وسط أحداث كثيرة متوقعة وموقف وحيد بالغ الغرابة فاز الاهلي على الزمالك 2- صفر مساء أول من أمس في ملعب الكلية الحربية في القاهرة، في إياب الدور نصف النهائي لدوري أبطال افريقيا لكرة القدم، وتأهل الاهلي الى نهائي البطولة لسابق فوزه ذهاباً على الزمالك 2-1 في الملعب نفسه قبل 3 أسابيع، ويواجه بطل مصر منافسه التونسي النجم الساحلي في النهائي ذهاباً في سوسة بعد أسبوعين، واياباً في القاهرة بعد 4 أسابيع، والطريف أن الفريق الأحمر فاز على الابيض في نصف النهائي، لأن النجم والاهلي يرتديان الزي الأحمر، ويلعب الرجاء والزمالك بالابيض، والمواجهة هي الأولى في التاريخ بين الاهلي والنجم على الصعيد الافريقي، وسبق للاهلي احراز اللقب 3 مرات أعوام82 و1987 و2001 بينما سقط النجم في النهائي العام الماضي أمام اينمبا النيجيري، ويسعى الى لقبه الأول. الأحداث المتوقعة في دربي القاهرة شملت تفوق المنطق والواقع والترشيحات التي صبت كلها في مصلحة الأهلي قبل المباراة، وأكمل مسلسل النجاح الى 48 مباراة متتالية بلا أي هزيمة في كل المسابقات على مدار 16 شهراً، وهو رقم قياسي محلي يصعب الوصول اليه مستقبلاً، والفوز هو الرابع للاهلي على التوالي أمام الزمالك في 4 مبا ريات عبر عام واحد. أما الموقف بالغ الغرابة وغير المنطقي فهو الاستسلام التام والعجز الواضح للزمالك في الشوط الثاني، الذي شهد هدفي الاهلي و4 فرص أخرى مؤكدة للأحمر في مقابل انهيار تام للأبيض، لا سيما بعد الهدفين، ولم يسبق للاهلي التفوق الكامل على الزمالك طوال تاريخهما بالشكل الساحق الذي تحقق في الشوط الثاني، والأغرب أنه جاء بعد شوط أول متكافئ بكل المقاييس. وتقاسم الفريقان السيطرة والفرص في النصف الاول من اللقاء، بل وأهدر مهاجم الزمالك جمال حمزة الفرصة الاولى في المباراة عندما حوَّل برأسه الكرة خارج القائم والمرمى خالٍ تماماً أمامه بعد 39 دقيقة، وأضاع لاعب الاهلي محمد شوقي فرصة نادرة من خلال انفراد تام بمرمى الزمالك، وسدد خارجه بعد 45 دقيقة. التغيير الذي أجراه مدرب الاهلي البرتغالي مانويل جوزيه بين الشوطين بإخراج لاعب الوسط غير الموفق حسن مصطفى ونزول الناشئ حسام عاشور قلب المباراة رأساً على عقب، وانطلق الاهلي للهجوم بشجاعة وحرية من دون حذر في ظل وجود عاشور كستار خلفي، وتعددت فرص الاهلي الخطيرة لمحمد ابو تريكة، وعماد متعب، ومحمد شوقي، حتى جاء الهدف الاول بعد 62 دقيقة وتسلم ابو تريكة الكرة بلا رقابة ومرر الى محمد بركات المندفع ايضاً بلا رقابة فانفرد وسدد بقوة في الشباك، وأهدر ابو تريكة فرصة التعزيز قبل أن يفاجئ مدرب الزمالك فاروق جعفر الجميع بإخراج نجمه الغاني جونيور وهو أنشط وأخطر لاعبيه، وأشرك حازم إمام، وفقد الخاسر آخر أسلحته وتحول لمتابعة نشاط الاهلي وتشتيت الكرة والحيلولة من دون أهداف أخرى حتى النهاية. لم يتأخر العقاب لجعفر والزمالك على تغييره المفاجئ، وعزز بركات رصيده بهدفٍ ثانٍ - صورة بالكربون من الأول - بعد 73 دقيقة، وتسلم تمريرة أبو تريكة وانفرد وسدد من اللمسة الاولى في الشباك، وكانت صافرة النهاية للحكم الليبي عبدالحكيم الشيلماني.