تجاوز عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب بقوة 7.5 درجات على مقياس «ريختر» المفتوح منطقة جبال هندوكوش في جنوب آسيا، 170 قتيلاً في باكستان و33 في أفغانستان، ممن عثر على جثثهم، فيما تواصلت عمليات الإنقاذ بصعوبة بسبب رداءة الطقس والانهيارات الجبلية التي قطعت طرقاً كثيرة وتعطل الاتصالات. وشعرت مناطق واسعة في البلدين بهزات ارتدادية، بينها كراتشيجنوبباكستان التي تبعد أكثر من 2300 كيلومتر من مركز الزلزال في منطقة اشكامش جنوب ولاية بدخشان الأفغانية المحاذية للحدود مع باكستان. كما هرع مئات من سكان سريناغار، كبرى مدن الشطر الهندي من إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان، إلى الشوارع حاملين أطفالهم خشية تكرار زلزال 2005 الذي خلّف أكثر من 83 ألف قتيل و3.5 مليون مشرد في باكستان وحدها. ووصل مئات المصابين إلى مستشفيات شمال باكستان، في وقت تحدث السكان عن إمكان تضاعف عدد القتلى خلال الأيام المقبلة بعد وصول فرق الإغاثة إلى القرى النائية التي يعتقد بأن العديد منها دمر كلياً. لكن خبراء قالوا إن «عدد القتلى سيكون أقل من زلزال عام 2005 الذي انطلق من مدينة بالاكوت شمال باكستان، لأنه أكثر عمقاً (214 كيلومتراً تحت سطح الأرض). وأجرى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اتصالاً هاتفياً بنظيره الباكستاني نواز شريف لمواساته بالكارثة، وعرض تقديم مساعدات إنسانية للمتضررين في باكستانوأفغانستان، وإرسال فرق إنقاذ. وأشارت مصادر في حكومة إقليم بيشاور إلى أن منطقة باجور القبلية التي ينفذ فيها الجيش عمليات عسكرية ضد المسلحين الإسلاميين هي الأكثر تضرراً بالزلزال، ورجحوا صعوبة وصول مؤسسات الإغاثة غير الحكومية إليها بسبب الوضع الأمني السائد هناك، ومنع الجيش المواطنين من دخول بلداتها خوفاً على أرواحهم. وشكل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف خلية أزمة من مسؤولين في الإدارات المدنية والحكومية وضباط في الجيش وقوات حرس الحدود للإشراف على عمليات الإغاثة والإنقاذ. وفي أفغانستان، ألحق الزلزال أضراراً بالغة بولاية بدخشان، حيث دُمر حوالى 400 منزل على الأقل، إضافة إلى ولايات نورستان وكونار وبغلان وكابول. وسُحقت 12 فتاة تحت الأقدام خلال تدافع في مدرسة في منطقة تخار (شمال)، فيما قتل 6 آخرون في ولاية ننغرهار (شرق)، واثنان في منطقة نورستان (شمال شرق) وثلاثة في كونار (شرق). وأشار المسؤولون إلى أن الانهيارات الأرضية والانزلاقات في التربة بسبب الزلزال المدمر والأمطار الغزيرة، قد تصعب عمليات الإغاثة وإنقاذ المنكوبين في قرى نائية.