لبى السعوديون امس نداء مليكهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لمساعدة منكوبي الزلزال الذي ضرب شمال باكستان في الثامن من تشرين الاول اكتوبر الجاري، وراح ضحيته نحو 53 الف قتيل و75 الف جريح، ورد نحو مليون مواطن. وكان الملك عبدالله أول المتبرعين، إذ اعلن عن تبرعه بعشرة ملايين ريال، كما اعلن ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز عن تبرعه بخمسة ملايين ريال، وتبرع وزير الداخلية المشرف على الحملة الأمير نايف بن عبد العزيز بمبلغ ثلاثة ملايين ريال، ثم توالت التبرعات من الامراء ورجال الاعمال والمؤسسات الخاصة والعامة. وقبل ذلك، شهد ملعب الأمير فيصل بن فهد في الملز مقر الحملة اقبالاً من المواطنين الذين هبوا لتلبية نداء الانسانية ومساعدة اشقائهم في باكستان. وكانت حملة التبرعات التي وضع التلفزيون لها شعار"مملكة الانسانية"، انطلقت بعد الافطار مباشرة من الرياض، ونقلها التلفزيون السعودي مباشرة، كما شاركت في نقلها المحطات الاقليمية للتلفزيون، في كل من الدمام وأبها ومكة المكرمةوجدة، اضافة الى محطة تلفزيون القصيم. وفي بداية الحملة، نقل التلفزيون السعودي كلمة متلفزة للمفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، حض فيها المواطنين على مساعدة اخوانهم منكوبي الزلزال في باكستان، وتضميد جراحهم، كما عدد فضائل مساعدة المحتاج في شهر رمضان الكريم. وفي الوقت الذي تتواصل فيه المساعدات السعودية الى باكستان حيث وصلت الدفعتان 12 و13 الى اسلام اباد أمس، اعلنت شركة"ارامكو السعودية"عن تبرعها بمبلغ سبعة ملايين ونصف المليون ريال، فيما نظم منسوبوها حملة تبرعات بدأت الثلثاء الماضي وما زالت متواصلة. وحشد التلفزيون السعودي امس عدداً من العلماء لتشجيع الناس على التبرع وتعداد فضائل الصدقة في رمضان، كما كرر عرض عدد من اللقطات المؤثرة لضحايا الزلزال، وخصوصاً الجرحى من الاطفال والنساء، بهدف حض المتبرعين وتبيان حجم المعاناة التي يعانيها الناجون من الموت، في ظل ظروف مناخية في غاية الصعوبة، حيث المطر والبرد والعراء. وتوالت التبرعات العينية على مقر الحملة، فدخلت مئات السيارات الى ملعب الأمير فيصل وهي محملة بالاغطية والملابس والتمور ووسائل التدفئة، وكان اكثر المتبرعين اقبالاً الاطفال، الذين تبرعوا بما جمعوه في حصالاتهم، وكذلك النساء اللواتي قدمن الكثير من الحلي والمجوهرات، كما اعلن احد العلماء عن جواز دفع الزكاة الى المتضررين، وحض المواطنين على عدم الخجل من التبرع بالقليل، قائلا:"انه كثير عند الله". وسبق للمملكة ان نظمت نحو عشر حملات مماثلة في السابق، كان معظمها لمصلحة الاشقاء في فلسطين. وكانت الحكومة السعودية اعلنت عن تبرعها لباكستان بنحو 537 مليون ريال اغاثات عاجلة، وهي الاغاثات التي ما زالت تصل الى اسلام اباد.