تعكس ردود فعل الأوساط السياسية العراقية صعوبة مهمة ممثل الجامعة العربية السفير أحمد بن حلي الحالية في بغداد لتشجيع المصالحة الوطنية والتحضير لزيارة الامين العام عمرو موسى. اذ يرفض الشيعة مسبقا التعاون مع وفد الجامعة بسبب الأنباء التي راجت عن عزم موسى زيارة الرئيس السابق صدام حسين في سجنه، فيما ترى القوى السنية في تدخل الجامعة"خطوة ايجابية". ورحب نائب رئيس الجمهورية غازي عجيل الياور بدعوة موسى الى عقد"مؤتمر مصالحة"برعاية الجامعة، وقال في تصريح الى"الحياة"انه بحث مع حلي امس في دعم العملية السياسية في العراق وسبل تحريك الدور العربي لمساعدة العراقيين وجمع"الاشقاء"تحت مظلة جامعة الدول العربية. وبدوره، شدد النائب مشعان الجبوري على ضرورة تفعيل الدور العربي في العراق وانتقد في تصريح إلى"الحياة"موقف كتلة"الائتلاف العراقي"الشيعية الرافضة للتعاون مع مبادرة الجامعة، متهماً"الذين يرفضون هذا الدور بأنهم يريدون الانفراد بالساحة العراقية وتعزيز الهيمنة الإيرانية عليها". واعتبر الجبوري ان هناك"حرباً أهلية مستترة في العراق"وان"العراقي يقتل لمجرد انتمائه الطائفي سواء كان سنيا او شيعيا"، لافتاً الى ان"رسوخ العلاقة بين مكونات الشعب أفشل حتى الان هذه الحرب الواردة من الخارج". وطالب النائب مضر شوكت بان ترعى إحدى الدول العربية اي مبادرة لمصالحة عراقية على ان تحظى بدعم دولي وبمشاركة حقيقية لكل القوى العاملة على الساحة العراقية. وقال ل"الحياة"ان"عدم تعاون القوى السياسية المهيمنة على العملية السياسية سيفشل بالتأكيد مهمة بن حلي"، رافضا في الوقت نفسه ان يكون صدام او رموز نظامه طرفا في المصالحة. اما النائب علي الدباغ، الناطق الرسمي باسم"الائتلاف"الشيعي، فرفض بشدة"استغلال مشروع المصالحة لتمرير مخططات طائفية"، مشيرا الى ان الجامعة العربية"غير مؤهلة لقيادة حوار وطني لأنها تخلت عن دورها في العراق ولم تبد أي اهتمام بالعراقيين"، ودعا موسى الى ان يكون"أخاً للعراقيين بدلاً من التوجه الى اقامة مؤتمرات استعراضية وغير حيادية". ووصف النائب الكردي محمود عثمان سمعة الجامعة العربية في العراق بانها"سيئة"، وقال ل"الحياة"ان"بامكان الجامعة لعب دور كبير في العراق في حال اقامت علاقات متوازنة مع جميع الأطراف". من جهته، قال رئيس الجمعية الوطنية العراقية حاجم الحسني ل"الحياة"ان بلاده"احوج ما تكون الى مؤتمر للمصالحة الوطنية وللحوار الوطني". وفي بيان بتوقيع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر اعلن التيار الصدري انه يشترط لقبول المبادرة العربية للمصالحة أمرين، اولهما اعلان رسمي من جامعة الدول العربية بإدانة جرائم قوات الاحتلال الاميركي وجماعة"القاعدة"بزعامة ابي مصعب الزرقاوي ضد العراقيين، والثاني اعلان ادانة لأفعال نظام صدام وتأييد محاكمته والمطالبة بإنزال عقوبة الاعدام بحقه وفق محاكمة عادلة.