شهدت العاصمة اللبنانية بيروت أول من أمس حدثاً فنياً جمع أهل الفن والصحافة بالمطرب العربي عمرو دياب وممثل شركة "روتانا" للمرئيات والصوتيات سالم الهندي. المناسبة كانت انضمام دياب إلى أسرة "روتانا". بدا اللقاء أضخم من الحدث وفق عمرو دياب. وهذا ما جعل أحد الصحافيين يتساءل عن إصرار الشركة على إقامة مؤتمر عن انضمامه اليها، في حين أن الكثير من الفنانين ينتقل سنوياً إليها، من دون ضجّة تذكر. كما طرح تساؤل آخر عن سبب اختيار بيروت للاعلان - وليس دبي أو القاهرة - عن الحدث السعيد؟ بدأ المؤتمر الذي نقل مباشرة من فندق "المومفبيك" على قناة "أرت" للموسيقى التي باتت تملكها شركة "روتانا"، بكلمة ترحيب من المذيعة اللبنانية جومانا بو عيد التي اعتبرت المذيعة اللبنانيّة في تقديمها، أن دياب "ماركة مسجلة على خريطة الفن كنجم انطلق من قاعدة، ومحطات ثابتة أطلقت نجوميته في الشرق والغرب... بل ان نجوميته العربية سحبت وهج النجوم الغربيين". ورحب ممثل شركة "روتانا" بالضيف "العزيز الذي "بات بأدائه المنفرد وموسيقاه المميزة سفيراً للغناء العربي". أجوبة تفتح نقاشات جديدة أسئلة كثيرة طرحت خلال اللقاء... وقدمت إجابات عدّة حسمت النقاش، وإجابات أخرى فتحت أبواباً لنقاشات جديدة وتساؤلات كثيرة. بدا دياب في بعض الأسئلة مقنعاً وحاسماً، ولجأ في اجابات أخرى إلى خفة الظل كوسيلة للتقرب من الصحافيين وللتهكم على الأسئلة الاتهامية. أوضح أن المطربين العرب بحاجة إلى قوة الدعم، وانه شخصياً لا يحب التغيير، إلا انه قرر الانتقال إلى "روتانا"، لأن السوق يتطلب ذلك. ولاحظ أن نظام الشركات الكبرى التي تضم عدداً كبيراً من النجوم، تقليد شائع على المستوى العالمي، ومثل تلك الشركات تضع خبرتها في خدمة الفنانين. وعن علاقته بمحسن جابر والتعاون بينهما، أكد المطرب انه باق لآخر السنة الحالية مع "عالم الفن"، وملتزم كل شروط العقد. فقناة "مزيكا" التي يملك فيها دياب اسهماً ويملكها محسن جابر ما زالت قائمة. ونفى دياب أن يكون عدم نجاح ألبومه الأخير وراء تركه شركة "عالم الفن". وأكّد أنّه لا يعتبر الألبوم المذكور دون المستوى المطلوب، بل انه نمط جديد يواكب فيه الموسيقى التي تفتح أبواباً على السوق العالمي. وأضاف: "من الممكن ألا تكون هذه الموسيقى رائجة اليوم، إلا أنها ستصبح على الموضة بعد اشهر قليلة". وأكد دياب أنّه مطمئن إلى كون محسن جابر لن يهمل الألبوم الأخير، "لأنه أخ ومش من طبعه أن يعمل كده". وبدا دياب حاسماً في مسألة تغيير مظهره، اذ رفض اتهامه بالتقليد الأعمى للغرب، وأشار إلى أن هاني شاكر يلبس الطقم الكلاسيكي من بنطلون وجاكيت وهما زيّ غربي... فلماذا لا يتهم هاني شاكر بتقليد الغرب؟! وأكد انه لا يبتكر شيئاً بل يواكب الموضة. وعن مظهره الأخير، أكد دياب أن كل ما قيل عن شعره الطويل كان كلاماً فارغاً! من ناحية أخرى، يبدو واضحاً أن الفنان يولي اهمية خاصة لمنطق السوق، وقوانين العرض والطلب. ذلك لا ينطبق على الموسيقى التي ينتقيها، والمظهر الذي يختاره فحسب، بل على اختياره للدويتو. فهو لا يقيم دويتو على مبدأ الصداقة، إنما وفق خطة تقتضي بتبادل المعجبين بين الطرفين، ويعتبره وسيلة لفتح أسواق جديدة لهما في الخارج. من هذا المنطلق، يرى عمرو دياب أن العالمية تعني الدخول إلى أي بلد جديد غير عربي، مشيراً إلى انه يشعر بالغيظ عندما يمشي في أي بلد غربي فلا يعرفه الجمهور. وأنكر دياب بإصرار أنّه يهمل الصحافة، بل اشار الى أهميتها معتبراً اياها سنداً اساسياً للفنان. وبعد أسئلة الصحافيين، وقع دياب والهندي العقد، وفشلت جهود المصورين والصحافيين وحتى المقدمة في معرفة العرض المالي الذي تلقاه دياب من "روتانا". لبّى مذيعات الفضائيّات والجدير ذكره أن عمرو دياب حرص على الإجابة عن كل الأسئلة. وعمل مراراً على إعادة قراءتها بدقة قبل الاجابة. وفي الكوكتيل، شدد الفنان على التجاوب مع "استغاثات" مذيعات القنوات الفضائية اللواتي أسرفن في الاعتناء بأناقتهنّ للمناسبة. وعمل على تخصيص وقت لإجراء حوار مع كل واحدة منهن. فتحول المؤتمر بفضلهن إلى حلبة حولت المنافسة من إعلامية إلى شخصية. فلهثت كل مذيعة لنيل بركة المطرب الأكثر شهرة في العالم العربي. وكشف كلّ من تابع وقائع المؤتمر، حرص دياب على التجاوب مع الانتقادات حتى عندما تظاهر بتجاهلها... هل السمات الجديدة التي ظهر فيها عمرو دياب تتعلق بخطة جديدة ترافق انتقاله إلى "روتانا"؟ وهل انتهت العلاقة المميزة التي كانت تربطه بمحسن جابر فعلاً؟ أم أن الأيام المقبلة ستكشف أن المسألة مجرد انتقال من شركة إنتاج إلى أخرى... وأن العلاقة الحميمة التي تربط بين الطرفين لم تنته بعد؟