بعد غيابه عن النسختين الأخيرتين من كأس الخليج، سيعود الحارس العماني علي الحبسي اليوم مجدداً لحماية عرين منتخب بلاده في "خليجي 22"، فالاحتراف في الدوري الإنجليزي حال دون تواجد الحبسي في البطولتين الماضيتين في اليمن والبحرين بعد أن رفض فريقه السابق ويغان مشاركته في تلك النسختين، كون البطولة غير مدرجة ضمن أجندة الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولا يستطيع أحد أن ينفي تأثر المنتخب العماني بغياب الحبسي الذي كان له دور كبير ومؤثر في تتويجه بلقب (خليجي 19) الذي أقيم في سلطنة عمان إذ حافظ على نظافة شباكه في تلك البطولة وتألق في ركلات الترجيح أمام السعودية وهي التي رجحت كفة العمانيين ومنحتهم اللقب، ويستحق الحارس علي الحبسي أن يصنف ضمن أفضل حراس القارة الآسيوية قياساً على إمكانياته وقدراته التي منحته فرصة الإحتراف في أوروبا ومن خلال البطولة الأقوى في العالم (الدوري الإنجليزي)، ذلك لم يتحقق للحبسي من فراغ بل إنه جاء تتويجاً لمستوياته الكبيرة ولاحترافيته العالية التي لفتت أنظار الإنجليز. فاز بالأفضلية أربع مرات.. وقاد «الأحمر» لذهب «خليجي 19» علي الحبسي الذي ولد في 30 ديسمبر عام 1981م لم يكن يتوقع بأنه سيتحول من رجل للإطفاء في الدفاع المدني إلى حارس عملاق يلفت أنظار الأندية الأوروبية، نادي المضيبي العماني أحد أندية الدرجة الثالثة كان المحطة الأولى للحبسي، وفي عام 2002م انتقل للعب مع نادي النصر العماني، هنالك برز الحبسي وكانت انطلاقته الحقيقية نحو عالم النجومية، وبالرغم من صغر سنه إلا أنه تمكن من خوض تجربة احترافية مع بولتون الإنجليزي وكان عمره حينها لا يتجاوز ال 17 عاماً بعد أن اعجب به المدرب الإنجليزي جون بوريغ وقال له: "سأدربك حتى أوصلك لأحد الأندية الإنجليزي"، واستطاع الحبسي أن يكسب اعجاب الإنجليز لكنهم لم يتمكنوا من تسجيله بسبب قوانين الاتحاد الإنجليزي وذلك لأنه لم يلعب في ذلك الوقت أي مباراة دولية بالإضافة إلى التصنيف الدولي لمنتخب عمان والذي كان حينها 120، فما كان من مدربه الإنجليزي جون بوريغ إلا عرضه على السماسرة للبحث عن فرصة الاحتراف في أوروبا من خلال أحد الأندية النرويجية وذلك في عام 2003م، وفعلاً أتم الحبسي انتقاله إلى فريق لين اوسلو فأصبح أول لاعب عماني يحترف في أوروبا، وكانت تجربة الحبسي الاحترافية الأولى التي امتدت لثلاثة مواسم ناجحة بكل المقاييس إذ أوصل فريقه إلى نهائي كأس النرويج كما حقق معه ثالث الدوري الإنجليزي، وعلى صعيد الألقاب الشخصية فاقتنص جائزة أفضل حارس في النرويج عام 2004م. علي الحبسي الذي يدين بالفضل لشقيقه عبدالعزيز كونه حوله من مهاجم إلى حارس مرمى قدم مع لين اوسلوالنرويجي ومنتخب بلاده مستويات كبيرة جعلت مسؤولي بولتون الإنجليزي يكسبون وده، ولم يتردد الحارس العماني في الانتقال إلى إنجلترا عام 2006م بالرغم من أنه يدرك صعوبة مهمته لاسيما وأنه سيواجه أفضل لاعبي العالم، أول موسمين للحبسي مع بولتون لم تكن مبشرة له إذ لم يمنحه مدرب الفريق فرصة المشاركة في أي مباراة، وفي موسم 2007-2008م شارك الحبسي في كأس الاتحاد الأوروبي أمام بايرن ميونيخ الألماني وأستغل تلك الفرصة خير إستغلال إذ غازل الإنجليز بمستوياته الكبيرة، وكان الحضور الأول للحبسي في الدوري الإنجليزي أمام ويغان، وبالرغم مما قدمه وتمديد عقده من الإنجليز إلا أن ذلك لم يشفع له بالمواصلة أساسياً بعد عودة الحارس ياسكيلان من الإصابة إذ عاد الأخير حارساً أساسياً لبولتون وظل الحبسي آسيراً لدكة الاحتياط. الحبسي الذي وصف اللاعب الخليجي بأنه يلعب بلا هدف انتقل في عام 2010م إلى ويغان الإنجليزي بنظام الإعارة لمدة موسم واحد، وشارك لأول مرة بشعار ناديه الإنجليزي في كأس الاتحاد الأوروبي أمام هرتبول، وفي الدوري خاض أولى مبارياته مع توتنهام، وبعد 34 مباراة خاضها أبهر الحبسي الإنجليز ونال في ذلك العام أفضل لاعب في الفريق، مما دعا مسؤولي ويغان يسارعون لشراء عقده بعد ضغوطات جماهيرية فتحولت الإعارة إلى عقد لأربعة أعوام، وبرز الحبسي بشكل لافت مع ويغان وتألق في مباريات عدة أمام فرق كبيرة مثل ليفربول وأرسنال، في الأربعة مواسم التي ارتدى فيها شعار ويغان نجح الحبسي في تكوين قاعدة جماهيرية له نظراً لمستواه الكبير وأخلاقه العالية. علي الحبسي الذي يعتبر انتقاله إلى ويغان نقطة تحول في حياته ولعبه في النرويج أصعب لحظات حياته بسبب المناخ البارد هنالك تراجع مستواه في المواسم الماضي مع ويغان وأصبح يجلس كثيراً إلى جانب المدرب في مقاعد البدلاء، وبعكس المواسم السابقة لم يشارك سوى في 14 مباراة فقط، مما عجل برحيله إلى برايتون الإنجليزي أحد أندية الدرجة الأولى وذلك بنظام الإعارة لمدة شهر. دولياً برز الحبسي مع المنتخب العماني الأول بشكل لافت للنظر عام 2003م وبالتحديد في كأس الخليج الذي أقيم في ذلك العام، وتمكن من خطف جائزة أفضل حارس في البطولة لأول مرة، وشارك مع منتخبه أيضاً في نهائيات كأس أمم آسيا 2004م في الصين، ولم يكن حصوله على جائزة الأفضلية في (خليجي 16) هو الأخير له إذ نجح في تحقيق لقب أفضل حارس ثلاث مرات آخرى أعوام (2011، 2009،2007م) ليصبح المجموع أربع مرات كأكثر الحراس الخليجيين حصول عليها، وبلا شك فإنه سيسعى في النسخة الحالية للفوز بالجائزة للمرة الخامسة. علي الحبسي يعتبر علامة فارقة في صفوف منتخب عمان ومصدر اطمئنان له ولأنصاره، فالعمانيون يعولون كثيراً عليه في حماية مرمى منتخب بلادهم مثلما فعل في النسخ التي شارك فيها، إذ أوصل عمان للنهائي مرتين في قطر وابو ظبي، وتوج معه باللقب في (خليجي 19) للمرة الأولى في تاريخه، وبلا شك فإن المسؤولية على الحارس العماني لن تكون سهلة كونه سيحمل على عاتقه آمال وطموحات العمانيين، وتنتظر الجماهير العمانية من الحبسي وزملائه أن يسعدوهم في (خليجي 22) ويعوضون المستويات المتواضعة لمنتخب بلادهم في البطولتين الماضيتين، ولعل الحارس علي الحبسي يدرك جيداً أهمية كأس الخليج بالنسبة للعمانيين وغيرهم كون لها نكهة خاصة لاسيما وأنه سبق وأن صرح بذلك إعلامياً، عليه فإنه بلا شك سيضاعف مجهوداته لقيادة منتخبه نحو اللقب بالإضافة إلى محافظته على شباكه نظيفة مثلما فعل في آخر بطولة خليجية شارك فيها.