ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي امس مجزرة جديدة في حق الشعب الفلسطيني الاعزل بقتلها اربعة فلسطينيين ابرياء بدم بارد فيما كانوا عائدين في سيارة الى منازلهم في مدينة رفح. وقتل المواطنون الاربعة عندما اطلق جنود اسرائيليون كانوا في دبابتين وابلاً من نيران رشاشاتهم الثقيلة عيار 500 ملليمتر على سيارتين خلال مرورهما على الطريق الرئيسي بين مدينتي رفح وخانيونس. وقال خالد ابو العلا مسؤول الارتباط الفلسطيني ان اسرائيل قتلت المواطنين الاربعة قرب مستوطنة موراغ في قطاع غزة في "عملية اعدام" وان الجنود واصلوا اطلاق النار على السيارتين "بعد ان توقفتا، وقد تطايرت اسنان القتلى وادمغتهم داخل السيارة اذ اطلقت عليهما اكثر من مئة طلقة". وسلمت اسرائيل جثث الشهداء الاربعة وهم: جمال عبدالرازق 30 عاماً وعوني ضهير 27 عاماً وخليل الشاعر 28 عاماً ونائل اللداوي 18 عاماً. واعرب مراقبون عن اعتقادهم بأن قتل القوات الاسرائيلية اولئك الرجال الاربعة جاء على خلفية قتل مستوطن اسرائيلي من مستوطنة "غوش قطيف" برصاص فلسطيني ليل اول من امس. واعلن الجيش الاسرائيلي ان الاربعة قتلوا في كمين نصبه الجيش بهدف "توقيف" احدهم. وجاء في بيان عسكري ان الجيش أقام حاجزاً على الطريق بين رفح قرب الحدود المصرية وخانيونس "وكان يعتزم توقيف جمال عبدالرازق الذي يعتبره ناشطاً في حركة فتح" وأحد ابرز مسؤولي "التنظيم" الذي يقول الاسرائيليون انه الجناح العسكري للحركة. وعلى رغم تأكيد شهود عيان ان السيارتين اللتين كان يستقل احداهما الشهداء الاربعة توقفتا قال بيان الجيش الاسرائيلي ان الاربعة حاولوا عبور الحاجز بالقوة واطلقوا النار على الجنود الذين ردّوا باطلاق النار. وزعم الجيش في بيانه ان الاربعة جميعاً من ناشطي "فتح". واكدت مصادر فلسطينية انه باستثناء عبدالرازق الذي ينتمي لحركة "فتح" فان الشهداء الثلاثة الآخرين ليسوا سوى مواطنين عاديين كان اثنان منهم اضافة الى عبدالرازق يستقلون سيارة اجرة من نوع "هيونداي" يملكها ويقودها عوني ضهير. واضافت ان الجنود الاسرائيليين اطلقوا نيران رشاشاتهم فجأة على تلك السيارة وسيارة اخرى من نوع "مرسيدس" كانتا على الطريق. وكان الشهيد عبدالرازق مدرساً في جامعة القدس المفتوحة في مدينة غزة ومسؤولاً لفرع وزارة شؤون الاسرى والمحررين في مدينة رفح. وقضى عبدالرازق في السجون الاسرائيلية نحو سبع سنوات منذ العام 1992 واطلق في العام 1999 ضمن صفقات الافراج عن الاسرى ومعتقلين فلسطينيين تمت في ايلول سبتمبر 1999. واعتبر مدير جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة العقيد محمد دحلان مقتل الفلسطينيين الاربعة "تصفية بدم بارد". وعلى رغم تأكيده انتماء عبدالرازق الى حركة "فتح" التي قال ان عدد عناصرها في قطاع غزة يبلغ نحو نصف مليون شخص، الا انه نفى ان عبدالرازق كان عضواً في جهاز الامن الوقائي او اي جهاز عسكري، وقال انه "مواطن يعمل في وزارة شؤون الاسرى". واعتبر دحلان في حديث الى "الحياة" ان العملية "تندرج في اطار العدوان ومسلسل قتل ابناء الشعب الفلسطيني برصاص اسرائيل وقواتها العسكرية". وأضاف ان "عملية القتل ستزيد من حدة التوتر ومن رد الفعل الشعبي وسيدخلنا هذا في دوامة عنف جديدة وهذا الهجوم غير المبرر لا يمكن ان يقابل فلسطينياً بالتصفيق للقتلة". وقالت مصادر طبية في مستشفى ناصر في خانيونس ان المستشفى لم يصل اليه اي اشخاص جرحوا في العملية. ويعتقد، حسب اقوال شهود ان اسرائيل تعتقل سائق السيارة الثانية، ال"مرسيدس" وان عدداً ممن جرحوا في العملية نقلوا الى مستشفيات اسرائيلية. الى ذلك، أ ف ب اعتبرت السلطة الفلسطينية ان مقتل الفلسطينيين الاربعة بنيران دبابة اسرائيلية في قطاع غزة يعزز طلبها بتوفير حماية دولية في الاراضي المحتلة. وقال نبيل عمرو وزير الشؤون البرلمانية للصحافيين "بعد ما حدث اليوم امس اصبح توفير الحماية الدولية شرط حياة للفلسطينيين لأن الجانب الاسرائيلي لم يعد مسؤولاً للتفاوض معه". واضاف: "يجب ان يكون هناك توجه جدي لتوفير الحماية الدولية ولم يعد فعالاً الحديث عن وجود رمزي او مراقبين يعدون الضحايا وانما نحن بحاجة لقوة دولية توقف العدوان ضدنا وتمنع توسعه وسنمضي قدماً في هذ الطلب". مستوطن من جهة اخرى، افاد شهود عيان ومصادر طبية ان مستوطناً اسرائيلياً من مستوطنة "حومش" اطلق امس نيران سلاحه عند مدخل قرية سيلة الظهر الى الجنوب من مدينة جنين الضفة الغربية فجرح ثلاثة من سكانها كانوا يقفون امام احد متاجر القرية. وقالت المصادر الطبية ان احد الجرحى الثلاثة اصيب في رأسه وظهره ونقل الى مستشفى رفيديا في مدينة نابلس وان الاثنين الآخرين عولجا في عيادة القرية.