عاشت المملكة العربية السعودية ليل اول من أمس، عرساً انسانياً تجلت فيه قيم البذل والعطاء وحب عمل الخير حيث جمع المواطنون والمقيمون اكثر من 300 مليون ريال، إثر الدعوة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين لتشكيل حملة تبرعات شعبية لمساعدة منكوبي الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرقي آسيا والمد البحري الذي نجم عنه. وكان الملك فهد افتتح التبرع ب20 مليون ريال، ثم تلاه ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بعشرة ملايين، كما تبرع النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز بخمسة ملايين. وشارك في الحملة التي نقلها التلفزيون السعودي مباشرة علماء دين واصلوا حض الناس على التبرع حتى انتهاء الحملة فجر الجمعة. ولقيت الحملة تجاوباً من المواطنين والمقيمين في جميع مناطق ومحافظات المملكة، وتسابق الأمراء والأميرات والتجار والشركات الى البذل والعطاء، ولوحظ اقبال الاطفال وكبار السن وذوي الحاجات الخاصة على التبرع، كما كانت المرأة موجودة من خلال آلاف الأطقم الذهبية التي تبرعت بها نساء سعوديات. وكان سفراء الدول المنكوبة أجروا اتصالات مع القائمين على الحملة وأعربوا عن شكرهم وتقديرهم للسعودية، حكومة وشعباً، على تعاطفهم مع ضحايا الزلزال، كما أعربوا عن شكرهم للمقيمين. وأعرب المقيمون في المملكة من أبناء الدول المتضررة، عن شكرهم للمملكة. وكان لافتاً حضور علماء الدين الى الاستوديو الخاص بنقل الحملة عبر القناة الاولى، وخصوصاً الشيخ سعد بريك، الذي استخدم علاقاته بكبار رجال الدولة ورجال الأعمال لحضهم على التبرع، ودعا بقية علماء الدين معارفهم والجمهور من خلال اجازتهم هذه الحملات، والقول إنها مأجورة، خصوصاً ان بعض المواقع الالكترونية استبق الحملة وأفتى بعدم جواز التبرع لغير المسلمين، لكن احد رجال الدين اورد ما ينقض ذلك من خلال استشهاده بآيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية، تدلل على ان الاجر"في كل كبد رطبة"أي أن رحمة الدين الاسلامي تجاوزت الانسان لترحم الحيوانات. وكانت الجهة المنظمة حددت مناطق التبرع في انحاء المملكة كافة. وفي الرياض تقرر ان يكون استاد الأمير فيصل بن فهد مكاناً لجمع التبرعات، حيث تحول الى متجر كبير اختلطت فيه الاطقم الذهبية بالملابس والاغطية والخيام ولعب الاطفال وحصالاتهم. وفي وقت تبرع رجال اعمال بسيارات اسعاف، تبرع مواطنون بسياراتهم الخاصة، ليس لهدف اعلامي ولكن ليعكسوا من حيث لا يعلمون الصورة الحقيقية للانسان السعودي المسلم الذي يحب لأخيه الانسان ما يحب لنفسه. جدير بالذكر ان هذه الحملة شعبية، وكانت الحكومة السعودية اعلنت الثلثاء الماضي رفع مساعداتها من عشرة ملايين دولار الى 30 مليون دولار.