سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الزلزال الآسيوي: «أصوات الأطفال» تدعم عمليات الإنقاذ وإسلام أباد تعلن «فقدان جيل بأكمله» في الكارثة نحو 40 ألف قتيل في باكستان ومخاوف من تزايد الحصيلة في كشمير
اعلن مسؤول حكومي كبير وصندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) أمس الاثنين ان ما بين 30 و40 الف شخص قتلوا في الزلزال الذي ضرب باكستان السبت. وقالت جوليا سبري ليفرتون الناطقة باسم يونيسيف في اسلام اباد لوكالة فرانس برس ان «الحكومة ابلغتنا بأن ما بين 30 و40 الف شخص قتلوا في الزلزال». وأكد مسؤول كبير لدى السلطات الباكستانية رفض الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان «ما بين 30 و40 الف شخص قتلوا في باكستان فيما اصيب اكثر من 60 الفا بجروح». وأعلن الناطق باسم القوات المسلحة الباكستانية أمس الاثنين لوكالة فرانس برس خسارة «جيل بكامله» جراء الزلزال الذي ضرب السبت بشكل خاص المدارس ما ادى إلى مقتل العديد من الاولاد. وقال الجنرال شوكت سلطان «لقد خسرنا جيلا بكامله في المناطق الاكثر تضررا. وغالبية الضحايا من التلامذة». وأضاف سلطان «ان عمال الاغاثة ينتشلون جثث اطفال من بين الركام في مظفر اباد (عاصمة المنطقة الخاضعة لسيطرة باكستان في كشمير) الا ان احدا لا يطالب بها لأن اهالي الاطفال قضوا ايضا». وتابع «لقد دمرت راولاكوت (50 كلم جنوب شرق مظفر اباد) اما مظفر اباد فقد دمرت بنسبة 70٪. ليس هناك منزل في مظفر اباد لم يتضرر او عائلة لم تعان». أصوات الأطفال.. وانتشل عمال الاغاثة أمس الاثنين طفلين على قيد الحياة من تحت انقاض مدرستهما في بالاكوت الواقعة على مسافة مئة كلم إلى الشمال من اسلام اباد، بعد 48 ساعة تماما من الزلزال الذي ضرب شمال باكستان السبت. وكثف عمال الاغاثة وسكان القرية جهودهم مستعملين معدات بدائية لاخراج الصبي البالغ السادسة من العمر والطفلة التي لم تتعد الرابعة، من تحت انقاض مدرسة شاهين في بالاكوت حيث ادى الزلزال إلى طمر الف طفل تقريبا تحت الانقاض. وتقع بالاكوت في وادي كاغان الذي تأثر بشكل كبير بالزلزال. وبدا الصبي غائبا عن الوعي ووجهه مليء بالغبار الا انه على قيد الحياة، اما الطفلة فبدت مصابة بجروح في وجهها وكان الناس من حولها يتلون آيات من القرآن. وبحسب سكان المدينة، تسبب الزلزال بانهيار المدرسة فوق رؤوس اربعمئة طفل وطفلة السبت بعد دقائق من بدء الدروس. وبلغت قوة الزلزال 7,6 درجات على مقياس ريختر. ويؤكد السكان انهم يسمعون اصوات اطفال تحت الانقاض. ويقول احدهم «نأمل ان نتمكن من اخراجهم بسرعة». ويعمل هذا الرجل منذ السبت دون كلل للمساعدة في اعمال الاغاثة. وحتى صباح أمس الاثنين، لم تكن اي من مجموعات الاغاثة المتخصصة، عدا المنظمات المحلية، قد وصلت إلى هذه المدينة البالغ عدد سكانها ثلاثين الف نسمة والتي يقوم البعض من سكانها بازاحة الانقاض بأيديهم أملا منهم في العثور على اقرباء لهم. وفي بالاكوت، انهارت ثلاث مدارس بينها مدرسة قرآنية، فوق رؤوس حوالي الف طفل، الا ان المشهد نفسه تكرر في قرى هذا الوادي الذي ضربه الزلزال. إلى ذلك جرت اعمال نهب أمس الاثنين في مظفر اباد على ما افاد صحافي في وكالة فرانس برس. وهاجم ناجون من الزلزال شاحنات عسكرية وصلت للتو إلى المدينة فيما وقف الجنود عاجزين عن التدخل. واستولى السكان في غضون بضع دقائق على حمولة مواد غذائية واغطية وخيم وادوية نقلتها الشاحنات بصعوبة إلى مظفر اباد حيث كان السكان متروكين لمصيرهم منذ 48 ساعة. وكان السكان الغاضبون يطالبون بالمساعدة والمواد الغذائية فيما بدأت المحلات المهجورة في وسط المدينة تتعرض لاعمال نهب. مزيد من القتلى.. من ناحية أخرى اعلن مسؤول محلي كبير لوكالة فرانس برس أمس الاثنين ان الزلزال العنيف الذي ضرب السبت جنوب آسيا اوقع 750 قتيلا في كشمير الهندية محذرا من ان الحصيلة قد ترتفع اكثر. وقال فيجاي باكايا امين سر حكومة ولاية جامو-كشمير (كشمير الهندية) ان 2414 شخصا اصيبوا بجروح في الزلزال الذي بلغت قوته 7,6 درجات على مقياس ريختر. وكانت الحصيلة السابقة تشير إلى مقتل 656 شخصا واصابة حوالي الف شخص بجروح. وقال مسؤول حكومي كبير أمس الاثنين ان ضحايا الزلزال المدمر قد يصل إلى ألفين في الجزء الخاضع للهند من اقليم كشمير. وقال المسؤول نعيم اختار لرويترز ان مصير نحو عشرة آلاف ممن يقيمون في المناطق الجبلية لم يعرف بعد إذ لايزال من المتعذر الوصول لقرى كثيرة. هدنة بسبب الكارثة.. إلى ذلك اعلن مجلس الجهاد المتحد، ابرز منظمة انفصالية في كشمير الهندية، أمس الاثنين تعليق عملياته بعد الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب آسيا فيما اعلن الجيش الهندي انه قتل ثمانية ثوار تسللوا من باكستان المجاورة. وجاء في بيان للمجموعة نقلته وكالة الانباء المحلية في كشمير ان «سيد صلاح الدين (المسؤول الاول في المجلس) امر كوادره بوقف العمليات في المناطق المتضررة جراء الزلزال الذي بلغت قوته 7,6 درجات على مقياس ريختر. وصلاح الدين يرئس ايضا اقوى مجموعة متمردة في المنطقة، حزب المجاهدين، التي تناضل من اجل ضم كشمير الهندية إلى باكستان المسلمة المجاورة. ودعا ايضا البيان الانفصاليين إلى مساعدة الضحايا. وفي موازاة ذلك اعلن الجيش الهندي انه قتل مساء الاحد ثمانية متمردين حاولوا التسلل من باكستان. من جهة اخرى قتل متمردون خمسة من افراد عائلتين من الهندوس في منطقة راجوري (جنوب كشمير) مساء الاحد كما اعلنت الشرطة. غوث عالمي على صعيد آخر لبت عدة دول ومنظمات أمس الاثنين النداء الذي وجهه الرئيس الباكستاني برويز مشرف اثر الزلزال العنيف. وبدأت عدة دول ومنظمات سباقا مع الزمن في محاولة للمساعدة في الوصول إلى المناطق النائية وانقاذ المئات او حتى آلاف الاشخاص الذين لا يزالون عالقين تحت انقاض منازلهم بعد يومين على الكارثة. وأعلن مشرف كما نقلت عنه وكالة «أسوشيتد برس اوف باكستان» الرسمية «نطلب المساعدة الدولية، لدينا ما يكفي من الامكانات البشرية لكننا بحاجة لمساعدة مالية». وأضاف «لدينا احتياجات هائلة إلى الادوية والخيم والمروحيات للوصول إلى سكان المناطق النائية والمقطوعة عن العالم». وقال لشبكة «بي تي في» العامة «نواجه اكبر مأساة في تاريخنا». واعلن منسق المساعدة الانسانية الطارئة لدى الأممالمتحدة يان ايغلند «ان ما نحتاج اليه بالفعل حاليا هو المروحيات». واضاف «نريد مروحيات لان الطرق لم تعد موجودة»، موضحا ان باكستان تستخدم مروحياتها الا انها غير كافية لمواجهة الكارثة الحالية. واستجابة لدعوة باكستان، اعلن البيت الابيض مساء الاحد ان الولاياتالمتحدة منحت مساعدة اولى بقيمة 50 مليون دولار لباكستان، احد اقرب حلفائها في الحرب ضد الارهاب. كما اعلنت الولاياتالمتحدة عن ارسال ثماني مروحيات عسكرية إلى المناطق التي ضربها الزلزال في باكستان بالاضافة إلى طائرتي نقل عسكريتين من طراز «سي-130» محملة باغطية وخيم ومواد اسعافات اولية. من جهته قدم البنك الدولي 20 مليون دولار والاتحاد الاوروبي 3,6 ملايين يورو. وارسلت فرنسا 25 عسكريا من الامن المدني كذلك تم ارسال فرق انقاذ من بريطانيا وهولندا واليابان وكوريا الجنوبية والصين وتركيا واليونان وسويسرا وروسيا. وعبر البابا بنديكتوس السادس عشر عن «حزنه الشديد». ونقلت الصحافة اليابانية عن مصادر حكومية ان اليابان سترسل إلى باكستان مساعدة مادية عاجلة قيمتها 25 مليون ين (180 الف يورو) بناء على طلب السلطات الباكستانية. واعلنت استراليا زيادة مساعدتها لضحايا الزلزال في جنوب آسيا لتصل الى 5,5 ملايين دولار استرالي (4,18 مليون دولار اميركي) بدلا من 500 الف دولار كانت اعلنت عنها سابقا. كما اعلنت المملكة وقطر والبحرين انها قررت ارسال مساعدات انسانية عاجلة إلى باكستان وبلدان اخرى لاغاثة ضحايا الزلزال فيما ارسلت ابو ظبي رجال انقاذ. من جهة اخرى فإن كلا من بريطانيا وايرلندا وجمهورية تشيكيا وكندا والدنمارك وألمانيا والسويد وعدت او قدمت مساعدة اولية. وفي الولاياتالمتحدة وكندا وجهت المنظمات المسلمة دعوات لجمع المساعدات. لكن الوقت ضيق وقد حذر خبراء الأممالمتحدة المعتادين على عمليات الانقاذ من ان الامل ضئيل في العثور على ناجين بين الانقاض. وقال غيرهارد بوتمان-كريمر المسؤول في مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في اسلام اباد ان «بعض المناطق لم يمكن الوصول اليها بعد». وبالنسبة للبعض فإن المساعدة وصلت في الوقت اللازم حيث امكن انقاذ رجل في العشرين من العمر الاحد في اسلام اباد بعد 36 ساعة تحت الانقاض وسط صيحات الفرح من قبل رجال الانقاذ. وأوفدت الأممالمتحدة ستة خبراء جدد لمساعدة ثمانية اخصائيين وصلوا السبت إلى اسلام اباد لتقييم وتنسيق المساعدة الانسانية. وافرجت الأممالمتحدة عن مئة الف دولار كمساعدة طارئة.وأعلن الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر عن مساعدة بقيمة 200 الف فرنك سويسري (156 الف دولار) كما ارسل فريقا إلى كشمير الباكستانية. وقام مكتب هيئة الاغاثة الاسلامية في اسلام اباد بحملة اغاثية عاجلة لصالح المتضررين من الزلزال الذي ضرب المناطق الشمالية من باكستان وشمال غرب الهند وتسبب في خسائر فادحة. وقد رصدت الهيئة مليون ريال اسهاما منها في توفير بعض الاحتياجات من المواد الغذائية والمأوى والكساء وغيرها من الاحتياجات الضرورية. ودعت الهيئة المنظمات الاسلامية والمحسنين من اهل الخير من ابناء المملكة لتقديم تبرعاتهم السخية لمساعدة المتضررين عبر مكاتبها بالمملكة وحسابها البنكي رقم (31900010777023) لدى شركة الراجحي المصرفية للاستثمار وحساب رقم (10477702000102) لدى البنك الاهلي التجاري. وأعلنت استراليا أمس الاثنين زيادة مساعدتها لضحايا الزلزال في جنوب آسيا لتصل إلى 5,5 ملايين دولار استرالي (4,18 ملايين دولار اميركي) بدلاً من 500 الف دولار كانت اعلنت عنها سابقا. وأعلن وزير الخارجية الاسترالي الكسندر داونر ان هذه المساعدة موجهة لمنظمات المساعدة الدولية مثل الصليب الأحمر والهلال الأحمر ووكالات الأممالمتحدة لتلبية الاحتياجات الاساسية مثل المواد الغذائية والمياه العذبة. وأضاف «انها الاحتياجات الأكثر إلحاحا التي يمكننا المساعدة في ادارتها» موضحا ان كانبيرا تفكر في تقديم مساعدة اضافية حين يتضح اكثر حجم الاضرار. وقد اوقع الزلزال العنيف الذي بلغت قوته 7,6 درجات على مقياس ريشتر المفتوح والذي ضرب السبت جنوب آسيا اكثر من 19 الف قتيل لا سيما في باكستان. كما نقلت الصحافة اليابانية عن مصادر حكومية قولها أمس الاثنين ان اليابان سترسل إلى باكستان مساعدة مادية عاجلة قيمتها 25 مليون ين (180 ألف يورو) بناء على طلب السلطات الباكستانية. وأوضحت صحيفة يوميوري شيمبون ان هذه المساعدة ستتألف من ألفي غطاء و500 كيس للنوم وأدوات لتطهير الماء ومولدات كهربائية. وقد ارسلت اليابان التي غالباً ما تتعرض للزلازل فريقاً من 50 اختصاصياً إلى باكستان للمساهمة في عمليات الاغاثة الطارئة. ومن بين هؤلاء الاختصاصيين، رجال اطفاء وخبراء من الشرطة وخبراء في الكوارث الطبيعية، كما ذكرت وزارة الخارجية.وأرسل الصليب الأحمر الياباني من جهة ثانية فريقاً مؤلفاً من أربعة اطباء إلى اسلام أباد.