ادى الاقبال الكبير على اسهم"دانة غاز"الى قيام سوق سوداء رائجة في الامارات وغيرها من دول الخليج، ضاعفت سعر السهم مرات عدة بين المستثمرين، على رغم ان الشركة لم تدرج اسهمها بعد في الاسواق المالية. ويكاد لا يمر يوم من دون اعلان هنا وهناك في الصحف وعبر منتديات الاسهم على الانترنت يتعلق ببيع او شراء اسهم الشركة التي تعد أول شركة غاز تابعة للقطاع الخاص، تطرح للاكتتاب العام في منطقة الخليج. ويشار الى ان تداول اسهم الشركة بين المستثمرين لا يقتصر على اسهم الاكتتاب، بل تعداه الى اسهم المؤسسين التي تراوحت بين 3.70 وأربعة دراهم، في حين تجاوز سعر أسهم الاكتتاب خمسة دراهم. وعلى رغم ان اسهم التأسيس لا يحق لصاحبها بيعها الا بعد عامين من تأسيس الشركة، وان تداولها قبل هذا يتم بين المؤسسين فقط، غير أن رواج السهم دفع البعض إلى تجاوز هذا القانون وبيعها الى المقربين مع الحفاظ على ملكية الأسهم. وفي ما يتعلق بتداول اسهم الاكتتاب، فالقانون يمنع تداولها خارج السوق المالية، ولكن ضبط هذه السوق يبدو صعباً في ضوء غياب آلية لتطبيقه والجهة التي تتابع التنفيذ والتطبيق. ويأتي ارتفاع الطلب على السهم، بعد الانتهاء من مرحلة الاكتتاب التي شهدت إقبالاً غير مسبوق من قبل مستثمرين من جميع الجنسيات لا سيما الخليجيين منهم، في ظل توقعات بان سعر السهم سيفتح على سبعة دراهم حين أدراجه في سوق أبو ظبي المالية نهاية العام الجاري. كما يأتي الإقبال الكبير على السهم في ظل وجود سيولة كبيرة في أسواق المنطقة تبحث عن أوعية استثمارية لاستيعابها، خصوصاً ان الشركة الوليدة تعتبر الأولى في المنطقة التي تسمح لجميع مواطني دول مجلس التعاون بالاكتتاب فيها. إضافة الى ان غالبية مؤسسي الشركة من الشخصيات المهمة والمعروفة في المنطقة. وما دعم مصداقية الشركة هو، في رأي المحللين الماليين، توقيعها اتفاقاً مع البنك الدولي، لمساعدتها في تطبيق أفضل أساليب العمل في مجالات إدارة الشركات الحوكمة، والصحة، والسلامة والاستقرار البيئي، ومسؤولية الشركات تجاه المجتمع. وعلى رغم ان الشركة وعدت باعادة الاموال الفائضة الى المستثمرين نهاية الشهر الجاري وادراج"دانة غاز"في سوق ابو ظبي المالية قبل نهاية العام، غير ان زيادة الحديث عن السوق السوداء، دفع البعض الى المطالبة بالتحرك الفوري لاعادة الاموال والاسراع في ادراج الشركة حتى تأخذ العملية صفة رسمية. وبلغت حصيلة الاكتتاب في الشركة نحو 288 بليون درهم 78.4 بليون دولار، دفعها مستثمرون من 101 دولة، وهو ما يعادل 140 ضعف المبلغ المطلوب للاكتتاب، أي بليوني سهم بمعدل درهم للسهم الواحد، ويمثل ثلث رأسمال الشركة البالغ ست بلايين درهم. وتوقع محللون ماليون انتعاش سوقي الاسهم والعقار عقب اعادة الاموال الفائضة الى المستثمرين، اللتين شهدتا تباطؤاً خلال الاسابيع الماضية التي شهدت الاكتتاب في اسهم شركة"دانة غاز"، التي لجأ المستثمرون خلالها الى تسييل بعض اسهمهم بهدف الاكتتاب الرسمي، او شراء اسهم الشركة في السوق السوداء. ويرى محللون ماليون ومستثمرون ان السعر الذي وصل اليه السهم مبالغ فيه، على اعتبار انه على رغم المستقبل الجيد الذي ينتظر الشركة، غير ان مردودها لن يكون سريعاً بسبب حداثتها. وقال عادل الحوسني، وهو من كبار المستثمرين في اسواق المال الاماراتية:"ان سعر السهم مبالغ فيه، وقد يكون له عواقب وخيمة على المستثمرين الذين يتوقعون الربح السريع، لان عوائد الشركة لن تظهر قبل خمس سنوات. اما المستثمرون على المدى البعيد، فلن تؤثر فيهم حركة السهم حين ادراجه في السوق"، مشيراً الى ان اي تصحيح سعري سيؤثر في سعر السهم.