سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سكان يحفرون بأيديهم بحثاً عن أطفالهم وجثث لا تجد أحياء يتعرفون عليها . القيادة الباكستانية : ضاع جيل بكامله في المناطق الأكثر تضرراً . رئيس وزراء كشمير مهجر في خيمة : أصبحت زعيماً لمقبرة جماعية
لم يجد اسكندر حياة خان رئيس وزراء الشطر الباكستاني من كشمير انسب من وصف نفسه ب"رئيس وزراء مقبرة جماعية"، للتعبير عن حجم الكارثة التي حلت في منطقته نتيجة الزلزال الذي ضرب المنطقة، فهو يسهر على حطام العاصمة المدمرة مظفر آباد من خيمة يبيت فيها منذ الكارثة، شأنه شأن سائر مواطنيه. راجع ص 7 ومن خيمته التي نصبها خارج مقر إقامته، قال رئيس وزراء"آزاد كشمير"كشمير الحرّة التابعة لباكستان:"إنها أكبر كارثة طبيعية. شلّت كشمير بالكامل". وأضاف:"قضينا اليومين الماضيين إما بالحفر بحثاً عن جثث وإما بالحفر لدفنها. تحوّلت كشمير إلى مقبرة". ويعيش الناجون في هذه المنطقة من الهيمالايا في قلق من مرحلة ما بعد الكارثة الطبيعية. وكان مساعدو خان أقنعوه بمغادرة مقره خوفاً من انهياره، بعدما انهار مبنى البرلمان المحلي بكامله. ويعتبر دفن الموتى وتأمين مساكن للمشردين من أولويات السلطات المحلية في انحاء باكستان التي باتت إداراتها عاجزة بعدما تدمرت البنى التحتية ووسائل النقل والاتصال فيها. وقدّر حجم الضحايا بأكثر من 20 ألفاً في كشمير وحدها، من دون احتساب الحصيلة في سائر انحاء البلاد وخصوصاً الاقليم الشمالي الغربي المنكوب. وارتفعت التقديرات لعدد الضحايا في باكستان الى ما بين ثلاثين وأربعين ألف قتيل اضافة الى ستين الف جريح. وقال اللواء شوكت سلطان الناطق باسم القيادة الباكستانية:"ضاع جيل بكامله في المناطق الأشد تضرراً، وكان العدد الأكبر من الضحايا بين أطفال المدارس". وأضاف:"ينتشل رجال الإنقاذ جثث أطفال، غير أنه لا يأتي من يتلقى الجثث، مما يشير إلى أن الآباء على الأرجح ذهبوا أيضاً ضحية الزلزال". وفي بالاكوت شمال غربي باكستان لم يكن الوضع افضل حالاً منه في كشمير، اذ عمد الأهالي إلى الحفر مستخدمين أيديهم بحثاً عن مئات الأطفال الذين دفنوا تحت انقاض ثلاث مدارس، بينها مدرسة قرآنية، انهارت بسبب الزلزال. ومع تضاؤل الأمل في العثور عليهم، وصلت مروحيات الجيش الباكستاني متأخرة، حاملة معدات وفرق إنقاذ، لتبدأ عمليات بحث ممزوجة بالأمل والخيبة. وأفاد سكان أن صراخ الأطفال الذي كان لا يزال يتصاعد من تحت الركام السبت، توقف مساء ذلك اليوم. وتعيش المناطق المنكوبة في ظلام دامس منذ يومين، بسبب تعطل شبكة الكهرباء. كذلك انقطعت مياه الشفة، فيما سجل تهافت المواطنين على المساعدات الغذائية بشكل فوضوي فور وصولها في مروحيات الجيش. وظهرت مخاوف من تفشي الأمراض والأوبئة، في حين تعرضت المناطق المنكوبة لأعمال نهب، فيما عرقلت الانهيارات الأرضية عمليات الإنقاذ في ظل اختفاء طرق وجسور بكاملها. ويرجّح المسؤولون أن يستغرق الأمر ستة أشهر قبل استكمال عمليات الإغاثة، فيما تأخذ الحرارة بالانخفاض مع حلول فصل الشتاء الصعب في شمال باكستان. لكن هذه الصورة المأسوية لم تخل من معجزات، اذ تمكنت فرق الإغاثة من انتشال طفل في السادسة من العمر وطفلة لم تتعد الرابعة من عمرها، وهما على قيد الحياة من تحت أنقاض مدرستهما في بالاكوت، في حين أنقذ فريقان دوليان طفلاً في الثانية عشرة من عمره. وفي إسلام آباد، أفاد مركز لعمليات الطوارئ أن من بين المفقودين في انهيار مبنيين سكنيين في العاصمة نتيجة الزلزال، أوروبيين وعرباً ويابانيين يناهز عددهم ال45 شخصاً.