رفضت الحكومة المحلية في البصرة اقرار الاتفاق الأمني بين العراق وبريطانيا في بشأن حماية الموانئ والمنصات البحرية في جنوب العراق قبل انقضاء الفترة المقررة لانسحاب القوات البريطانية من العراق في شكل كامل. وأكد نائب رئيس مجلس محافظة البصرة (490 كلم جنوب بغداد) أحمد السليطي رفض المجلس للوجود البريطاني في البصرة، وقال ل»الحياة» أن «الأجهزة الأمنية العراقية في البصرة قادرة على حماية مؤسسات الدولة بما يشمل حماية المياه الإقليمية للعراق». وأضاف «لا توجد أخطار كبيرة تهدد العراق من جهة أنهاره وبحاره المطلة على دول أخرى باستثناء ما يتعلق بعمليات التهريب والعمليات الإرهابية التي يمكن أن تحصل، ولكن إمكانات الأجهزة الأمنية العراقية قادرة على ردع هذه الأخطار أيضاً». وأشار الى انه «لا توجد مشكلة مع انسحاب القوات البريطانية في شكل كامل من الأراضي العراقية». وينص الاتفاق الأمني بين العراق وبريطانيا على حماية منصات تصدير نفط العراق ومياهه الإقليمية بالإضافة إلى تدريب القوات البحرية الخاصة». وكانت السفارة البريطانية في العراق طلبت من البرلمان العراقي اخيراً الإسراع في اقرار الاتفاق الامني وعدم وضع القوات البريطانية في «موقف محرج». من جهته قال النائب عن «الكتلة الصدرية» في البرلمان أحمد المسعودي إن «الاتفاق الأمني في شأن حماية المنافذ البحرية العراقية عرض على البرلمان مرات عدة ولم يتم إقراره» موضحاً ل»الحياة» أن «سبب رفض العديد من الكتل البرلمانية لهذا الاتفاق هو تكريسه استمرار الوجود الأجنبي على الأراضي العراقية، إذ ينص على استمرار وجود مئة عنصر من القوات البريطانية في موانئ العراق، وهذا ما ترفضه غالبية الكتل المعارضة للوجود الأجنبي، إضافة إلى كون هذا الاتفاق غير مجد من الناحية العملية». ولفت الى ان «الاتفاق يمس سيادة البلد واستقلاله كما أنه يؤخر تطوير القوات البحرية العراقية وتزويدها بالمعدات اللازمة لحماية الموانئ العراقية بنفسها»، محذراً من وجود «مآرب سياسية أخرى خلف الاتفاق تسعى بعض الأطراف إلى تنفيذها، الأمر الذي عطل قراءة نص الاتفاق ورفضه من جانب البرلمان في الفترة الماضية وسحبه من جدول أعماله ومحاولة تقديمه في ظرف آخر». وتحتفظ بريطانيا بنحو 150 من جنودها في قاعدة داخل سجن بوكا، الواقع في أقصى جنوب العراق قرب الحدود الكويتية، حتى موعد الانسحاب الكامل من البلاد، بالإضافة إلى بعض المعدات الحربية للجيش البريطاني في مطار البصرة. يذكر ان بريطانيا شاركت الولاياتالمتحدة في غزو العراق عام 2003 بنحو 46 ألف جندي حتى انسحابها العام الجاري.