ألحق الاهلي حامل اللقب ومتصدر الدوري المصري لكرة القدم الهزيمة الاولى بمنافسه التقليدي الزمالك في الموسم الحالي. ففاز مساء اول من امس على الزمالك 2-1 أمام 90 ألف متفرج في ملعب القاهرة الدولي وابتعد في الصدارة برصيد 32 نقطة بعيدا عن الزمالك اقرب منافسيه بفارق 3 نقاط في ختام المرحلة الثانية عشرة للمسابقة. والفوز هو الرابع للاهلي على التوالي على الزمالك في المواسم الاربعة الاخيرة التي شهدت صياما تاما للزمالك عن الفوز. ادار المباراة طاقم حكام من اسكتلندا بقيادة هوف دالاس الذي شارك في نهائيات كأس العالم الاخيرة 1998. وكان دالاس موفقا للغاية في ادارته رغم الهجوم الشديد الذي تعرض له من أنصار الاهلي لالغاء هدف لحسام حسن. ولم يستخدم البطاقة الصفراء للانذار سوى مرتين فقط للاعبي الزمالك حسام عبدالمنعم للخشونة ومحمد صبري لدفعه الالماني تسوبيل مدرب الاهلي خارج حدود الملعب. جاءت المباراة سريعة وقوية من لحظتها الاولى. وبادر الطرفان بالهجوم المبكر لخطف هدف السبق. وكان الزمالك الاكثر نشاطا في البداية ولكن من دون خطورة. وبعد دقائق قليلة استعاد الاهلي الزمام وسيطر على الملعب تماما. وتعددت الفرص الخطيرة لمصلحته واهدر الهداف القديرحسام حسن اسهل الفرص من تمريرة ياسر ريان نجم المباراة الاول في الدقيقة العاشرة. وسدد حسام في جسم المدافع بشير التابعي والمرمى خال من حارسه. وابعد عمرو فهيم ظهير الزمالك الكرة التي سددها حسام برأسه من على خط المرمى. وانفرد علاء ابراهيم مهاجم الاهلي بعبدالواحد السيد حارس الزمالك مرتين في ثوان معدودة ولكنه اهداه الكرة في كل مرة. استفاد لاعبو الاهلي من تفوقهم الخططي بتنفيذ الضغط المبكر على لاعبي الزمالك وهو ما ساعدهم على استعادة الكرة سريعا والوصول للمرمى كثيرا. وبرع ياسر ريان في اختراق دفاع الزمالك مرارا دون ان يفطن الهولندي رود كرول مدرب الزمالك الى وسيلة لوقفه. وفي الدقيقة الاخيرة من الشوط الاول سدد هشام حنفي كرة قوية ارتدت من الحارس عبدالواحد الى حسام المتابع. وببراعة خبير اوقف حسام الكرة وراوغ الحارس واودعها الشباك، فاشتعلت مدرجات الاهلي. ولكن تلك الفرحة اجهضت سريعا بقرار للحكم دالاس بالغاء الهدف بداعي تسلل حسام لحظة تسديد هشام الكرة. وفي الشوط الثاني لم يغير الزمالك اسلوبه، وواصل الاهلي هجومه، وجاءت الاهداف تباعا بداية من الدقيقة التاسعة. وافتتحها الاهلي برأس حسام حسن من تمريرة عرضية للمتألق ياسر ريان. والهدف هو الخامس لحسام في مرمى الزمالك بالدوري. ولكن افراح الاهلي وجمهوره لم تستمر الا دقيقة واحدة وتمكن محمد صبري احسن لاعبي الزمالك من معادلة النتيجة على الفور. وجاء الهدف من ضربة حرة من 35 ياردة، وذهبت كرة صبري الهائلة في اصعب مكان في المرمى. وهو الثاني لصبري في الاهلي. والطريف ان الاول كان في نفس الزاوية ايضا. لم تفتر حماسة لاعبي الاهلي وواصلوا ضغطهم لانتزاع الفوز، وفي الدقيقة 58 تحقق لهم ما ارادوا بضربة رأسية لابراهيم حسن - الشقيق التوأم لحسام - وساعده الحظ باصطدام الكرة بقدم مدافع الزمالك التابعي وتغيير اتجاهها الى المرمى. والهدف هو الثالث لابراهيم في مرمى الزمالك بالدوري رغم انه يلعب مدافعا. والطريف انه احرز الهدفين السابقين بقدميه اليمنى واليسرى. وجاء الدور هذه المرة على رأسه. احتفظ الاهلي بتفوقه وهجومه وضغطه على الزمالك الذي استبدل حارس مرماه غير الموفق واثنين من اللاعبين لزيادة الحيوية في الفريق. ولكن هدوء اعصاب لاعبي الاهلي اعطاهم تفوقا ميدانيا فيما ردت عارضة الزمالك هدفا مؤكدا لهشام حنفي. وفور انطلاق صفارة النهاية احمرت المدرجات وتبعتها شوارع القاهرة وخرجت جماهير الاهلي في تظاهرات تجوب العاصمة. وعقب المباراة، قال حسام حسن ل "الحياة": "هدفي الاول صحيح 100 في المئة والغاؤه ظلم كبير. والعبرة في التسلل بلحظة التسديد من هشام حنفي وليست لحظة استحواذي على الكرة. وعموما ربنا عوضني بالهدف المحتسب. وكل الشكر لزملائي والمدربين اصحاب الفضل الاول في الفوز الكبير. ولا يعلم احد انني لعبت الشوط الثاني كاملا مصابا بشد عضلي شديد في ساقي اليسرى". وقال ابراهيم حسن من جهته: "الجمهور هو سر تفوقنا. وثقة انصار الاهلي في اللاعبين تدفعنا دائما لبذل كل الجهد. وعند وصولنا الى الملعب قبل ساعتين من بدء اللقاء فوجئنا بعشرات الآلاف من جماهير الاهلي خارج الملعب عاجزين عن الدخول بعد امتلاء الجزء الخاص بجمهور الاهلي في المدرجات". وقال فاروق السيد مدرب الزمالك: "قلة التركيز بعد احراز هدف التعادل هي السبب وراء الهزيمة. والحقيقة ان اللاعبين لم ينفذوا أغلب التعليمات التي وجهها لهم الجهاز الفني. وعموماً الهزيمة ليست نهاية العالم ومسابقة الدوري لا تزال طويلة. وباقي 14 مباراة اخرى قبل تحديد البطل".