مع عودة الهدوء الى قطاع غزة في اول ايام شهر رمضان المبارك امس بعد الاشتباكات الدموية بين عناصر في"حركة المقاومة الاسلامية"حماس والشرطة الفلسطينية، قتل جنود الاحتلال الاسرائيلي امرأة فلسطينية بالرصاص قرب نابلس صباح امس وصلت جثتها الى الجانب الفلسطيني بعد ساعات وعليها آثار تمثيل مروع. وفي غضون ذلك، اكد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز ان الانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب من قطاع غزة يأتي في اطار سياسة شاملة تتكون من ثلاث مراحل يتبعها مفاوضات مع الفلسطينيين في شان"دولة موقتة"لم يحدد اجلها قبل الدخول في مفاوضات حول الوضع النهائي. راجع ص4 ورفض موفاز قيام اسرائيل ب"خطوات احادية الجانب"تشمل اخلاء مستوطنات في الضفة الغربية على غرار ما فعلت في قطاع غزة معتبرا ان الاستيطان يشكل جانباً من الحدود المستقبلية لدولة اسرائيل. واستبعد التوصل الى اتفاق دائم مع الفلسطينيين خلال سنوات عدة مشترطاً تنفيذهم التزاماتهم الواردة في"خريطة الطريق"وفي مقدمها تفكيك قواعد"الارهاب"ليلي ذلك التفاوض معهم حول دولة ذات حدود موقتة ومن ثم تأتي المرحلة الثالثة للتفاوض حول الوضع الدائم". وعلى الصعيد الميداني، قالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان هيفاء هندية 37 عاماً المتزوجة وام لخمسة اطفال، سببت جروحاً في وجه جندية اسرائيلية على حاجز حوارة بسكين قبل ان يطلق عليها جنود آخرون النار. وقد اعلن اولاً انها اصيبت بجروح خطرة ثم توفيت بعد قليل. ونقلت الجندية الجريحة الى مستشفى اسرائيلي. وصرح قائد بالجيش بأن المهاجمة الفلسطينية طرحت أرضاً بعد أن طعنت جندية واصابتها ب"جرح طفيف"وان الجنود اطلقوا عليها النار عندما حاولت النهوض لمهاجمتهم وكانت لا تزال تمسك بسكين. وقال شاهد فلسطيني رفض نشر اسمه ان الجنود الاسرائيليين ضربوا الفلسطينية ببنادقهم وهي على الارض. وأضاف:"ضربوها ببنادقهم عدة مرات. حاولت الوقوف على الفور. فأطلق جنديان النار عليها وقتلاها". وقال قائد بالجيش عرف نفسه باسم الميجر يانيف ان التحقيق الاولي أظهر أن الجنود اطلقوا النار عندما حاولت الفلسطينية مهاجمتهم. وذكر أطباء ان الفلسطينية تلقت الاسعافات الاولية عند نقطة التفتيش لكنها لفظت انفاسها الاخيرة متأثرة بجروحها. وقال شاهد فلسطيني لاذاعة"صوت فلسطين"ان الشهيدة هيفاء دخلت في جدال صاخب مع الجندية قبل ان يطغى صوت اطلاق الرصاص على المشادة بينهما. وقال الدكتور سمير غندور مدير التشريح في مستشفى رفيديا في نابلس انه لم ير من قبل جروحاً على جسم اي شهيد كالجرحين العميقين اللذين رآهما في منطقة فرج هيفاء واوضح ان احد الجرحين اللذين بدا ان آلة حادة احدثتهما يصل عمقه الى عظام الحوض. ووزعت وكالة"اسوشييتد برس"صورتين للشهيدة هيفاء تبدو في احداهما ممدة على نقالة وجسدها شبه عار الا من قميص داخلي يستر جزءاً من حوضها ويحيط بها خمسة من جنود الاحتلال ومسعف اسرائيلي بثاب المسعفين. واعلنت كتائب شهداء الاقصى مسؤوليتها عما اسمته"العملية البطولية على حاجز حوارة". لكن مصادر فلسطينية استغربت قيام امرأة متزوجة لها خمسة اطفال بعملية عسكرية، مشيرة الى ان الجيش الاسرائيلي لم يشر من قريب او بعيد الى العثور على متفجرات معها.