رجحت كفة المنطق والمستوى، ومالت كرة القدم إلى الفريق الأقوى والأفضل في دربي القاهرة الساخن، وفاز الاهلي على الزمالك 4-2 في ملعب الكلية الحربية امام 20 ألف متفرج، والفوز هو السابع للاهلي على التوالي واحتفظ بصدارة الدوري المصري برصيد 21 نقطة، وابتعد عن اقرب منافسيه وهو الزمالك بفارق 7 نقاط، والهزيمة هي الأولى للزمالك في الدوري المحلي منذ 4 تشرين الثاني نوفمبر 2002 بعد أن سجل رقماً قياسياً في خوض 52 مباراة بلا هزيمة. قمة الدوري المصري جاءت رائعة لمدة 67 دقيقة على كل الأصعدة الفنية والبدنية والخططية والسلوكية، وتدنت الى اسفل المواقع في نصف الساعة الاخير بعد ان تبادل اللاعبون العراك في مواجهة حكم تركي، وشهد اللقاء 3 بطاقات حمراء أولها لمدير الكرة بالاهلي ثابت البطل بداعي سوء السلوك اثناء توقف اللعب، ورغم أن الحكم مصطفى شولغو احتسب 3 ركلات جزاء منها اثنتان للزمالك الا أن قراره كان غير صحيح في كل الحالات. تبادل الفريقان السيطرة والفرص في ربع الساعة الاولى من المباراة، واحكم الاهلى قبضته على المباراة بقية الشوط مع تحركات واعية لمحمد أبو تريكة، وانطلاقات خطيرة لمحمد بركات والانغولي غيلبرتو، وتوالى ضياع فرص الاهلى من ابو تريكة وعماد متعب وبركات ومرت اكثر من كرة خطيرة امام مرمى الزمالك، واخيراً جاء الهدف المرتقب بقدم ابوتريكة وهو الاول له بعد صيام دام شهراً في الدقيقة 31. أجرى الزمالك تغييراً غريباً باشراك المهاجم وليد عبد اللطيف بدلا من المدافع احمد صالح، ولكن الامور استمرت في مصلحة الاهلي وأحرز أبو تريكة برأسه هدفا ثانيا من كرة عرضية لغيلبرتو، وهو الثالث لابوتريكة في مرمى الزمالك في مباراتين مع الاهلي. لم يهنأ الجمهور الاحمر بالهدف الا لدقيقة واحدة واحتسب الحكم ركلة جزاء للزمالك من لمسة يد متعمدة ضد عماد النحاس وأنذره، وسجل جمال حمزة باقتدار من ركلة الجزاء هدفا اعاد فريقه الى المباراة وهو الثالث له في الاهلي في ثلاثة مواسم متتالية. وتكرر السيناريو ولم يهنأ الجمهور الابيض بالهدف الا لدقيقة واحتسب الحكم بغرابة ركلة جزاء للأهلي بداعي إعاقة عماد متعب داخل المنطقة، وكشفت الاعادة ان سقوط متعب لم يكن به أي مخالفة لمدافع الزمالك، وسجل غيلبرتو هدفاً ثالثاً. الحسم النهائي للمباراة كان في الدقيقة 63 من تمريرة رائعة لغيلبرتو وانفرد متعب وراوغ الحارس عبد المنصف وأودع الكرة الشباك من زاوية صعبة. الوقت الباقي من المباراة كان اقرب الى العراك منه الى كرة القدم، وبدأ باشتباك بين اللاعبين بدأه عبد الحليم علي - الموقوف عربياً لمدة عام بسبب عراك مماثل ضد الصفاقسي التونسي في بيرت - واشار عبد الحليم بيديه للجماهير الحمراء باشارات تعني أن الحكم التركي مرتشٍ. وشهدت نصف الساعة المؤسفة ركلة جزاء للزمالك ليس بها سبب واحد لتوقف اللعب، وسجل منها عبد الحليم هدفا ثانيا، وهو السادس له في الدوري وانفرد مجدداً بصدارة الهدافين في المسابقة، وفور انطلاق صافرة النهاية امتلأ الملعب برجال الشرطة لحماية الحكم والحيلولة دون اشتباكات اللاعبين وسرعان ما تحولت شوارع القاهرة الى تظاهرات واكتست العاصمة المصرية باللون الاحمر حتى صلاة الفجر.