سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحكومة الأفغانية والجيش الأميركي يرسلان مساعدات ومروحيات لعمليات الإنقاذ . الحكومة الباكستانية تلمح الى 30 ألف قتيل ومئات الآلاف محاصرون في مناطق "معزولة"
هبت دول عدة لتلبية نداء الرئيس الباكستاني برويز مشرف مساعدة بلاده في تجاوز"الكارثة الاكبر في تاريخها الحديث"، بعدما ناهز ضحايا الزلزال الذي ضرب مناطقها الشمالية، ال20 ألف قتيل. راجع ص7 ورفض المسؤولون في إسلام آباد تأكيد كلام وزير الاتصالات في الحكومة المحلية في كشمير الباكستانية طارق فاروق عن سقوط 30 ألف قتيل في تلك المنطقة وحدها، فيما انكشف النقاب عن كارثة أخرى في الاقليم الشمالي الغربي عاصمته بيشاور حيث افيد ان نحو مليون نسمة في العراء يفتقرون الى ابسط مقومات الحياة بما في ذلك مياه الشفة. وقال رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز ان مناطق عدة في كشمير شمال شرقي والشمال الغربي باتت معزولة تماماً عن العالم الخارجي، نظراً الى انقطاع الطرق المؤدية اليها، وافتقار الجيش الباكستاني الى مروحيات للقيام بهذه المهمة. وأعلن عزيز في مؤتمر صحافي ان القوات الاميركية الموجودة في افغانستان المجاورة، وعدت بإرسال مروحيات من طراز"شينوك"لمساعدة سلاح الجو الباكستاني، على ان تصل هذه المروحيات اليوم. وقال ان فرق الانقاذ احصت حتى الآن 19369 جثة لضحايا الزلزال الذي بلغت قوته 7.6 درجات على مقياس ريختر المفتوح. واعترف بأن الحصيلة النهائية قد تناهز ال30 ألف قتيل، نظراً الى استحالة الوصول الى بعض المناطق النائية المتضررة. وأكد عزيز ان بلاده في حاجة الى مساعدات مادية كبيرة لإعادة بناء الطرق والمساكن التي دمرها الزلزال، مشيراً الى ان حكومته خصصت مساعدات عاجلة بقيمة مئة مليون دولار للمنكوبين. وقال ان الحجم النهائي للخسائر المادية غير معروف بعد. ووصلت الى إسلام آباد فرق انقاذ ومساعدات خارجية من دول عدة، في مقدمها السعودية والامارات وتركيا والاردن وبريطانيا، فيما اعلنت الحكومة الافغانية ارسال فرق اغاثة ومسعفين ومروحيات الى باكستان، واستعدت اليابان لارسال خبراء ومساعدات أسوة بدول أخرى. وفي وقت ظل سكان العاصمة الباكستانية يحسون بالهزات الارتدادية بعد 24 ساعة من الزلزال، تحدث قادمون من منطقة بيشاور عن مأساة انسانية في بعض المناطق المجاورة. وافيد ان منطقتي بالاكوت ومنصرة في شمال غربي البلاد شهدتا دماراً واسع النطاق، وان نحو مليون نسمة من سكانهما باتوا في العراء وينتشرون في السهول والغابات، بعدما دمر الزلزال آلاف المنازل هناك. ولم تتمكن فرق الانقاذ او قوات الجيش من الوصول الى المنطقتين، نظراً الى انقطاع الطرق وسوء الاحوال الجوية. وفي كشمير الباكستانية، دمر مقر البرلمان المحلي في العاصمة مظفر آباد التي قطعت الطريق المؤدية اليها من باكستان. وقال الوزير طارق فاروق:"ليس هناك اي ناجين في بعض القرى مثل جاغلاري وكفلغار وهاريغال وبنيالي في منطقة باغ"التي كان عدد سكانها يقارب 150 ألف نسمة. وقال الوزير الباكستاني لشؤون كشمير فيصل صالح حياة ان منطقة كشمير الباكستانية"تكبدت اضراراً جسيمة جراء الزلزال"الذي طاول"اكثر من نصف السكان البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة"بين قتلى وجرحى ومشردين. واعلن الناطق باسم القوات المسلحة الباكستانية الجنرال شوكت سلطان ان"العديد من المناطق والمدن ازيل كلياً عن الخارطة، ولا سيما منطقة بلاكوت"، مشيراً الى وجود حاجة"ماسة"لمروحيات لنقل اطنان من المساعدات ومعدات الاغاثة. ويعتقد ان مئات الاطفال قضوا في انهيار عدد من المدارس في بلاكوت. وقال عبد الرشيد المسؤول المحلي في قرية شوال:"كان جميع اطفال قريتنا في بلاكوت ولم يعد احد من هناك". وفي العاصمة إسلام آباد حيث انهار مبنى سكني حديث، اعلنت اجهزة الاغاثة المحلية انتشال 90 ناجياً من تحت الانقاض، بينهم صبي وامرأة انتشلا بعد مرور 24 ساعة على الكارثة. ويعتقد مسعفون بأن نحو خمسين شخصاً ما زالوا تحت انقاض المبنى بعد انتشال 23 جثة منه.