على رغم عمره القصير في الاحتراف الذي لم يتجاوز ثلاث سنوات في النرويج إلا أنه استطاع الحصول على لقب أفضل حارس خليجي وأفضل حارس في الدوري النرويجي، إنه المحترف العماني علي الحبسي الذي يبلغ من العمر 23 سنة ويواصل تألقه الكبير مع منتخب بلاده وكذلك مع فريقه النرويجي الذي يلعب له محترفاً الآن وهو أول لاعب عماني يحترف في أوروبا. ويستعد الحبسي حالياً لخوض تجربة احترافية جديدة في فريق بولتون الإنكليزي مع بداية السنة الجديدة. "الحياة"زارت الحبسي في منزله في أوسلو وتناولنا معه طعام الإفطار الذي أعده علي الحبسي وزميله في السكن المغربي حميد الحيان. وكان واضحاً على علي الحبسي استمراره في الالتزام بالتقاليد الخليجية في شهر رمضان, إذ تناولنا أولاً الحليب مع التمر الخلاص وبعدها أدينا صلاة المغرب جماعة ثم تناولنا الفطور. وأشار الحبسي إلى أن رمضان صادف هذا العام أن لديه الكثير من المباريات وهو على رغم شهر رمضان يواظب على التدريبات مع زملائه والمشاركة في مباريات الفريق حارساً أساسياً ويحاول ألا يجهد نفسه كثيرا في التدريب مؤكداً أن زملاءه والمدرب يهتمون بذلك. وقال الحبسي إن قصة احترافه في النرويج بدأت"قبل سفري للنرويج خضت تجربة احترافي الأولى في بولتون ومدتها أسبوعان فقط وكانت ناجحة والحمد لله ولم تطل تجربة احترافي هذه في بولتون لأني لم يكن لدي أي رصيد من المباريات الدولية مع المنتخب العماني كما أن الرصيد العالمي للمنتخب العماني كان 120 أي لا يحق للاعبيه أن يحترفوا ولكن مدربي الإنكليزي جون بوريغ هو الذي أخذني للنرويج وكلم بعض السماسرة هناك بأن لديه حارساً وجاء على أثر ذلك نادي لين البرق النرويجي إلى مسقط وشاهد لي المباراة النهائية بين نادي النصر ونادي ظفار وبعد المباراة اتفقوا معي على الاحتراف وتم توقيع عقد معهم لمدة ثلاث سنوات ينتهي أواخر هذا العام 2005". وأضاف الحبسي"في أوروبا إذا لعب المحترف ما يقارب سنتين في أي بلد أوروبي باستثناء انكلترا تسهل أمور اللاعب بعد ذلك للالتحاق بأي ناد بريطاني. وأشير هنا إلى أن مدربي جون بوريغ عرفني عبر تماريني في منتخب الناشئين وكان عمري حينها 16 سنة وبعد مشاهدته قدراتي أعجب بي وأتذكر أول كلمة قالها لي سأدربك لتصل إلى الدوري الإنكليزي على يدي ومنذ ذلك الحين وهو يتبناني إلى أن وصلت النرويج". وحول ما تعلمه من تجربته في النرويج التي سيغادرها الشهر المقبل قال الحبسي:"إضافة إلى الفوائد المهارية هناك كسب احترام الناس وحبهم وهو أكبر مكسب ومن السنوات الثلاث التي احترفت فيها في أوروبا استطعت الحصول على جائزة أفضل حارس في النرويج العام الماضي وأفضل حارس في الخليج وأشارك هذا العام في وصول فريق لين النرويجي إلى الدوري الملكي الذي يلعب فيه الفرق الإسكندنافية المتفوقة. كما أني أتمتع بلياقة عالية جداً وسعيد بأن أصبح لاعباً محترفاً في أوروبا وأنا متفائل جداً بالانطلاق إلى العالمية من بريطانيا". وحول الامتيازات المادية الممنوحة للاعب الأوروبي وأنها تفوق مثيلاتها الممنوحة للاعب العربي أو الخليجي, أوضح الحبسي" إذا قارنا بين الدول الأوروبية والدول الخليجية من ناحية المادة أعتقد أن الدول الأوروبية تعطي اللاعب امتيازات عالية خصوصاً حينما يكون اللاعب ذا قيمة فنية ومتمكناً، في هذه الحالة يمكن أن تتجاوز الامتيازات 5 أضعاف اللاعب الخليجي". وعن صعوبات الاحتراف يؤكد الحبسي"في النرويج لم أواجه أي صعوبة والشيء الذي أعاقني في بداية الدوري النرويجي هو الثلج والبرد ولكن تغلبنا عليها بعد فترة معينة، كذلك واجهت في بداية احترافي كثافة التمارين ولكن بعد شهرين من المواظبة تأقلمت وأصبحت لدي لياقة عالية جداً, كذلك مسألة اللغة النرويجية لم أتعلمها ولكن معظم الشعب النرويجي يتحدث الإنكليزية وبالممارسة أجدتها بطلاقة وهذا من مكاسب الاحتراف". وحول قيمة صفقة انتقاله إلى فريق بولتون الإنكليزي قال الحبسي إنه وقع عقداً لمدة ثلاث سنوات ونصف تبدأ من بداية عام 2006 وأكد أنه ممتاز جداً وهو أكثر من الممتاز، لكنه لا يمكنه البوح بالرقم لأن إدارة نادي بولتون طلبت منه ذلك وهو ملتزم بذلك. كما أشار إلى أن"نادي لين النرويجي لن يحصل على أي مبلغ لصفقة انتقالي لأنني سأنتقل مع انتهاء عقدي". الحبسي كشف أن خطوته المقبلة في بريطانيا هي"البحث عن بنت الحلال والأهل لهم دور كبير في ذلك في عمان وبدأوا يبحثون عن بنت الحلال التي ستشاركني حياتي وسأذهب إلى عمان الشهر المقبل وأتمنى أن ألتقي إنسانة جيدة والقرار الأخير لي, لأن الاستقرار الأسري مهم بالنسبة إلي في المرحلة المقبلة، وأؤكد أنها ستكون عمانية بنت بلدي. ولذا فإنني استأجرت الشقة التي سأسكن فيها في مدينة بولتون قرب الاستاد الرياضي وأنا متشوق إلى الانتقال إلى إنكلترا كثيراً". الحبسي قال إنه في البداية أيضاً سيكون مكانه في الاحتياط وليس اللعب مباشرة حارساً أساسياً وإنه غير منزعج من ذلك"ومن مصلحتي ولأنني أريد أن أتهيأ نفسياً أكثر وأتعود على جو الملاعب الإنكليزية وجماهيرها الكبيرة والضغط الجماهيري والهجومي من قبل الفرق المنافسة"، مشيرا إلى أنه بعد مرور فترة هنالك متفائل جداً بأن يصبح حارساً أساسياً لفريق بولتون الإنكليزي. الحبسي أشار أيضاً إلى أنه سيشارك في كانون الأول ديسمبر المقبل للعب مع المنتخب العماني في بطولة غرب آسيا المقررة في قطر. كما أعرب عن شكره وتقديره للجالية العربية والإسلامية في النرويج التي دعمته معنوياً"وكان العديد من العرب والمسلمين يحضرون مباريات فريقي لين في استاد أوليفول في أوسلو ونادي لين كان يخصص تذاكر لهم مجاناً بناءً على طلبي للعرب والمسلمين". الحبسي يشعر بالسعادة لانتقاله إلى بولتون الإنكليزي ولكنه حزين على أنه سيترك أيضا صديقه العزيز المغربي حميد الحيان الذي يقطن معه في بيت واحد منذ أكثر من سنة ونصف. ويقول حميد الحيان لپ"الحياة"إنه وعلي الحبسي أكثر من إخوة وعاشوا على الحلوة والمرة مع بعض في النرويج "وكان كل واحد منا يساعد الآخر, وخصوصاً عندما كان يمرض أحدنا فيعتني الآخر به. في النرويج من الصعوبة لأي شخص العيش بعيداً من أهله وأصدقائه". وأشار الحيان إلى أن"علي على رغم مغريات النرويج والانفتاح هنا إلا أنه ظل محافظاً على دينه وعقيدته ودائماً يذهب إلى المسجد ويقرأ القرآن قبل أن يلعب فريقه أي مباراة، كما أنه تعوّد على غسل ملابسه بنفسه وفي رمضان نعد طعام الإفطار مع بعضنا كما ترى ونذهب إلى المسجد لصلاة التراويح".