حذر مستشار وزير الدفاع الفريق دحام خلف العسل من فوضى وخطر أمني إذا انسحبت القوات البريطانية من بعض محافظات الجنوب ذي الغالبية الشيعية، فيما اعتبر التيار الصدري أن أي تفاهم مع البريطانيين يجب ان يسبقه"اطلاق المعتقلين من التيار، وتطهير مؤسسات المحافظات التي تشرف عليها القوات البريطانية من مظاهر الفساد المستشري فيها". وقال العسل في تصريحات الى"الحياة"إن بناء الجيش العراقي"ما زال في بداياته. وهذا يبرر بقاء القوات البريطانية". واضاف:"لا يمكن تحديد سقف زمني لجدولة انسحاب البريطانيين من البصرة أو أي محافظة اخرى، لأن هذا الموضوع مرهون بالسياسة العامة للدولة والظروف الداخلية والاقليمية". واعتبر ان استكمال اعداد القوات العراقية"سيستغرق سنوات". وأشار الى"رغبة"بريطانية بالخروج من الجنوب"إلا أن الحاجة ما زالت ماسة لبقاء القوات وقد يستمر ذلك سنة او سنتين". وقال إن البريطانيين"يفرضون سيطرتهم الأمنية على المحافظات الجنوبية ولا يستطيع احد تجاوز مسؤولياتهم الأمنية". الى ذلك، كشف اللواء الركن حسين علي كمال، رئيس الاستخبارات في وزارة الداخلية ل"الحياة"خطة لإعادة انتشار القوات البريطانية في البصرة، وبعض مناطق الجنوب. وقال إن"التشنج بين الشارع الجنوبي والبريطانيين يجعل الأمر مرشحاً للاستغلال السياسي من بعض الأطراف، كما ان القوات البريطانية بدأت تستخدم القوة المفرطة". مضيفاً:"هناك خطة لسحب القوات الزائدة من البصرة وبقية المدن". وأكد أن القدرات الأمنية للقوات العراقية"لم تصل الى مستوى يسمح بالاستغناء عن وجود القوات البريطانية في المنطقة". ويرى القيادي في تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، عباس الربيعي، أن"سر بقاء القوات البريطانية في الجنوب هو لمواجهة النفوذ الإيراني". وزاد أن"بعض الدول الاقليمية يرغب ببقاء هذه القوات". وأشار الى ان"العلاقة بين التيار الصدري والقوات البريطانية في أسوأ حال اليوم بسبب اعتقال مزيد من عناصر التيار الصدري". وقال إن"أكثر من عشرين قيادياً في السجون البريطانية". وتابع:"اذا اراد البريطانيون التفاهم مع تيار الصدر، فعليهم اطلاق هؤلاء". ورأى ان"جدولة انسحاب القوات البريطانية يمكن ان تتم مقابل تعهد من عناصر التيار بعدم التسبب بأي تهديد للدول المجاورة وبعدم السماح للنفوذ الإيراني بالهيمنة على المنطقة". من جهته، اتهم عبدالكريم المحمداوي زعيم"حزب الله"في العراق القوات البريطانية ب"الفساد في عملية بناء القوات الأمنية العراقية". وقال ل"الحياة"ان"البريطانيين انشأوا ميليشيات تابعة لهم"قوات الأمن العراقية. وأوضح أن"الوضع الأمني في الجنوب مرشح للانفجار لأن البريطانيين لم يحسنوا تقديم أي شيء ايجابي". لكنه حذر من"اندلاع فوضى اذا انسحبت القوات البريطانية". وافاد أن"البريطانيين أوجدوا وضعاً فاسداً ببناء قوات أمن عراقية من العناصر المشبوهة والموالية لهم، وبالتالي أي انسحاب لهذه القوات سيسمح لقوات الأمن بالتمادي في الفساد". وشدد على ان"الفشل البريطاني في اعداد القوات العراقية سيعود بالضرر على مدن الجنوب لأنه قام على أسس خاطئة". وأشار الى ان البريطانيين"سلموا الموانئ والمؤسسات الادارية والاقتصادية لفاسدين، وهذا أمر خطير للغاية وينبئ بسوء الوضع في البصرة وبقية المدن".