشركات بدأت صيحات المطربين المنضمين إلى"روتانا"تعلو، وأعلنت تصريحات ساخنة لعدد من النجوم الذين يشكون من إهمال"روتانا"لهم وانحسار دعمها لعدد قليل... وبين انتقادات وتصريحات ذاك، علمت"الحياة"أن شركة"ميلودي ميوزيك"التي يملكها رجل الأعمال المعروف نجيب ساواريوس، والتي بدأت تخوض تجربة الإنتاج مع عدد من المغنين المبتدئين بينهم جاد شويري، دعت كل المطربين المصريين الذين يعانون الإهمال من"روتانا"الى الانضمام إليها. لكن المفاجأة كانت مسارعة المطربين اللبنانيين إلى الشركة، بدلاً من المصريين. البداية كانت مع وليد توفيق الذي وقع عقداً مع"ميلودي ميوزيك"بعد خلافه مع سالم الهندي وپ"روتانا". كما ترددت أخبار عن نية توقيع المطرب عاصي الحلاني عقداً مع هذه الشركة، إضافة إلى المطربة جوانا ملاح التي أبرمت أيضاً عقداً مع الشركة المذكورة... وأخبار أخرى تتحدث عن أن المطرب كاظم الساهر، وبعد انتهاء عقده مع"روتانا"، سينضم أيضاً إلى"ميلودي ميوزيك". ترى هل تنتبه"روتانا"إلى ما يدور حولها، أم إن مخزونها الفني يكفي حتى لو فقدت عشرين مطرباً مرة واحدة.